كشف تقرير إسرائيلي النقاب عن قيام جندي من جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق النار بصورة متعمدة باتجاه رأس طفل فلسطيني خلال مظاهرة ضد الجدار الفاصل في قرية نعلين في الأول من جانفى الجاري. وفي السياق ذاته، كشفت منظمة »كاسرو الصمت« الإسرائيلية النقاب عن شهادات مجندات إسرائيليات اعترفن فيها بإهانة فلسطينيين، واستخدام العنف معهم بشكل ممنهج. وحسب التقرير الذي أعدته هذه المنظمة، فقد أكدت المجندات استخدام العنف والسرقة والتنكيل بالفلسطينيين دون اعتبار لعمر أو جنس، وأنهن كن يعتبرن هذا السلوك معيارا للمقاتلة الجادة. وتقول المجندة الإسرائيلية السابقة ''دانا غولان'' والعضوة في منظمة »كاسرو الصمت«: إن تسلق الترتيب العسكري الإسرائيلي يتم بالمزايدة على إلحاق كل أنواع الأذى والإهانة والتنكيل بالفلسطيني، حتى لو كان شخصاً طاعناً في السن. وتروي ''غولان'' شهادة لإحدى المجندات الإسرائيليات ذكرت فيها أنها كانت تقف على أحد الحواجز عندما قال لها زميلها: انظري كيف يضحك هذا الفلسطيني عليك، فقامت وركلته بين رجليه. وتضيف المجندة: أن الرجل كان في عمر والدها، وأن كل ما أرادته هو أن تبدو قوية كزملائها من الرجال، حسب قولها. وتؤكد منظمة »كاسرو الصمت« أن إهانة الفلسطينيين تشكل مادة لحكايات المساء بالنسبة للجنود الإسرائيليين مع أصدقائهم خلال الإجازات، حيث يروون تعاملهم معهم في نقاط التفتيش والمعابر، وكيف أنهم يتلقون التهنئة من مسؤوليهم والتربيت على الكتف حتى لو تعلق الأمر بإطلاق الكلاب على النساء. وبحسب رئيس جمعية البيت للدفاع عن حقوق الإنسان في إسرائيل ''أوري ديفيز''، فإن تقرير منظمة »كاسرو الصمت« هو الأخير في سلسلة تقارير لهذه المنظمة شملت مجندين ومجندات. وأشار ''ديفيز'' في لقاء مع الجزيرة إلى أن أهمية هذه التقارير تتمثل في أنها تكشف عدم الدقة في الخطاب الإسرائيلي الرسمي، وتعمل على زعزعة مصداقية الادعاءات الإسرائيلية في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وأكد أن هذه التقارير كشفت مدى بطلان ادعاءات وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بخصوص تقرير غولدستون، عندما ادعى أن الجيش الإسرائيلي تصرف بشكل مهني ووفق قوانين الحرب الدولية خلال العدوان على غزة. كما اعتبر رئيس جمعية البيت أن هذه التقارير تفيد في دعم حركات المجتمع المدني العالمي ضد التمييز العنصري الإسرائيلي وضد الاحتلال والجرائم التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين. وتوقع ''ديفيز'' أن تكون نهاية نظام الفصل العنصري في إسرائيل شبيهة بما حصل لنظام الفصل العنصري بجنوب أفريقيا، حيث ستتم إزالة النظام العنصري واستبداله بدستور ديمقراطي. ورداً على سؤال للجزيرة عما يمكن للعرب أن يفعلوه لاستثمار مثل هذه التقارير، دعا ''ديفيز'' إلى إعادة تفعيل حملات المقاطعة ضد المؤسسات الإسرائيلية، وعدم التطبيع مع إسرائيل، إضافة إلى تعزيز العلاقات مع القوى الديمقراطية داخل المجتمع العبري الإسرائيلي، مثل كاسرو الصمت والفئات المناهضة للصهيونية والفئات التي تقود حملة ضد الفصل العنصري. وفي السياق ذاته، كشف تقرير إسرائيلي النقاب عن قيام جندي من جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق النار بصورة متعمدة باتجاه رأس طفل فلسطيني خلال مظاهرة ضد الجدار الفاصل في قرية نعلين في الأول من جانفي الجاري. وقالت منظمة بتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان: إنه يتضح من الإفادات التي جمعتها أن الطفل الفلسطيني معتز الخواجا في العاشرة من عمره وهو طالب في الصف الرابع الابتدائي من سكان نعلين في محافظة رام اللّه أصيب بعيار ناري في رأسه أطلقه جندي إسرائيلي خلال المظاهرة. وفي معرض إفادته، روى معتز الخواجا ما وقع وقت الإصابة قائلا: اقترب مني أحد الجنود كثيرا، وقد لاحظت وجوده متأخرا فهربت حيث كانت المسافة بيننا قصيرة جدا حوالي 20 مترا. وأضاف: أثناء الهرب سمعته يصرخ: توقف وإلا أطلقت النار عليك! استمررت بالجري وعندها أطلق الجندي عددا من العيارات. شعرت بالغثيان وسقطت، وضعت يدي على الجزء الخلفي من رأسي ونظرت إليها فإذا هي مليئة بالدم. وتابع: بعد ذلك قمت سريعا واستمررت بالجري وأنا أبكي. سمعت صديقي مجد الخواجا يصرخ نحو الشباب بأني أصبت وبأني بحاجة للمساعدة. أما هلال نافع (38 عاما) الذي يعمل حارسا في برج تابع لشركة اتصالات هاتفية فلسطينية في نعلين، والذي شاهد الحادث، فقد روى في إفادته أنه شاهد جنودا شرعوا بمطاردة الأولاد وإطلاق العيارات المطاطية عليهم. المسافة بين الجنود وبين الأولاد لم تكن كبيرة، لا تزيد عن عدة أمتار. وأضاف: شاهدت جنديا يوجه بندقيته نحو أحد الأولاد ويطلق عليه عيارا مطاطيا. وشاهدت الطفل وهو يصاب ويقع. بعد أن وقع الولد انتقل الجندي لمطاردة ولد آخر. وقالت ''بتسيلم'': إنه يتضح من التحقيق في الحادث وجود اشتباه بأن الجندي أطلق عيارا مطاطيا من مسافة قريبة نحو القسم العلوي من جسم الطفل، الذي يبلغ العاشرة من عمره أثناء فراره من المكان وأصابه في رأسه. وقد تصرف الجندي بصورة مخالفة لتعليمات إطلاق النار الخاصة بالجيش. وتوجهت المنظمة إلى الشؤون الميدانية في النيابة العسكرية الإسرائيلية، وطالبت بإصدار الأوامر فورا لفتح تحقيق من قبل شرطة التحقيقات العسكرية في ملابسات الحادث!