أكدت مديرة السياحة لولاية بومرداس السيدة صبرينة باشا في لقاء خصت به جريدة ''الشعب'' أن التحضيرات لاستقبال موسم الاصطياف الجديد جارية على قدم وساق من خلال إعداد مخطط عمل ميداني يشمل جملة من الإجراءات بإشراك جميع الفاعلين في القطا كالمنتخبين المحليين، الإداريين والحركة الجمعوية من أجل المساهمة في إنجاح العملية وتجاوز رقم السنة الماضية الذي تعدى ال 9 ملايين مصطاف. وعن جديد هذه السنة كشفت مديرة السياحة أن قطاعها تعزز ولأول مرة بعمليات قطاعية تخص دراسة وتهيئة الشواط بحيث ستمكن من وضع الأطر القانونية ومجالات التدخل وهي عبارة عن إجراءات جديدة لم تستفد منها الولاية من قبل، كما تم تشكيل لجنة ولائية خاصة بالتعاون مع عدة مديريات للقيام بزيارات ميدانية للشواط ورفع تقارير عن وضعيتها وكذا النقائص التي تعاني منها مع تقديم مقترحات وافية حول السبل الكفيلة لمعالجتها وتوفير ما يلزم من متطلبات تمكن من توفير الراحة التامة للمصطافين وطالبي الاستجمام خاصة من ناحية السلامة وخلق فضاءات للترفيه ومختلف الخدمات الأساسية للعائلات وهذا بتطبيق القوانين السارية المفعول عن طريق منح الامتياز لأصحاب التأهيل وهو ما سيمكن، حسب قولها، من القضاء على كل أشكال التصرف الفوضوي التي كانت منتشرة سابقا في شواط الولاية. 1,6 مليار سنتيم لتهيئة ثمانية شواط وبهدف إنجاح موسم الاصطياف خصصت مديرية السياحة غلافا ماليا يقدر ب 1,6 مليار سنتيم لانجاز دراسات تهيئة ثمانية شواط من أصل 23 وإعادة تأهيلها بكافة المستلزمات التي تدخل في خدمة المصطاف بالإضافة إلى عدة امتيازات ممنوحة للمستثمرين الخواص تشجيعا للاستثمار السياحي وهذا ما تضمنته الميزانية الإضافية لسنة 2009 تقول مديرة السياحة منها تخفيض ضريبة القيمة المضافة من 17 بالمائة إلى 7 بالمائة وتخفيض نسبة الفوائد على القروض الممنوحة للمستثمرين، وعن سؤال حول ضعف هياكل الاستقبال بالولاية الذي اثر سلبا على الميدان السياحي، قدمت السيدة صبرينة باشا بالأرقام عدد مؤسسات الاستقبال المقدرة ب 16 مؤسسة فندقية توفر ما يفوق 3 آلاف سرير منها 6 مؤسسات مصنفة واثنين في طور التصنيف و7 مخيمات صيفية ومراكز العطل التي توفر أكثر من 10 آلاف سرير، لكن مع ذلك تبقى قدرات الاستقبال في نظرها غير كافية ولا تستجيب للطلبات المتزايدة، أما عن مشاريع الاستثمار السياحي بالولاية، فقد كشفت محدثتنا عن وجود 16 مشروعا سياحيا وعدة طلبات أخرى لاقتحام هذا المجال خاصة وان الولاية بقدراتها وإمكانياتها السياحية الثرية والمتنوعة في جوانبها الثقافية والأثرية وكذا السياحة الجبلية والحموية تشكل نقطة جذب هامة للمستثمرين، لكنها لم تخف بالمقابل وجود عدة مشاكل تعترض تجسيد عدد من المشاريع خاصة فيما تعلق بالعقار، كما تحدثت أيضا عن أقطاب التوسع السياحي في كل من زموري ودلس التي تبقى لحد الآن مجرد مشاريع على الورق في انتظار الانطلاق الفعلي لهذه المشاريع التي تشترك فيها عدد من الإدارات، وفي الختام عرضت مديرة السياحة بعض الخطوط العريضة للقطا المزمع انتهاجها سنة 2010 وتهدف بالأساس إلى محاولة تنويع المنتوج السياحي للولاية وإيجاد بدائل أخرى وتجديد العقار السياحي من خلال خلق فضاءات جديدة تساهم في تدعيم القدرات السياحية لولاية بومرداس. هذا ومهما قيل عن القطا والإمكانيات الكبيرة التي تسخر بها الولاية التي قد تجعلها من الوجهات المفضلة للمصطافين والسياح خاصة منها السياحة الداخلية، إلا أن غياب ثقافة سياحية للمواطن وكذا المتابعة الميدانية أثر كثيرا في حجم المجهودات المبذولة من طرف القائمين على هذا المجال الحيوي حيث لا تزال العديد من الظواهر السلبية تهيمن على الواقع السياحي المحلي منها ما تعلق بمشاكل البيئة وعمليات النهب المنظمة للرمال التي تشهدها بعض شواط الولاية وهو ما يتطلب تظافر مجهودات الجميع وتأتي في مقدمتها السلطات المحلية..