تأهل المنتخب الوطني ليلة أمس الى الدور نصف النهائي لكأس افريقيا للأمم بعد فوزه على نظيره الايفواري بنتيجة (3 - 2) بعدالوقت الايضافي في مباراة تاريخية التي احتضنهاملعب شيازي بكابيندا ، اين صنع الخضر صفحة تاريخية أخرى في مسيرتهم ، عندما أزاحوا المرشح الأول للتتويج بالكأس بعد اداء سيبقى يحتفظ به ملايين الجزائريين بفضل الأداء البطولي والذكاء المميز ، مؤكدين انهم الأقوى . .برهن مكانه بفريق مونديالي ... رغم انه وجد أمس أمامه فريقا قويا مدعما بأحسن المهاجمين حاليا على المستوى العالمي ، على غرار دروغبا وكالو وديندان . فالمنتخب الوطني قدم مردودا طيبا بفضل الخطة المنتهجة من طرف المدرب الوطني رابح سعدان ، الذي جدد الثقة في نفس المجموعة ، ما عدا ادخال العائد عنتر يحي كأساسي ، كون العيفاوي كان يعاني من مرض الزم الطاقم الفني في اللحظة الأخيرة. وكانت انطلاقة المنتخب الوطني محتشمة وترك المبادرة للفريق الايفواري الذي كان انتشاره أحسن فوق الميدان ، الأمر الذي سمح له من توقيع الهدف عن طريق المهاجم سلومون كالو في الدقيقة الرابعة ، مستغلا خطأ فادحا في الدفاع من طرف الثنائي حليش و بوقرة جعل اللاعب الايفواري وجها لوجه مع شاوشي فسجل بكل سهولة. ولم يدخل الفريق الجزائري في المباراة طيلة العشرين دقيقة الأولى التي كانت تقريبا كلها للفريق البرتقالي . لكن الأمور بدأت تتغير تدريجيا و الخضر تنظموا في وسط الميدان ، اين نشط كل من مقني و زياني و يبدة ، أعطوا التفوق العددي ، الذي أدخل الشك في صفوف أشبال وحيد هاليلوزيتش الذي شاهدناه بدأ يتنرفز.. وبعد محاولتين من زياني ، الذي كان يتوغل في الدفاع ، رغم وجود المدافع البارع توري ..انذر الخضر منافسهم بفضل تركيز أحسن للهجومات ، قبل أن تثمر احداها بفضل المهاجم الموهوب مطمور الذي استقبل كرة من وسط الميدان و سبق مدافعي الوسط لكوت ديفوار بمراوغة سريعة ختمها بكرة قوية و ذكية اسكنها المرمى، معلنا عودة الجزائر في المباراة. فالتنظيم الذي اختاره سعدان جعل تحركات لاعبي وسط التشكيلة الجزائرية يتحركون كثيرا ويبعثرون مجهودات المنافس الذي اصطدم بسرعة لاعبينا التي صنعت الفارق في المرحة الثانية من الشوط الأول ، خاصة وأن رد الفعل للمنتخب الجزائري بعد تلقيه الهدف والتحكم في الأعصاب أثبت مرة أخرى أنه فريق كبير. ودخل المنتخب الجزائري الشوط الثاني بقوة في الهجوم وضاعت عدة محاولات متتالية عن طريق كل من مطور وغزال ومنصوري في العشر دقائق الأولى ، خاصة و أن الخضر سيطروا على وسط المييدلن بالعودة القوية للفنان مقني الذي أعطى قوة لزملائه. وضيع مطمور الضربة القاضية عندما خرج ولوجه مع الحارس الايفواري في الدقيقة 68 لكنه لم يستغلها بشكل جيد. وامتع الفريق الجزائري في الشوط الثاني وكانت الكرة لدى يبدة وزياني ومقني بشكل مركز ، واختفى يايا توري و دروغبا وكالو..وهذا أمام الأداء البطولي لممثلينا ..أين اثبت سعدان أنه ذكي للغاية من الناحية التكتيكية .. فرغم الحضور القوي للنجوم الاايفوارية ،الا ان الفريق الجزائري سيطر على مجريات اللعب مخالفا لكل التوقعات. و كما ضيع الفريق الجزائري ، فان الفريق الايفواري ضيع الكرة الذهبية قبل خمس دقائق من نهاية اللقاء عن طريق جيرفينيو. وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر الوقت الاضافي عندما كانت النتيجة متعادلة الا ان اللاعب االايفواري عبد القدر كيتا وقع الهدف الثاني قبل دقيقة من نهاية اللقاء . لكن يالها من نهاية لقاء بالنسبة للخضر الذين عادوا في النتيجة بفضل بوقرة في الوقت بدل الضائع مسجلين ورقة مشرقة لكرة القدم الجزائرية. ومباشرة بعد انطلاق الشوط الاضافي الأول تمكن الفريق الجزائري من توقيع الهدف الثالث عن طريق بوعزة الذي كان قد عوض مقني .. وسط ذهول الحضور في الطريقة التي عاد بها الخضر في هذه المباراة.. و سير لاعبونا بقية الوقت بكل حزم بمساعدة الشجاعة الكبيرة للحارس شاوشي الذي ساهم كثيرا في وصول الجزائر الى الدور النصف نهائي ..لتستمر المغامرة ..ولما لا التتويج بالكأس.