يبقى عدم استقرار الطاقم الفني السمة المميّزة للفريق الوطني في السنوات الأخيرة بعد أن اتّفق أعضاء المكتب الفيدرالي على إنهاء مهام المدرب الاسباني من على رأس «الخضر»، وذلك بالنظر للحصيلة الضعيفة التي سجلها التقني منذ مجيئه والتي عرفت خيبة أمل كبيرة من ناحية النتائج والأداء في نفس الوقت، وأصبح الخيار المحلي من أولويات الفاف بإمكانية تعيين الناخب الوطني السابق رابح ماجر للإشراف على العارضة الفنية للمنتخب الوطني. ويمكن القول أن الفريق الوطني عاش تغييرات متسارعة في طريقة التحضير في كل مرة في السنوات الأخيرة، وكانت لها تأثيرات سلبية على الأداء حيث أن العمل لم يعد منصب على المدى البعيد، فمباشرة بعد نهاية مونديال البرازيل في 2014، أشرف المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف على «الخضر»..قبل أن يغادر منصبه ليأتي بعده المدرب الصربي راييفاتس الذي لم يعمّر طويلا، وتم التوصل إلى طلاق بالتراضي مباشرة بعد المباراة الأولى للمنتخب الوطني أمام نظيره الكاميروني في إطار تصفيات المونديال، كون عملية التواصل بينه وبين اللاعبين كانت صعبة. ولم يقدم المدرب البلجيكي ليكانس الذي خلف رايفاتس الشيء الكثير عندما سجل المنتخب الوطني انهزامه الثاني في إقصائيات المونديال أمام نيجيريا، وخرج من الدور الأول لكأس افريقيا بالغابون في جانفي الماضي ممّا عجّل في إقالة المدرب البلجيكي. وعند قدوم زطشي وأعضاء المكتب الفيدرالي الجديد، وقع الاختيار على ألكاراز الذي كانت مسيرته دون المستوى، ولم يقدم الاضافة التي كانت منتظرة منه. تذبذب في مستوى أداء الفريق الوطني منذ عدة أشهر...؟ فقد تدنّى مستوى الفريق الوطني بشكل كبير وظهرت علامات عدم التحكّم التكتيكي واضحة في الخرجات التي أشرف عليها المدرب ألكاراز، لا سيما في مقابلتي زامبيا ومباراة الكاميرون، حيث عجز الطاقم الفني في إيجاد الحلول حتى أصبحت مسألة إحداث تغيير في هذا المجال ضرورية لامكانية إيجاد الحلول التقنية من طرف تقني آخر. فلم يقنع المدرب الاسباني في طريقة تسييره للمنتخب الوطني، بالرغم من الطموحات والأمال الكبيرة التي كانت معلقة عليه لترقية الأداء وتحسين النتائج، بعد أن بدأ «الخضر» مغامرة تصفيات المونديال بطريقة محتشمة بتعادل أمام الكاميرون وانهزام أمام نيجيريا. واختيار ألكاراز تم وفق رغبة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في إحداث تغيير على المدى المتوسط والطويل من خلال الاقتراب أكثر من المدرسة الاسبانية التي تشبه كثيرا طريقة اللعب بالنسبة للكرة الجزائرية..لكن مع مرور الوقت ظهر جليا أن الأمور صعبة للغاية من عدة نواحي. فالأمور التي صعّبت أكثر عمل ألكاراز هي الفترة التي جاء فيها التقني الاسباني من خلال ضعف حظوظ التأهل إلى المونديال، إبعاد بعض اللاعبين والعمل على الاعتماد على أكبر عدد من لاعبي البطولة المحلية في الفريق الوطني..إنها أمور تتطلب وقتا كبيرا لإحداث الوثبة المنتظرة. و بما أن النتائج هي التي تحدد مصير المدربين في كل الأندية والمنتخبات، ازداد الضغط على ألكاراز وكذا مسيري الفاف الذين لم يكونوا ينتظرون هذه السلسلة غير الموفقة للناخب الوطني، والذي خسر حتى تذكرة التأهل إلى البطولة الافريقية للاعبين المحليين..والتي كان لها وزن في التعثرات المتتالية للكرة الجزائرية. «ضغط النّتائج» صعّب من مهمّة ألكاراز وعمل رئيس الفاف على ضرورة تجديد الثقة في المدرب الاسباني، معلّلا ذلك بتجربة المدرب السابق هاليلوزيتش الذي لم يحقق نتائج مشجعة في كأس إفريقيا 2013، وعند تجديد الثقة فيه استطاع أن يواصل عمله بنجاح كبير. لكن تدني مستوى النخبة الوطنية و التغييرات المستمرة على التشكيلة، إضافة إلى وجود الوقت الكافي بالنسبة لمسيري الكرة الجزائرية لإيجاد مدرب أنسب ل «الخضر» عجّل في أمر الاستغناء عن خدمات ألكاراز، علما أن المنتخب الوطني لديه مباراة شكلية في نوفمبر القادم أمام نيجيريا ثم سيكون له موعد مع تصفيات كأس افريقيا للأمم 2019 شهر مارس من العام القادم. وعليه، فإن الفترة مناسبة لإعادة ترتيب الأمور والبحث عن مدرب بإمكانه تجسيد طموحات الجمهور الجزائري في المنافسات الدولية، حيث أن أغلب المتتبعين يرون أنه من الضروري عدم التسرع ودراسة كل النقاط التي تمكننا من الاختيار الأنسب. ماجر، سعدان وشارف.. معرفة جيّدة للكرة الجزائرية وكانت كل الأنظار موجهة نحو جمال بلماضي الذي تم اقتراحه من طرف بعض أعضاء المكتب الفيدرالي الى جانب كوربيس، الا أن آخر الأصداء الواردة من سيدي موسى تؤكد عودة الناخب الوطني السابق، وصاحب الكعب الذهبي رابح ماجر الذي يكون قد أعطى موافقته للعودة الى ترأس العارضة الفنية ل «الخضر « بعد أن اقترح عليه رئيس الفاف زطشي هذا المنصب. علما أن ماجر كان مقرّبا من زطشي كونه عيّن منذ عدة أشهر كسفير للكرة الجزائرية لدى الهيئات الدولية، وشارك أول أمس في اجتماع الفاف مع المدربين السابقين للمنتخب الوطني، حيث من المحتمل جدا أن تسير الأمور بسرعة فائقة هذه الأيام، لأن المنتخب الوطني مقبل على مباراة أخيرة في تصفيات مونديال 2018 يوم 10 نوفمبر القادم أمام نيجيريا، الى جانب امكانية خوض مباراة ودية ضد منتخب أوروبي يوم 14 من نفس الشهر للاستفادة من تواريخ الفيفا. وإقدام مسؤولي الفاف على امكانية تكليف ماجر لتدريب «الخضر» يأتي لربح الوقت مقارنة مع تعيين مدرب أجنبي الذي سوف يحتاج الى فترة للتأقلم من جهة و من جهة أخرى، فإن ماجر يتمتّع ب «الكاريزما» التي تمكنه من فرض طريقة تنظيم الأمور داخل التشكيلة، والاعتماد على طاقم موسع الذي يقوم بالأمور التحضيرية في تنسيق كبير لإعطاء دفع لمستوى «الخضر» في المواعيد القادمة. كما يبدو واضحا أن الفاف جعلت من الاختيارات المحلية أولوية في عملها من خلال الاتصال بالناخب الوطني السابق رابح سعدان، الغني عن التعريف في إمكانياته وكفاءاته العالية لشغل منصب المدير الفني الوطني، حيث أن اقتراح زطشي لتعزيز هذه المديرية بكفاءات وتنظيم جديد يسمح لها العمل في ظروف مواتية لصالح كرة القدم الجزائرية. وأكّد سعدان الاتصال به من طرف زطشي، حيث أن المحادثات ستجرى بين الطرفين في الأيام القليلة القادمة للانطلاق في العمل، خاصة وأن اسم بوعلام شارف مطروح بقوة في هذا المجال للاشراف على منتخبات الفئات الصغرى ليكون لديها برنامج طموح ومهيكل بصفة منطقية يسمح للاعبين المحليين في المستقبل التموقع بشكل أفل ضمن المنتخب الوطني الأول. والاجتماع الذي عقده رئيس الفاف مع المدربين السابقين للمنتخب الوطني تم طرح فيه العديد من الأفكار التي ستفيد بدون أدنى شك مسؤولي الكرة الجزائرية على اختيار مناسب للتشكيلة الوطنية في الأيام القليلة القادمة. اسم بلماضي كان متداولا... وللإشارة، فإن اسم جمال بلماضي كان مطروحا أيضا من الأسماء التي اقترحها بعض مسؤولي الفاف لشغل منصب الاشراف على العارضة الفنية ل «الخضر»، لكن الأمور لم تعرف تطورا حيث لم يتم الاتصال به لحد الآن حسب ما تأكد من الأصداء المتداولة، حيث أن بلماضي منشغل حاليا مع ناديه لخويا القطري، أين يقوم بعمل مميّز وقد لا يمكنه ترك النادي في وسط الموسم بالنظر للمواعيد التي تنتظر ناديه والعقد الذي يربطه بالنادي.