انصبت الاهتمامات على المنتدى الدولي العاشر للدول المصدرة للبترول والندوة الدولية السادسة عشرة للغاز التي تجري وقائعها بوهران. وهو الحدث الذي استدعى تجهيز مرفق في غاية الأهمية أعطى للباهية وجها للأعمال والاستثمار وكسبها استثمارات ضخمة، وزادها واجهتها السياحية اعتبارا يحسب له الحساب. وتقدر تكاليف قصر المؤتمرات الذي شيد في ظرف قياسي لاحتضان الحدثين الغازيين ب 500 مليون يورو، ويشمل قصر المؤتمرات الذي شيد بهندسة معمارية أصيلة تحافظ على وجه وهران العمراني قصر المعارض الذي تعرض فيه كبريات الشركات الغازية آخر ما وصلت إليه التكنولوجيا في استغلال الطاقة غير القابلة للتجديد ونقلها وتزويد المستهلكين بها في عالم سريع التحول والتغيير يفاجئنا باكتشافات واختراعات. وأعطى الحدثان الغازيان ديناميكية جديدة لوهران التي حضرت نفسها كما يجب لإنجاح التظاهرتين الطاقويين، وقررت اختيار جملة من الفنادق الراقية ب 5 نجوم لإيواء المدعوين من مختلف جهات المعمورة. ويتعلق الأمر بالإضافة إلى فندق الميريديان، الهنا والموحدين بجهة مطار السانية وايدن بناحية عين الترك المدينة السياحية دون نسيان الباخرتين الفندقيتين " غران فوياجير" الرحلة الكبيرة و''غران سيليبراسيون" لإيواء ضيوف الجزائر التي أثبتت قوتها الغازية كبلد منتج وله احتياطات كبرى في هذه الطاقة التي تغري الأمم وتهوى الاقتصاديين. أظهرت تظاهرتا الغاز للوفود الإعلامية من كل الأشكال والمشارب كيف أن الجزائر التي تمتلك مؤهلات تحسد عليها في إنتاج الغاز وتصديره، وتحولت إلى قطب اقتصادي بامتياز، تريد فعل المستحيل من أجل إحداث الاستقرار في سوق الغاز المضطرب على الدوام تاركا الأسعار في انخفاض مستمر. ومثلما حملت لواء الوحدة على مستوى البلدان المصدرة للبترول، تعمل الجزائر جاهدة في سبيل نقل التجربة الحية إلى البلدان الغازية عبر الكارتل المنشأ عام.2001 وعلى هذا الأساس تحسس الجزائر الدول العضوة في منتدى البلدان المصدرة للغاز بطبعته العاشرة بجدوى الحديث بلغة واحدة لا تسمح بالاختراق والخلل، ولا تترك الدول المنتجة للغاز التي استثمرت الأموال الطائلة تجني وحدها الخسائر جراء تقلبات السوق ودخول تكنولوجيا حديثة تزيد في إنتاج الغاز وتراكم احتياطاته مسببة في إبقاء الأسعار في أدنى المراتب بعيدة عن قيمة الغاز الحقيقية التي هي أبعد من أن تكون في هذه المستويات. إنها رسالة الجزائر إلى المشاركين في ندوتي الغاز بوهران ومفادها أن البلد الذي يتوفر على موارد واحتياطات غازية هامة يعز عليها تمادي الدول المنتجة لهذه الطاقة تجر وحدها الخسائر تلو الخسائر. وهي عازمة على قلب الوضع اعتمادا على وحدة صف دول المنتدى وتجاوز الانشقاق تطبيقا للقاعدة السلبية " تخطي راسي" أو " أنا وحدي أملك الحقيقة والقرار" وهذه الرؤية والموقف للجزائر المقترح أسعار عادلة متراوحة بين 13 و14 دولار الحل المقبول، تكشفها بالأدلة الدراسة التي أعدتها حول وضعية السوق الغازية وكيفية إصلاح اهتزازاتها وخللها الذي تجاوز المعقول والمنطق. كل التفاصيل مدرجة في التقرير الذي أعدته في هذا الشأن لمنتدى الدول الغازية المختتم أمس بوهران .