خرج آلاف المتظاهرين، أمس، في مسيرة حاشدة بالعاصمة المغربية الرباط، تضامنا مع حراك الريف، ورفعوا شعارات منددة بالتعسف والتهميش وطالبوا بإطلاق سراح كافة المعتقلين بشكل فوري ولا مشروط. حشدت جمعيات وأحزاب سياسية مغربية، آلاف المواطنين في الشارع الرئيسي لمدينة الرباط، في مسيرة تضامنية غير مسبوقة مع حراك الريف الذي انطلق شهر أكتوبر من العام الماضي. المسيرة ومثلما كان مبرمجا لها انطلقت من المكان المسمى باب الأحد، وجابت الشارع الرئيسي للعاصمة المغربية، حيث اجتمع المتظاهرون على كثافة أعدادهم ليشرعوا في السير مدججين بالأعلام والشعارات المعبرة عن مطالبهم بشأن حراك الريف. وجرى تنظيم الحدث التضامن الضخم، من قبل لجان محلية تابعة لأحزاب يسارية وجماعة العدل والإحسان وجمعيات شبابية مساندة لحقوق الإنسان وداعمة لحراك الريف. ورفع المتظاهرون شعارات مطالبة بالعدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد والتهميش، ونادوا عبر مكبرات الصوت « لا للتهميش، لا للتعسف»، وطالبوا بصون كرامة المواطنتين في إشارة واضحة إلى الغضب العارم الذي أوقد شرارة الاحتجاجات عقب طحن الشاب فكري داخل شاحنة نفايات في أكتوبر الماضي. ورفعت لجنة عائلات معتقلي حراك الريف، شعارات داعية إلى إطلاق سراح المعتقلين بشكل فوري ولا مشروط، ورفعوا صور المعتقلين ويتقدمهم من يطلق عليه «زعيم الحراك»، ناصر الزفزافي، المعتقل بتهمة «تهديد الأمن القومي». وعكس التعتيم الإعلامي الذي ميز الأشهر الماضية من الاحتجاجات بالحسيمة، شارك عدد معتبر من الصحفيين والمصورين في مسيرة الرباط ونقلت قنوات تلفزيونية دولية، الحدث على المباشر عبر صفحاتها الرسمية بوسائل التواصل الاجتماعي فايسبوك وتويتر. وأظهرت اللقطات انتشارا جانبيا لقوات الأمن، التي تفادت على ما يبدو أي احتكاك مع المتظاهرين تفاديا لأية انزلاقات لا تحمد عقباها. تواصل الاحتجاجات وفي السياق تواصلت التظاهرات الليلية في منطقة الريف شمال المغرب، ولجأ متظاهرو الحسيمة إلى التجمع في حي جديد بعدما طوقت قوات الأمن حي سيدي عابد الذي يتجمعون فيه عادة. وذكر مصدر في السلطة التنفيذية أنه تم توقيف ثلاثة أشخاص خلال 24 ساعة الماضية، دون إعطاء تفاصيل حول هوياتهم. وبعد كل إفطار يجرى تجمع جديد في الحسيمة واختار المحتجون حيا آخر بدل سيدي عابد المعتاد والمطوق من قبل قوات الأمن. وكان مصدر في السلطة التنفيذية المحلية صرح أنه «تم توقيف ثلاثة أشخاص في الساعات 24 الأخيرة»، بدون أن تعرف هوياتهم. من جهته، ذكر ناشط محلي أن ستة أشخاص أوقفوا الجمعة «ثلاثة في مدينة الحسيمة وثلاثة في بلدات مجاورة». وذكر مصدر قريب من المحتجين أن أحد أبرز ناشطي الحركة الاحتجاجية المرتضى أعمراشا أوقف أيضا في منزله في الحسيمة. وأكد مصدر في السلطة التنفيذية المحلية هذه المعلومات. وتم توقيف زعيم الحراك ناصر الزفزافي الذي يقود منذ تشرين أكتوبر 2016 الاحتجاج الشعبي في المنطقة بعد مقاطعته خطبة رسمية في مسجد، مطلع الأسبوع الماضي بتهمة «المساس بسلامة الدولة الداخلية».