حركة دؤوبة تعيشها الباهية هذه الأيام لاحتضان حدثين هامين جعلا الجزائر محطة اهتمام وعناية من كبريات الأمم ومقرري السياسة الدولية للطاقة. ولم يكن حديث الوهرانيين في هذا الظرف سوى عن الندوة الدولية ال 16 للغاز الطبيعي المميع، ومنتدى البلدان المصدرة للغاز الذي ينظر في إشكالية السعر الحالي البعيد تماما عن قيمته الحقيقية وكلفته. وقد أجلت الندوة الدولية السادسة عشرة للغاز إلى مساء اليوم على الثالثة زوالا بسبب بركان اسلندا الثائر الذي احدث اضطرابات في الرحلات الجوية حيث أبقت المطارات لحد كتابة هذه الأسطر مغلقة خاصة في بلدان أوروبا الشرقية.ومنظمو الندوة الدولية للغاز في انتظار وصول الوفود وعددهم 3500 مدعو كان مقرر وصولهم إلى وهران يوم السبت للمشاركة في صنع الحدث الذي تجري وقائعه بوهران عاصمة الطاقة بامتياز خاصة وملامح قمة الاوبيب بالجزائر لا زالت ماثلة في الأعين ويتذكرها الجميع بالباهية.ويروج هنا أن ثلث المدعويين حضروا الى عاصمة الغرب الجزائري. وحسم وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل المخاوف مساء السبت بالتأكيد الصريح أن أشغال الندوة الدولية للغاز تجري اليوم في حدود الثالثة . وقال خليل في الندوة الصحفية التي نشطها الرئيس المدير العام بالنيابة لسوناطراك عبد الحفيظ فغولي بمركز الاتفاقيات الدولية الذي يحتضن الحدثين العازيين، أن الأشغال تجري اليوم. وشمل برنامج أمس الذي وجد متابعة مكثفة من مختلف العناوين الإعلامية ذات المشارب المتعددة، النشاط الوحيد الممثل تدشين الصالون الدولي للطاقة بقصر المعارض الذي دشنه خليل . وهو صالون يكشف عن التكنولوجيات المعتمدة في إنتاج الغاز وتسويقه وتوزيعه ونقله عبر الأنابيب آو السفن. وقال عنه الوزير في تصريح للصحافة بعد زيارته للمعرض الذي يضم 200 مجمعا غازيا من الطراز العالي يمثل 60 دولة أن هذا الحضور المميز للوحدات الغازية الكبرى في مختلف جهات المعمورة يكشف بالملموس كيف أن هذه التظاهرة الغازية بوهران تحمل الثقل والتمايز وتبعد عن اعتبارها مجرد حدث عابر. وتزيد في أهميتها التكنولوجيا الحديثة للغاية التي تعطي القناعة الراسخة بان الغاز مستقبل الحاضر والمستقبل. وهو ابعد من أن يكون له البديل من الطاقات الأخرى الجديدة المتجددة. وعلى هذا الأساس يشدد خليل في كل تصريحاته من وهران على ضرورة تنسيق المواقف بين الدول المنتجة لهذه الطاقة والعمل ما في الممكن من اجل ضبط سعره وإحداث استقرار في السوق أسوة بما يعرفه البترول الذي هو مستمر في الصعود والهبوط حسب العرض والطلب. ولا يبقى في ادني الأسعار على الدوام مثل الغاز. وهو الرأي الذي استقر عنده وزير النفط القطري عبد الله العطية الذي أكد ما قرره خليل بأنه من الضرورة بمكان ربط أسعار الغاز بالبترول لتجاوز حالة الانخفاض انخفاض الرهيب. وهو سعر لا يتعدى أربع دولارات. وتعمل الدول المنتجة للغاز في صدارتها الجزائر على رفع سقفه إلى 12 دولار على أدنى التقدير. ويدور الحديث في وهران على أن البحث في مسالة مراجعة الأسعار من المسائل الجوهرية لمنتدى الدول المنتجة للغاز اليوم. وهو المنتدى الذي عكف على تحضيره بتمعن اجتماع الخبراء مساء أمس. وحسب المصادر التي استقيناها من عين المكان فان المحور الجوهري في منتدى الدول المنتجة للغاز يكمن في البحث عن السعر المعقول للغاز. وان الشغل الشاغل اليوم للبلدان المنتجة للغاز هو ضمان التوازن الممكن بين العرض والطلب على غرار البترول. وحسب خليل الذي دافع بلا انقطاع عن هذا الطرح ، فان انخفاض سعر الغاز إلى أدنى المستويات مثلما هو الحال الآن ،يضر بمصالح الدول المنتجة بكثير ولا يحفز المستثمرين في توظيف الرساميل بهذا القطاع الطاقوي الآيل إلى الانحدار باستمرار. ثم أن ارتفاع السعر الغازي إلى أعلى المراتب يدفع الدول المستهلكة إلى العدول عنه والجري وراء الطاقات البديلة. يحدث هذا في وقت تعرف فيه التظاهرتان الغازيان بوهران بعض الاضطرابات التنظيمية جراء بركان أيسلندا الهائج وما أحدثه من تأثيرات مباشرة على الملاحة الجوية لم يسبق لها مثيلا. وحسب الجهاز الأوروبي ڤاورو كنترولڤ الذي يراقب وينسق بين الملاحة الجوية ل 38 بلدا فان الاضطرابات التي احدثا البركان الأيسلندي جادة. وهي تستمرلايام.ولحد كتابة هذه الأسطر، يسجل الجهاز توجه الرماد البركاني الكثيف نحو شرق أوروبا ، وتغلق تماما مطارات هذه البلدان. والأرقام تؤكد انه في يوم الجمعة فقط تم إلغاء 16 ألف رحلة بأوروبا منهم مئات الوفود التي تأخرت عن موعد وهران وتنظر كيفية اللحاق بالحدث الغازي الذي يصنع بالباهية ويجعلها العاصمة الحقة للطاقة بامتياز.