دعا رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، أمس، إلى التضامن مع اللاجئين الأفارقة بعد أن أصبح ملفهم قضية رأي عام وطني، مؤكدا أن مخططا أجنبيا وراء الظاهرة، وجهات تستغلهم كورقة ضغط على الجزائر لأغراض خبيثة، قائلا: «إن إعانتهم وتوفير المساعدة لهم واجب أخلاقي وإنساني بالدرجة الأولى». قال مقري، إن قضية الأفارقة في الجزائر أصبحت قضية رأي عام اختلف بشأنها النخب والمواطنون، ويبقى التعامل معهم كظاهرة جديدة لم تعرف بعد أهدافها، موجها أصابع الاتهام إلى الدول الاستعمارية التي تقف وراء الفوضى في بلدان المهاجرين الفارين من الحروب والنزاعات المستمرة.ذكر مقري عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أمس، انه لا بد من تسجيل الموقف الأخلاقي والإنساني تجاه من جاءت بهم الأقدار والظروف لبلادنا، لنقول بأن لهم حق الأخوة الإسلامية أو حق الجوار أو حقوقهم كبشر، يجب إكرامهم وإعانتهم وتوفير الظروف المناسبة لاستقبالهم، ثم إدماجهم في المجتمع الجزائري أو توجيههم برفق لبلدانهم أو بناء مخيمات لائقة لهم في الجنوب الجزائري، أو السماح لهم بالتوجه حيث يريدون نحو البلدان الأوربية حيث لهم حق السفر والتنقل.وأوضح عبد الرزاق مقري أن «هناك مخطط أعده الضابط الصهيوني الفرنسي «كليغري» لإغراق الجزائر ب 6 مليون لاجئ إفريقي إلى غاية 2030، مع توطينهم لخلق أقليات عرقية افريقية جزائرية، مثلما فعلت بريطانيا في بعض الدول الآسيوية وذلك لضرب استقرار البلاد والتحكم فيها، من خلال الفوضى والتوترات والأقليات». في هذا السياق قال مقري، إنه «أمام هذه المعطيات كلها يجب الانتباه إلى هذه الهجرات الجماعية التي يطرح بشأنها أسئلة كثيرة، أبرزها كيف قطع هؤلاء الضيوف كل تلك المسافات بأولادهم ونسائهم؟ كيف تجاوزوا صحرائنا الشاسعة؟ متسائلا» هل هي هجرات سرية حقيقة؟ أم هل هناك تواطؤ رسمي؟ «. وأشار إلى أن «كل ظاهرة من هذه الظواهر يجب أن تدرس علميا دراسة وافية تأخذ بعين الاعتبار كل المدخلات والمخرجات وبناء سياسات راشدة بشأنها، موضحا أن «كل الدراسات الاقتصادية والسياسية تبين بأن أحسن طريقة لخدمة اللاجئين هو حل مشاكلهم في بلدانهم من خلال تنميتها وتطويرها،لا سيما وأن البلدان التي نتحدث عنها لها مقدرات كبيرة. وباعتبار أن سبب فقرها هو الاستغلال الأجنبي الذي يأخذ الثروات بأثمان بخسة، مؤكدا أن «الحل هو في الضغط الدولي الرسمي وبواسطة المنظمات غير الحكومية ومن خلال الكفاح من أجل الديمقراطية واسترجاع السيادة كاملة». وذكر مقري انه «يجب الانتباه بأن الحروب التي تشنها فرنسا في الساحل هو من أجل مصالحها وخصوصا لحماية مناجم اليورانيوم التي تسيطر عليها، وأن الإرهاب ذاته صناعة استعمارية لتبرير الحضور العسكري وشرعنته»، كاشفا انه «صناعة تستعملها كل الدول المتصارعة على المصالح في الحروب بالوكالة بينها وقد بذلت فرنسا جهدا كبيرا لاستعمال الجيش الجزائري كدركي لحماية مصالحها في الساحل ولكنها لم تفلح في ذلك بسبب عقيدة الجيش الجزائري وبعده الوطني الشعبي.»وانتقد رئيس حركة»حمس» الجهات التي تهجمت على المهاجرين في الأيام الماضية بعد تزايد إعدادهم، قائلا» إن من أسوء الصفات التي يمكن أن تصيب الإنسان فتذهب آدميته صفة العنصرية والحكم على الإنسان على أساس لونه أو عرقه»، موضحا أن ظاهرة الهجرة ظاهرة بشرية قديمة، بسبب الفقر أو الحروب أو التوسع أو البحث عن المصالح وغيرها. وتزامنا مع اختلاف التصريحات الصادرة حيال ملف المهاجرين الأفارقة، بعد أن بات ملفهم قضية رأي عام وطني في الآونة الأخيرة، يؤكد متابعون انه لابد من التعامل بإنسانية مع المهاجرين في كل الظروف،باعتبار أن القضية إنسانية، في حين يدعو البعض إلى متابعة الملف بجدية كبيرة، نظرا لخطورة الوضع.