شد المعرض الدولي للغاز الطبيعي المميع اهتمام الاقتصاديين وصناع الطاقة والزوار الشغوفين للاطلاع على التكنولوجيات الحديثة الموظفة في هذا القطاع الحساس. ولم تتوقف الحركة بهذا المعرض المنظم على هامش المنتدى الدولي للغاز والندوة الدولية للغاز الطبيعي المميع التي احتضنها مركز المؤتمرات بعاصمة الغرب الجزائريوهران على مدى الأسبوع الجاري .وتدفقت على أجنحة الشركات ال 200 من 60 دولة، المشاركة في المعرض بآخر التكنولوجيات الموظفة في مختلف أنشطة الغاز وفروعه المتعددة التي تكشف عن الإبداعات الدائمة التي تزيد في حدة المنافسة وتضفي عليها وتيرة تستدعي مواكبها دون تردد وانتظار. وزار وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل مرفوقا بالرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك عبد الحفيظ فغولي المعرض صباح أمس قبل اختتام الندوة الدولية الغازية أشغالها والمصادقة على جملة من القرارات تصب في تكثيف الجهود في سبيل وضع حد لانهيار الأسعار في سوق مشبع حتى الثمالة زادته امتلاء دخول دول أخرى على الخط وتوظيف طاقات متجددة كالولايات المتحدة واستراليا السائرتين في طريق التصدير بغزارة بدل الاستيراد في السنوات القادمة. واستمع خليل الذي زار من قبل معرض الصناعة التقليدية بالباهية ومتحف زبانة التاريخي الذي يكشف عن جوانب مهمة من التاريخ الوطني في مختلف مراحلة، ومعرض الصحراء حاملة الأسرار والكنوز، في جولته بالمعرض أجنحة الشركات التي لم يزرها من قبل في تدشينه يوم الاثنين إلى شروحات كبريات المؤسسات الغازية في مختلف جهات المعمورة التي تنشط في الجزائر سواء انفراديا أو عبر شراكة مع الهيئات الجزائرية. واستفسر على أدق التفاصيل دون جعل الزيارة بروتوكولية استدعاها الظرف وطالبت بها المرحلة. وشملت زيارة خليل أجنحة الشركة الإيرانية للغاز، والشركتين الاسبانيتين ستاتويل وغاز ناتيرال، وبتروبراس البرازيلية ، وشركات كورية ويابانية والمؤسسات الجزائرية ممثلة في مجمع سوناطراك وسونلغاز. وهما مجمعان حاضران بقوة في هذا الحدث بعرض تجربتهما الثرية التي هي محل العناية من قبل الحاضرين في معرض الباهية التي تحولت إلى عاصمة للغاز من زمان بحكم المنشات المشيدة والمشاريع الضخمة التي تشهد على عظمة الجزائر الاقتصادية التي عادت من بعيد بعد سنوات الفوضى والعنف. وهي تسابق الزمن من اجل استعادة موقعها الريادي في العالم. وتظهر هذه الحقيقة التظاهرتان الغازيتان بوهران المختتمة بقرارات تاريخية كانت بصمات الجزائر فيها قوية واضحة لا تقبل الجدل والتعتيم. ويؤكد الحاضرون في هذا الحدث الذي جرى في اجله ولم يؤجل إلى أيام أخرى رغم الاضطرابات التي أحدثها بركان أيسلندا، مدى أهمية القرارات الصادرة عن المنتدى العاشر للبلدان المصدرة للغاز والندوة الدولية للغاز الطبيعي المميع التي عادت للجزائر بعد 36 سنة من احتضانها ندوة مماثلة في أواسط السبعينيات. وكانت اقتراحات الجزائر في منتدى الدول المصدرة للغاز واضحة المعالم. وهي مقترحات تجيب على الإشكالية المطروحة حول كيفية تجاوز أزمة الأسعار المنهارة على الدوام والساكنة في عتبة 4 دولارات بدل 14 دولارا على أقصى التقدير. وسمحت المقترحات الجزائرية التي ظلت محل التقدير والإشادة والتنويه من قبل الحضور الممثل في اغلبه بوزراء من تبني مواقف محددة صارمة لا تسمح بالفجوة والارتجالية. ولأول مرة يتقرر في اجتماع الجزائر موقفا موحدا من أعضاء منتدى الدول المصدرة للغاز ال 11 يصب في حتمية ربط أسعار الغاز بالبترول. ولأول مرة يعلن رؤساء الوفود تجاوبهم مع الموقف الجزائري المشدد على عمل ما في المقدرة من اجل الوصول إلى أسعار عادلة مستقرة لا تهوى إلى الأسفل وتترك صناعة الغاز والاستثمارات في هذا الحقل على المحك. ولأول مرة يخرج المنتدى الغازي الذي تأسس فعليا منذ سنتين وزود بقانون أساسي وهياكل في انتظار الإطارات التي تزيد في نشاطه قوة وثباتا ، بإعلان يتلى على الصحافة ويجيب على استفساراتها وتساؤلاتها في ندوة صحفية على المباشر. حدث هذا بالمنتدى العاشر بوهران الذي كسر الجمود والبروتوكول، ووضع إستراتيجية عمل للمرحلة الخماسية التي كلف بها فريق مختص ممثلا لكل الأعضاء والأمانة العامة المتخذة من الدوحة مقرا دائما لها، ومهد الأرضية لقمة هذا الجمع يحدد موعدها اجتماع الدوحة في ديسمبر القادم. حدث هذا وحرصت عليه الجزائر التي زودت المنتدى باليات عمل و شعار لوغو من صنعها، ووضعت أمامه خارطة طريق للمرحلة القادمة التي يعول عليها المنتدى لفرض وجوده في الخارطة الغازية قوة تأثير وإقناع المنتجين والمستهلكين بخيارات إقرار أسعار عادلة مستقرة تنفع الجميع ولا تضر أحدا. وعلى غرار المنتدى كانت بصمات الجزائر قوية في توصيات الندوة الدولية للغاز الطبيعي المميع بالباهية التي أعطت من جهتها قوة لمسعى البحث عن أسعار غازية في المستوى. وهي أشياء تحقق من خلال الحوار الجاد الذي تسلكه الجزائر. ومثلما نجحت في مسعاها على مستوى الاوبيب تعمل الجزائر ما في المستطاع من اجل نقل التجربة إلى القطاع الغازي المهتز منذ سنوات لتظهر مدى أهميتها ودورها الريادي محل التقدير.