وضع الوزير الأول، عبد المجيد تبون، حدا للجدل المثار بشأن قضية اللاجئين الأفارقة، بعد انتشار دعوات لمطالبة الحكومة بترحيلهم، واتهم تبون أطرافا بمحاولة تسويد صورة الجزائر وإظهارها أمام العالم بأنها دولة عنصرية، قبل أن يرد بان الجزائر لن تكون عنصرية وستمد يد العون للنازحين، وأعلن عن استحداث بطاقية خاصة باللاجئين تمنحهم حق العمل والإقامة. رد الوزير الأول عبد المجيد تبون، على الدعوات التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي نادت لترحيل المهاجرين الأفارقة، وأكد تبون، في رده على انشغالات نواب البرلمان، أن الواجب الأخلاقي والإنساني يفرض على الجزائر مد يد العون للأشقاء الذين هجرتهم ويلات الفقر والحروب، داعيا الجزائريين إلى عدم نسيان الأيادي التي امتدت إلى الجزائر وساعدتها خلال سنوات المحنة، وإبان حرب التحرير. واعترف الوزير الأول بوجود صعوبات على مستوى بعض الولايات الحدودية بسبب تدفق عدد كبير من اللاجئين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، مضيفا بأن القضية يتم التعامل معها بحرص من قبل مصالح الأمن وهيئات الإغاثة والإسعاف، كما يتم دوريا التواصل مع الدول المجاورة لترحيل رعاياها بطرق قانونية. واعتبر بان الحل الجذري لمشكلة النازحين يتمثل في عودة الاستقرار والأمن إلى الدول المضطربة. وأعلن الوزير الأول عن إطلاق عملية، تحت إشراف وزارة الداخلية، لإحصاء النازحين الأفارقة، والتعامل معهم قانونيا من خلال تمكين البعض منهم من الحصول على بطاقات تتيح لهم الإقامة بطريقة قانونية، وتمنحهم فرصة للعمل، بالمقابل سيتم التفاوض مع بعض الدول لترحيل الرعايا الذين لا يمكن تسجيلهم. واتهم تبون، أطراف لم يحددها تنشط على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تعمل –حسبه- على تسويد صورة الجزائر وإظهارها في مظهر الدولة العنصرية، قبل أن يرد بان الجزائر ليست دولة عنصرية بل هي افريقية ومغاربية ومتوسطية. ومضى الوزير الأول بالقول إن "وجود الأشقاء الأفارقة عندنا سيقنن ووزارة الداخلية ستعمل على إحصاء الموجودين، وسيحصل من تتوفر فيه الشروط على بطاقة خاصة"، أما بالنسبة للبقية فسيتم التفاهم حول الأمر مع الدول المجاورة بسياسة "بالتي هي أحسن"، مضيفا "هناك أياد تريد تسويد صورة الجزائر على أنها دولة عنصرية.. نحن ليسنا عنصريين.. نحن أفارقة ومغاربة ومتوسطيون". وخلال الندوة الصحفية التي أعقبت جلسة التصويت على مخطط عمل الحكومة، أوضح السيد تبون أنه خلال التعامل مع ملف النازحين الأفارقة "لا يجب أن تتغلب العاطفة على الجانب الأمني"، مشيرا إلى أننا "لن نسمح لأي أحد، جمعية أو مواطن أن يلطخ سمعة الجزائر على أساس أن الجزائر الإفريقية تضطهد الأفارقة"، مضيفا "سنحارب هذا الأمر بكل الوسائل".