احتضنت قاعة ابن خلدون بالعاصمة، أمس الأربعاء، العرض الأول للفيلم الأمريكي «شخوص في الظلّ»، الذي يحقق نجاحا باهرا في أمريكا. وقد عمل موزع الفيلم MD Ciné، بالتعاون مع مؤسسة «فنون وثقافة»، أن يكون هذا العرض متزامنا في الجزائر وفرنسا. ويتطرق الفيلم إلى التمييز ضد المرأة والميز العنصري، ويسلط الضوء على جانب مجهول من مساهمة الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية في مرحلة حساسة من مسار وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا». شخصيات مطموسة بالإنجليزية: Hidden Figures هو فيلم سيرة ذاتية، دراما أمريكي، أُصدر في 25 ديسمبر 2016 في الولاياتالمتحدةالأمريكية مبني سيناريو وإخراج تيودور ملفي ومن بطولة تاراجي بيندا هينسون، تاراجي بيندا هينسون، جانيل موناي. فيلم «شخوص في الظلّ Hidden Figures» (أو «أرقام مخفية» فالكلمة الأصلية مزدوجة الدلالة) هو من نوع الدراما والسيرة الذاتية، أخرجه وكتب السيناريو ثيودور ملفي، ومقتبس من كتاب بالعنوان نفسه، كتبته مارغو لي شيتيرلي عن قصة حقيقية، لشخصيات وجدت في الواقع باستثناء شخصية آل هاريسون (يؤدي دوره كيفن كوستنر)، التي هي عن مجموعة شخصيات حقيقية مركبة. عن سبب اختيار الفيلم، قالت ياسمين بوشان المكلفة بالإعلام لدى الشركة الموزعة MD Ciné إن ذلك راجع إلى كون القصة جميلة وما يزيد في جماليتها هو كونها حقيقية، كما أنه فيلم مُلهم ويؤثر في كلّ من يشاهده، «لقد اعتدنا عرض أفلام الأبطال الخارقين ولكن رهاننا كبير على هذا الفيلم الملتزم والدرامي ونتوقع أن يُقبل الجمهور الجزائري والعاصمي على هذا العمل السينمائي الجميل والهادف».. كما تعتزم المؤسسة عرض أفلام أخرى جديدة على غرار فيلم الخيال العلمي «لوغان» وفيلم «الجميلة والوحش»، تؤكد ياسمين بوشان. يحكي الفيلم قصة ثلاث نساء أمريكيات من أصول أفريقية، كاثرين جونسون (وتؤدي دورها تاراجي هينسون)، ودوروثي فون (تؤدي الدور أوكتافيا سبنسر)، وميري جاكسون (من تمثيل جانيل مونيه)، يعملن في وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، في قلب سباق غزو الفضاء بين الأمريكان والسوفيات مطلع ستينيات القرن الماضي. تعمل فون مهندسة كمبيوتر، تشرف على مجموعة فتيات، ولكنها لا تحصل على المنصب رسمياً، ولا على الراتب الذي تستحق، كما أن رئيستها لا تؤمن بمساواة الحقوق بين البيض وذوي الأصول الأفريقية. من جهتها، تطمح جاكسون إلى أن تصبح مهندسة فضاء، ولا يمكنها ذلك سوى بالدراسة في صفوف مسائية مخصصة للبيض فقط، ما يضطرها إلى اللجوء إلى المحكمة لانتزاع حقها في الحصول على شهادة جامعية أعلى من شهادتها، تمكّنها من تحقيق حلمها. أما جونسون، محور القصة، فهي عالمة رياضيات ذات عبقرية خارقة، مكّنتها من دخول إلى الحلقة الضيقة المكونة من المدير العام وأقرب مساعديه ورواد الفضاء، في وقت كان الأمريكان يسابقون الزمن لوضع رائد فضاء في مدار حول الأرض (وهو ما سبقهم السوفيات إليه برائد الفضاء يوري غاغارين)، مرحلة مهدت لهبوط الإنسان على سطح القمر عام 1969. ولعلّ أكبر دليل على دور هذه العالمة ذات الأصول الأفريقية هي إطلاق اسمها على أحد مراكز البحث التابعة للناسا، كما تمّ تكريمها شخصيا وهي في سنّ السابعة والتسعين. يجمع هذا الفيلم المؤثر بين وجهين من التمييز: اضطهاد المرأة، والميز العنصري، إضافة إلى التمييز الذي قد يعاني منه أصحاب الكفاءات في عملهم، وهو ما يجعل هذا الفيلم قويا من حيث رسالته السياسية، العاطفية، وقبل هذا وذاك الرسالة الإنسانية.