ثقة في قدرة الجزائر الكبيرةدعا أمس، خطيب وإمام المسجد الأقصى المبارك الشيخ يوسف جمعة سلامة الجزائر لكي تضاعف من جهودها لتكريس الوحدة الفلسطينية بالنظر لما وصفه بالثقل السياسي الذي يتمتع به بلد المليون ونصف المليون شهيد، ويده البيضاء على جميع الفلسطينيين، وقدرته الكبيرة على التأثير عليهم بالنظر إلى العلاقة الوطنية بين الشعبين على إعتبار أن القدس الشريف لن يسترد من الغاصب إلا بالوحدة الفلسطينية. أشاد خطيب وإمام مسجد الأقصى كثيرا بالملحق الثقافي الذي تصدره يومية ''الشعب'' وتخصصه للقدس وتعرف به وتسلط الضوء على جميع الأخطار والجرائم التي تقترف في حقه، ملحا أن يحتذي الإعلام العربي والإسلامي والعالمي حذو جريدة ''الشعب'' للدفاع عن القدس ومقدساته وفضح خيوط المؤامرة التي تحاك ضده من طرف اليهود لهدمه واستئصال وجوده. وما تجدر إليه الإشارة، فإن جريدة ''الشعب'' عكفت منذ الإعلان عن القدس عاصمة للثقافة العربية، أي عاصمة أبدية وهي حريصة على إصدار ملحق أسبوعي ثري يمس بكل ما يتعلق بالقدس الشريف تاريخيا وسياسيا وعمرانيا إلى جانب تسليط الضوء على المجازر التي تطاله في وضح النهار وأمام مرأى الساهرين على تطبيق القوانين الدولية. وأثنى الخطيب على الدور الذي لعبه المغاربة وعلى وجه الخصوص الجزائريون في الانضمام إلى جيوش صلاح الدين الأيوبي وذكر أن الجزائريين منذ الأزل أبدوا تعلقا بالقدس، حيث كانوا كلما حضروا إلى أداء مناسك الحج، لا يفوتون فرصة زيارة القدس الشريف. واعتبر خطيب وإمام المسجد الأقصى أن الجزائر دأبت على مواقفها المشرفة تجاه القضية الفلسطينية عبر التاريخ وآخرها الجسر الجوي والأسطول الجوي الذي مر عبر العريش إلى غزة الجريحة محملا بالأدوية والأطباء والمؤونة، حيث قال أن الجزائر لم تتخل يوما عن القضية الفلسطينية. وأبدى الإمام الخطيب قناعة راسخة من أن القدس لا تسترجع إلا بوحدة أبنائها وشعبها ولم يخف أنهم في فلسطين يستخلصون دروس الوحدة من الجزائر ومن ثورتها على اعتبار أن الجزائريين تمكنوا من تحرير أراضيهم بعد 132 سنة، لكن بعد رص الصفوف ووحدة الكلمة والصف، وأشار إلى أن أمل الفلسطينيين في استرجاع حقهم المغتصب لا يزال قائما، لأن الجزائر تمكنت من انتزاع أراضيها بعد أكثر من قرن، حيث حاولت فرنسا أن تطمس الهوية الجزائرية بفرضها اللغة الفرنسية وإعلانها أن الجزائر قطعة فرنسية، لكن الجزائريون بوحدتهم وصمودهم إنتصروا على الطغاة، أما فلسطين فإستعمارها لم يتم إلا في سنة ,1948 فتحريرها غير مستحيل أضاف الإمام الخطيب يقول في نفس المقام. واغتنم الإمام الخطيب للمسجد الأقصى الفرصة كي يناشد الرأي العالمي للتحرك حيال ما يقترف من جرائم بشعة في حق القدس الشريف والتي تخرق القوانين الدولية، مبديا دهشة كبيرة من المواقف المنحازة واللاحيادية لمنظمة اليونيسكو ومستنكرا ذلك.