أجمع مناضلون في الحركة الوطنية أمس، أن حزب الشعب الجزائري مهّد لإندلاع ثورة نوفمبر وكان النواة الحقيقية لتفجير الكفاح المسلح ضد الإستعمار الفرنسي، وذلك من خلال أفكارها التي كانت تنادي إلى الاستقلال. أوضح العربي دماغ العتروس مناضل في حزب الشعب الجزائري ووزير أسبق للثقافة خلال ندوة تاريخية نظمتها جمعية مشعل الشهيد تحت عنوان النضال السياسي الثوري من حزب الشعب الجزائري 1937 إلى جبهة التحرير الوطني 1954، أن الحركة الوطنية ممثلة في حزب الشعب الجزائري، ساهمت بشكل كبير في اندلاع الثورة التحريرية من خلال أفكارها التي كانت تنادي بالإستقلال. وأضاف دماغ العتروس أن هذا الحزب الذي تأسس في 11 مارس 1937 يعتبر امتدادا لنجم شمال إفريقيا الذي تم حله عدة مرات منذ تأسيسه في سنة 1926 والذي كانت مواقفه متركزة على المطالبة بالإستقلال، والإعتراف باللغة العربية كلغة رسمية، مؤكدا أن حزب الشعب الجزائري أنشأ ليواصل النضال الوطني، الذي بادر به مصالي الحاج سنة 1926 بفرنسا، من خلال تأسيس نجم شمال إفريقيا رفقة مناضلين وطنيين جزائريين آخرين. وأشار المتحدث إلى أن، هذا الحزب واصل نضاله عبر مجموعة من القياديين، وبحث عن طريقة لمقاومة الإستعمار، زيادة عن العمل السياسي، حيث انبثقت عنه فكرة تأسيس المنظمة الخاصة في 1947. من جانبه، أكد أحمد حدانو أحد المناضلين في حزب الشعب الجزائري، أن مجموعة ال22 ولدت من رحم حزب الشعب، وعملت على تفجير ثورة نوفمبر بعد فشل كل طرق السياسية لاستعادة استقلال البلاد، كما تطرق إلى الظروف التي أدت إلى انتشار الفكرة الوطنية، التي نادى بها حزب الشعب الجزائري في صفوف الجماهير الجزائرية، مذكرا بمجازر 8 ماي 1945 والتزوير الإنتخابي المعمم، الذي أحاط بانتخابات 1946، مما جعل المناضلين الوطنيين يعزفون عن تسجيل أنفسهم في المسار غير المجدي للنزعة الإصلاحية. واعتبر سيد علي عبد الحميد مناضل في حزب الشعب، أن هذا الأخير ساهم في تحقيق نضج سياسي للحركة الوطنية، مضيفا أنه رغم إلقاء فرنسا القبض على قياديي الحزب إلا أنه واصل كفاحه بوجوه أخرى، مشيرا إلى أن مظاهرات 8 ماي 1945 وما مارسه المستعمر، من جرائم في حق الشعب الجزائري، كانت حافزا أساسيا لقيادييه، من أجل التفكير في طريقة أخرى لمكافحة الإستعمار والمتمثلة في تأسيس المنظمة الخاصة، التي كانت تحضر للثورة والذي أشرف عليها المجاهد محمد بلوزداد ثم آيت أحمد وبعده أحمد بن بلة.