بمبادرة من مديرية المصالح الفلاحية، نظمت، أمس، عملية بيع منتوج البطاطا، من المنتج إلى المستهلك مباشرة دون وساطة، وبأسعار مقبولة في متناول القدرة الشرائية للمواطن. خصص لإنجاح العملية فضاء المركز الثقافي عيسات إيدير لهذه المبادرة التي تستمر، بحسب ما أفاد مدير المصالح الفلاحية، «ل10 أيام بتخصيص شاحنات لبيع البطاطا بسعر 40 دج، بغرض كسر الأسعار الملتهبة، في انتظار تشبع السوق بدخول المنتوج المبكر للبطاطا»، مشيرا في نفس السياق إلى إمكانية توسيع العملية وإضافة نقاط بيع أخرى بالمدينة لتلبية رغبات المواطنين». كما أوضح مسيخ رابح، إطار بالمصالح الفلاحية، أن هذه العملية تشرف عليها مديرية التجارة والمصالح الفلاحية، وأن ولاية سكيكدة تتوافر على كمية لا بأس بها من المنتوج في إطار جهاز ضبط المنتوجات ذات الاستهلاك الواسع، حيث في مرحلة جني المنتوج يخزن الزائد ويحفظ في غرف التبريد، وعند الندرة يخرج المنتوج للمستهلك للمحافظة على مصالح المنتجين، ومن جهة أخرى الحفاظ على القرة الشرائية للمستهلك، وبالتالي الحفاظ على استقرار الأسعار». وأضاف نفس المتحدث، «أن العملية انطلقت من قبل تجار الجملة على مستوى مؤسسة قدماني بالحروش». من جهة أخرى، رصدت جريدة «الشعب» إقبالا كبيرا للمواطنين على نقطة البيع بعيسات إيدير، الذين استحسنوا المبادرة، حيث صرح لنا أحد المواطنين «أنه في ظل ارتفاع أسعار البطاطا التي لامست 80 دج للكلغ، من المستحيل اقتناء الكمية التي تكفي عائلة متوسطة، خصوصا وأنها مطلوبة بكثرة في جميع الأطباق». مواطن آخر طلب بتوسيع المبادرة إلى كل المنتجات الفلاحية التي ترتفع أسعارها بشكل فاحش، خصوصا في الشهر الكريم، والأعياد». للإشارة، أصبحت ولاية سكيكدة تشتهر، في السنوات الأخيرة، بإنتاج بذور البطاطا، حيث توجد بها 13 مؤسسة متخصصة في إنتاج بذور البطاطا وإنتاج البطاطا بنوعيها البيضاء والحمراء الموجهة للاستهلاك. وتتمركز زراعة البطاطا بولاية سكيكدة في بلديات الحروش وصالح بوالشعور ورمضان جمال وتمالوس وكذا بن عزوز، وتزود عديد الولايات بالبذور، من بينها كل ولايات شرق وجنوب البلاد وحتى ولايات من الغرب الجزائري، بحسب ما أكدته المصالح الفلاحية في التقارير الأخيرة، وتتوزع هذه الأخيرة في أكبر المناطق والقطاعات الفلاحية المتمركزة في الجهة الجنوبية، وعلى وجه الخصوص دائرة الحروش التي تساهم ب25 من المائة من نسبة الإنتاج الوطني من البذور على مساحة تقدر ب1300 هكتار، وربع المساحة المخصصة للخضروات تغرس بمادة البطاطا. ولجودة شتائل بذور البطاطا بمدينة سكيكدة يكون الإقبال عليها واسعا من مختلف مناطق الوطن، ومن المرتقب أن تصل خلال السنوات القليلة القادمة إلى حوالي 2000 هكتار، وذلك لتصبح مدينة سكيكدة تغطي أغلبية حاجيات الولايات الداخلية من هذه المادة. وتعدّ مؤسسة «قدماني»، الرائدة في إنتاج شتائل بذور البطاطا على المستوى الوطني، بأكثر من 4 آلاف طن سنويا، وتشرف على تطوير هذه الزراعة بعديد ولايات الوطن، ومؤخرا دخلت المؤسسة مجال التسويق العصري، حيث أن عملية بيع وشراء المنتوج تتم على مستوى الإدارة بخلاف السنوات السابقة، أين كانت تتم على مستوى الحقول والمزارع. وتعتمد هذه المؤسسة في تطوير منتوجها على العنصر البشري والأساليب الحديثة والمكننة، والاحتكاك بالمؤسسات الأجنبية المختصة في هذا المجال.