صادفت الزيارة التي يقوم بها السيد كريستوفر روس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية الى المنطقة الوجود المكثف لوفود صحراوية ناشطة في مجال حقوق الانسان التي كشفت فضائح قوات القمع المغربية ضد هؤلاء الصحراويين الرافضين للإحتلال.صادفت الزيارة التي يقوم بها السيد كريستوفر روس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية الى المنطقة الوجود المكثف لوفود صحراوية ناشطة في مجال حقوق الانسان التي كشفت فضائح قوات القمع المغربية ضد هؤلاء الصحراويين الرافضين للإحتلال. المناضلون الصحراويون الذين تعرضوا لأبشع صورو التعذيب الى درجة ''إقتلاع'' عين مناضلة صحراوية يحملون رسالة سياسة عميقة المغزى لهذا العالم تكمن في اقرارهم بمواصلة مقارعة هذا الاحتلال الى غاية دحره وطرده من اراضيهم، وهذه الارادة لا يستطيع احد مهما تفنن في ممارساته اللاإنسانية تكسيرها او التأثير عليها. هذا هو المشهد الاكثر حضورا في المنطقة وعلى كل من يتابع الملف الصحراوي العادل ان يعي هذه الحقائق قبل ان يقفز الى مناقشة رؤى اخرى.. بالتسجيل على الطرف الاخر ما يقترفه من جرائم ضد الصحراويين. ولا بد من الاشارة هنا الى ان مهمة روس سياسية تندرج في اطار الاطلاع على مزيد من المواقف تجاه القضية الصحراوية في المنطقة، عقد المفاوضات الاخيرة التي رفض فيها المغرب الانصياع للشرعية الدولية، متمسكا بأطروحاته الوهمية حول ما يسمى '' بالحكم الذاتي''. وزيارة روس للمنطقة يجب ان تكون في الاتجاه السياسي الذي حددته المرجعية الدولية طبقا للقرارات واللوائح الأممية التي تؤكد على تقرير مصير الشعب الصحراوي وخارج هذا التصور لا يمكن القبول به. وفي هذا السياق فإنه لا يمكن كذلك اثارة اي حل في الأفق، دون مراعاة القيادة الصحراوية في هذا الشأن لأنها الأولى المخول لها البت في القضايا المصيرية للشعب الصحراوي .. لذلك فإن اطروحة ''الحكم الذاتي'' لا تصلح ابدا ان تكون حلا عمليا للقضية الصحراوية لأنها تلغي النضال الشعبي الطويل لهؤلاء الصحراويين منذ ''مسيرة العار والدمار'' التي احتل فيها المغرب الأراضي الصحراوية بالحديد والنار وقتل خيرة ابناء هذا الشعب ونفيه قسرا الى مناطق قاسية في الصحراء والزج بالكثير منهم في غياهب السجون، ومازالت اثار هذه الهجمة الشرسة ظاهرة على اجسام المناضلين الصحراويين الى يومنا هذا، خاصة افراد هذا الشعب الذين هبوا كرجل واحد لمواجهة هذا الاحتلال لأراضيهم عبر اعتمادهم لانتفاضته السلمية. فالبحث المتواصل عن تسوية سياسة للقضية لا يمكن ان ينسي البعض بأن هذا الشعب يعاني القهر في المناطق المحتلة، وتمارس عليه كل انواع الاعمال الاجرامية امام مسمع ومرأى الجميع، وفي هذا الصدد لا يمكن الفصل بين ما هو انساني وسياسي كل متكامل وعلى المبعوث الاممي ان يدين بشدة ما يتعرض له الصحراويون في الوقت الراهن او يشعر الجهات المسؤولة بما يحدث في الصحراء الغربية من تجاوزات لا إنسانية، ومطالبة المغرب بالكف عن ''القمع المنظم'' للشعب الصحراوي .. ليتسنى فسح المجال لأي مفاوضات أو الخوض في احاديث اخرى عن القضية أو تعاطف لأن مبدأ تقرير المصير أقوى من الحكم الذاتي لأنه أي هذا الاخير حل سياسي وهمي لا يوجد في الواقع وكل ما في الامر ان هناك حكم احتلال في الصحراء الغربية.