انتقد عبد المجيد سيدي السعيد الأمين العام للمركزية النقابية خيار الاضراب الذي تتبنى لغته العديد من النقابات الوطنية المستقلة للضغط بهدف حل مشاكلها والذي يرى فيه زعزعة الاستقرار، مقترحا التشبث بالحوار ولغة التفاوض، وذهب الى حد التأكيد أن الاضراب فقد سمعته، ودافع الرجل الأول في دار ''الشعب'' بإستماعه عن القدرة الشرائية للجبهة الاجتماعية حيث، استنكر المضاربة وظاهرة إلهاب الاسعار كلما أعلنت الزيادة في الأجور وتساءل ما الجدوى من إقرار زيادات معتبرة في الأجور وصاحبها مباشرة إلتهاب جنوني في أسعار المواد الاستهلاكية. أرجع سيدي السعيد عبد المجيد، الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين، تدهور القدرة الشرائية وإلتهاب الأسعار الى المضاربة، حيث دعا إلى تفجير معركة على مستوى جميع الجبهات حتى يتمكن العامل من تحسس الزيادات التي يتم اقرارها في راتبه. وجدد سيدي السعيد تأكيده على أن تحسين وضعية العمال تتحقق عن طريق فتح قنوات الحوار والتشاور، منددا بأسلوب العنف الذي وصفه بالعقيم والذي يزعزع الاستقرار ولا يخدم لا العامل ولا الجزائر. ويرى سيدي السعيد، أن مشاكل العمال والمتقاعدين لن تحل إلا عن طريق اللجوء الى خيار الحوار وتبني التشاور الحقيقي. وخلال وقوفه على القرارت التي توجت بها آخر قمة ثلاثية والتي أسفرت عن رفع الأجر الوطني القاعدي الى سقف 15 ألف دينار ووقف على انطلاق المفاوضات حول الاتفاقيات الجماعية للمؤسسات لإقرار زيادات جديدة في أجور عمال القطاع الاقتصادي العام والخاص والتي يقدر عمالها بنحو 5,1 مليون عامل مهني بهذه الزيادة. وحاول تبرئة المركزية النقابية من مسؤولية تدهور القدرة الشرائية أمام التهاب أسعار المواد الواسعة الاستهلاك، لأن المضاربة وحدها هي من تهدد جيوب العمال. ونفى سيدي السعيد من أن يكون الإتحاد العام للعمال الجزائريين الذي يضم في صفوفه نحو 7,1 مليون عامل، أن يقدم وعودا كاذبة أو وهمية، لأنه أثبت في كل مرة أنه يلتزم بالوعود التي يقطعها للعمال وصرح الرجل الأول في المركزية النقابية، إن استقرار الجزائر مرهون باستقرار إقتصادها وتحسين وضعية عمالها. ووقف على نضال المركزية النقابية التي كما قال سيدي السعيد بعد نضالها في الثورة ساهمت بشكل فعلي في جميع المراحل التنموية الوطنية، وتواصل اليوم المعركة، وذهب سيدي السعيد في سياق متصل الى أبعد من ذلك، عندما قال أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين يعرف الفصل بين كل ماهو أساسي للبلاد، وماهو ثانوي ولا يخلط في مهامه تجاه الوطن ومهامه ومسؤولياته تجاه العمال، موضحا أنه لا يمكن لأي أحد أن يعلمه دروسا في العمل النقابي أو المطالب النقابية. وأبدى فخرا لما حققته المركزية النقابية من مكاسب وانجازات حيث بعد أن قدمت 667 شهيد، تحتل اليوم مكانة مرموقة في الاتحاد العالمي للنقابات من بين 250 ألف إتحاد نقابي تحتل المركزية النقابية المرتبة ال 21 من حيث قوة التمثيل والتنظيم.