بلغ إنتاج البطاطا بسكيكدة هذا العام 320 قنطار في الهكتار الواحد وتبقى مراكز التخزين وغرف التبريد قليلة ولا تتناسب مع ازدياد الانتاج الذي يتصاعد عاما بعد آخر وفي تطور سريع. في المقابل، يعرف تسويق المنتوج تباطؤا ملحوظا ما أثر على أسعار هذه المادة واسعة الاستهلاك التي يبيعها المنتجون بخمسة عشر دينار للكيلوغرام الواحد، بينما تباع في السواق ما بين 25 و40 دينارا. ويشتكي المنتجون لهذا المحصول بأنهم تكبّدوا هذه السنة خسارة كبيرة، إذ أن فائض الإنتاج ساهم في خفض الأسعار التي لا تغطي التكاليف الباهظة التي يدفعونها في شراء الأسمدة وشتلات البذور المستوردة من الخارج، إضافة إلى اليد العاملة التي لا تقل تكلفة عن عمليات الانتاج. كما استاء منتجو البطاطا بمنطقة الحروش وسيدي مزغيش لإشكالية تسويق فائض الانتهاج هذا العام أو تخزينه، حيث أن الهيئات المعنية بالقطاع وسّعت عملية زراعة البطاطا إلى أكثر من 2000 هكتار في المناطق التقليدية للإنتاج وهي سيدي مزغيش ومجاز الدشيش والحروش، في الوقت الذي أصبحت فيه مناطق أخرى في الجهة الجنوبية والشرقية مؤهلة لهذه الزراعة، خصوصا في منطقة عزابة وبن عزوز. ويرجع المختصون هذا التطور في الإنتاج إلى المعلومات التقنية التي قدمت للفلاحين التي تعد في غاية الأهمية، تركزت حول الأنواع الجديدة للأسمدة التي أدخلت على زراعة بذور البطاطا في الدول المتقدمة والمقادير التي يجب التقيّد بها عند بداية العمل الفلاحي، وربط التقنيون بين مدة العمل الأولية من تقليب التربة والحرث العميق وبين المدة التي يتم فيها استخدام البذور والوسائل التقنية الواجب توافرها عند بدء عملية البذر. وتحتل ولاية سكيكدة، خلال السنوات الأخيرة، مركز الريادة فيما يخص إنتاج بذور البطاطا، في الوقت الذي عرف قطاع الفلاحة بولاية سكيكدة، ارتفاعا في نسبة النمو بلغت 7، 16 من المائة. وتوجد ثلاثة أنماط لإنتاج البطاطا بسكيكدة، الموسمية والمتأخرة الصيفية والمبكرة، إلاّ أنّ الانتاج يرتكز على الموسمية. وتوجد 12 مؤسسة معتمدة في إنتاج بذور البطاطا، وكل مؤسسة لها شبكة وعديد المنخرطين، حيث لثلاث سنوات متتالية وولاية سكيكدة تتحصل على أحسن منتج للبذور على المستوى الوطني.