أكد المشاركون في أشغال الندوة الفكرية التي حملت عنوان ''النضال السياسي الثوري من حزب الشعب الجزائري 1937 إلى جبهة التحرير الوطني ''1954 أن حزب الشعب الجزائري مهد لإندلاع ثورة نوفمبر حيث كان أول من نادى باستقلال الجزائر وعمل على ذلك من خلال تأسيس المنظمة السرية أو العسكرية التي أخذت على عاتقها تدريب مناضلي الحركة الوطنية على حمل السلاح، والتحضير لإندلاع الكفاح المسلح ضد الإستعمار الفرنسي. وأبرز المجاهد سيد علي عبد الحميد أحد مناضلي الحركة الوطنية ومؤسسي حزب الشعب الجزائري، أهمية حزب الشعب وعمله في نشر فكرة الاستقلال عبر كامل التراب الوطني في وقت كان أغلب الجزائريين لا سيما من النخبة المثقفة ينادون بالاندماج مع فرنسا، والمساواة مع الفرنسيين مضيفا أنه رغم إلقاء فرنسا القبض على قياديي الحزب إلا أنه واصل كفاحه بوجوه أخرى. وأفاد أن مظاهرات 8 ماي 1945 وما مارسه المستعمر من جرائم في حق الشعب الجزائري كانت ''حافزا أساسيا لقيادييه للتفكير في طريقة أخرى لمكافحة الإستعمار والمتمثلة في تأسيس المنظمة الخاصة'' التي كانت تحضر للثورة والذي أشرف عليها المجاهد محمد بلوزداد ثم آيت أحمد وبعده أحمد بن بلة. أما وزير الثقافة الأسبق السيد العربي دماغ العتروس فأكد بدوره أن الحركة الوطنية ممثلة في حزب الشعب الجزائري ساهمت بشكل كبير في اندلاع الثورة التحريرية من خلال أفكارها التي كانت تنادي بالإستقلال، مشيرا إلى أن هذا الحزب تأسس في 11 مارس 1937 وهو يعتبر امتدادا لنجم شمال إفريقيا الذي تم حله عدة مرات منذ تأسيسه في سنة 1926 والذي كانت مواقفه مركزة على المطالبة بالإستقلال والإعتراف باللغة العربية كلغة رسمية. وأوضح أن حزب الشعب الجزائري أنشئ ليواصل النضال الوطني الذي بادر به مصالي الحاج سنة 1926 بفرنسا من خلال تأسيس نجم شمال إفريقيا رفقة مناضلين وطنيين جزائريين آخرين. وأشار إلى أن هذا الحزب واصل نضاله عبر مجموعة من القياديين وبحث عن طريقة لمقاومة الإستعمار زيادة على العمل السياسي حيث انبثقت عنه فكرة تأسيس المنظمة الخاصة في .1947 من جانبه أكد السيد أحمد حدانو أحد المناضلين في حزب الشعب الجزائري أن ''مجموعة ال 22 ولدت من رحم حزب الشعب'' وعملت على تفجير ثورة نوفمبر بعد فشل كل طرق السياسية لاستعادة استقلال البلاد. وتطرق إلى الظروف التي أدت إلى انتشار الفكرة الوطنية التي نادى بها حزب الشعب الجزائري في صفوف الجماهير الجزائرية. أما صاحب كتاب ''الحركة الوطنية من الاحتلال إلى الاستقلال'' الدكتور عبد الوهاب خليف فأوضح في ذات الندوة أن حزب الشعب الجزائري يعد الحزب الوحيد الذي نادى بالإستقلال التام فقد تركزت مطالبه عقب تأسيسه على تحقيق الاستقلال والحرية التامة وتحسين ظروف الجزائريين. وقد تبلور في فترة إنشائه الوعي السياسي الوطني حيث تضاعف عدد النوادي السياسية والثقافية وتبنى الجزائريون فكرة النضال السياسي الذي تحول إلى نضال مسلح مكن الجزائر من استرجاع حريتها بعد عقد من الزمن.