اختير كأحسن لاعب جزائري للقرن الماضي بفضل فنياته وامكانياته الكبيرة ومدى تأثيره الكبير في نتائج فريقه شباب بلوزداد، إنه حسان لالماس الذي أبدع في الستينيات والسبعينيات مع النادي العاصمي الذي سيطر على المنافسات الوطنية لعدّة سنوات. العديد من المتتبعين أنذاك كانوا يتوافدون على مدرجات ملعب 20 أوت بالعناصر لمشاهدة الصور التي كان يرسمها صاحب القميص رقم “10” ببنيته القوية وفنياته المعتبرة، حيث كان بمثابة “الدينامو” في تشكيلة أصحاب الزي الأحمر والأبيض التي كانت تضمّ أسماء لامعة إلى جانب لالماس، كان الفريق يضم كالام، سالمي، عاشور، عبروق.. الذين لعبوا كلهم في الفريق الوطني بالنظر لامكانياتهم الكبيرة. حسان لالماس من مواليد 12 مارس 1943، بتيقصراين بالعاصمة، بدأ مسيرته الرياضية بنادي أولمبيك العناصر، هذا الفريق المعروف بطابعه كمدرسة للعديد من نجوم الكرة الجزائرية.. ثم انتقل اللاعب الواعد إلى الجار شباب بلوزداد (السياربي) لينطلق في مسيرة ذهبية جعلته يجلب كل الأنظار منذ البداية، حيث لعب ضمن الأكابر في سنّ مبكر ويشارك في الألقاب العديدة التي فاز بها الفريق الذي يقول أغلب متتبعيه منذ ذلك الوقت: “(سياربي) الستينات قدّمت أفضل مستوى من كل الأندية التي تألقت في البطولة الوطنية”.. ولحد اليوم المقارنات تطرح في الحوارات الساخنة بين أنصار هذا الفريق وآخرين من مولودية الجزائر وشبيبة القبائل ووفاق سطيف أي الأندية التي طبعت مسار الكرة الجزائرية لسنوات طويلة. وبالتالي، فقد فاز الشباب بألقاب عديدة بقيادة لالماس (4 بطولات وطنية 1965، 1966، 1969 1970.. 3 مرات كأس الجمهورية 1966، 1969، 1970.. و3 كؤوس مغاربية للأندية البطلة 1970، 1971، 1972). وتألّق لالماس في ناديه جعله يلتحق بالمنتخب الوطني وعمره لا يتجاوز ال 19 سنة في شهر جانفي من عام 1963، حيث لعب أول مباراة له أمام منتخب بلغاريا.. وفي عام 1964 أصبح اسم لالماس على كل الألسنة عندما تمكّن من تعديل النتيجة في المباراة التي لعبها المنتخب الوطني أمام نظيره (الاتحاد السوفياتي أنذاك)، حيث سجّل الهدف الثاني في مرمى الحارس البارع ليف ياشين. وشاركت الجزائر في كأس افريقيا للأمم عام 1968، لأول مرة في تاريخها في الدورة التي جرت بأثيوبيا، فبالرغم من إقصاء المنتخب الوطني في الدور الأول فإن لالماص أبدع وسجل 3 أهداف أمام منتخب أوغندا وأختير كأحسن لاعب في هذه الدورة.. ويمكن القول أن لالماص تقمص الألوان الوطنية 73 مرة وسجل خلالها 28 هدفا. وعرف اللاعب بذكائه الكبير وحسّه التهديفي، حتى أنه مازال يحمل الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في مباراة واحدة وهي (14 هدفا). وبعد مسيرة ذهبية في فريق شباب بلوزداد، أنهى لالماس مسيرته الكروية عام 1976 عندما انتقل إلى فريق نصر حسين داي ثم الاتحاد الرياضي للصحة، قبل أن يخوض تجربة في التدريب. وللإشارة، فإن لالماس يعاني منذ سنوات من المرض.. نتمنى له بهذه المناسبة الشفاء العاجل.. بالنسبة لهذا الرياضي البارع الذي طبع الكرة الجزائرية بأحرف من ذهب.