عادت الوفود المشاركة في المنتدى العاشر للبلدان المصدرة للغاز والندوة الدولية ال 16 بالغاز الطبيعي المميع المختتمة في نهاية الأسبو بوهران إ؟ بلادها حاملة في أذهانها صورا حية عن عاصمة الغرب الجزائري التي تحولت بحق إ؟ عاصمة للغاز بامتياز وأشياء أخرى لم تخطر بالبال. في صدارتها حدث بركان أيسلندا الذي أعاق ثلثي الوفود من الحضور ولعب دور الشريك في صنع القرار التاريخي الذي خرجت به التظاهرتين بالباهية في سبيل العمل معا من أجل تجاوز أزمة انهيار الأسعار التي تسببت فيها الكميات الضخمة المضخة بلا توقف من قبل دول كثيرة وكبيرة زادت الوضع استفحالا دخول الولاياتالمتحدة وأستراليا على الخط والتمادي في إغراق السوق محدثة خللا رهيبا في قاعدة العرض والطلب. وكانت الإشكالية مطروحة في الندوة من قبل المشاركين ال 2800 بدل 4000 المعلن عنها بسبب الاضطرابات المسجلة في الملاحة الجوية بأوروبا والولاياتالمتحدة، وهي إشكالية لم تتوقف عند التعريف بالأزمة فقط وكشف تداعياتها وخطرها، لكن في طرح بدائل الحل الممكن عبر إجراءات عملية تجسد في الميدان بعيدا عن النوايا والأمنيات. ترجم هذا التوجه مضمون الرسائل الواردة في مداخلات رؤساء الوفود في التظاهرة الغازية التي تقوت بمعرض الغاز الطبيعي المميع المنظم على الهامش طيلة أسبو عرفت فيه 160 مؤسسة بتجاربها في إنتاج الغاز ونقله وتسويقه لألف زائر بعضهم مهنيين يبحثون عن شراكة منتجة تعطيهم نفسا في فرض الوجود والانتشار في خارطة حبلى بالمنافسة الحادة، وبعضهم الآخر شده الفضول لاكتشاف هذه الطاقة العجيبة النظيفة التي تبقى لسنين وحقب ولا توجد أدلة عن قرب زوالها واستبدالها بالمتجددة. فقد شدد شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم في كلمة الاختتام على كيفية كسر الندوة حظر تداعيات البركان الأيسلندي والتكيف مع المتغير بأسهل ما يمكن بإصدار قرارات تاريخية تشكل أرضية العمل المستقبلي للوصول إلى أسعار عادلة ومستقرة تؤمن الاستثمار في الصناعة الغازية وتبدد مخاوف المتعاملين اللاهثين وراء توظيف رساميل في هذا الحقل الطاقوي الاستراتيجي الذي لا ينضب. وذكر الرئيس المدير العام بالنيابة لسوناطراك عبد الحفيظ فغولي بالمكسب المحقق في ندوة وهران التي رفعت التحدي من خلال القرارات المتخذة في سبيل حل مشكل أسعار الغاز الطبيعي المميع. وهي قرارات تكسب الرهان من خلال انضمام إليها كل الدول المنتجة والقبول بحوار مسؤول تسقط أمامه القاعدة السلبية ''تخطي راسي''. وشدّد فغولي على هذا الطرح في اللقاء مع الصحافة، ورد على كل الاستفسارات دون ترك أي شيء يمر مرور الكرام. وقال أن أكبر نجاح رغم هول بركان ايسلندا تكمن في تنظيم الندوة بالجزائر في أجلها وإن تقلص عدد الحضور، ولم تذهب إلى جهات أخرى. ونوّه الأمريكي جاي كوبن الذي تتولى بلاده تنظيم الندوة الدولية ال 17 للغاز الطبيعي المميع بالتنظيم المحكم لندوة وهران التي كسبت بعدها الدولي بحكم تعدد الحاضرين وتنوعهم والسعي الحثيث من أجل حل مشكل الأسعار بالتنسيق والتعاون دون ضغط وإكراه. وعرّف المتحدث بالندوة ال 17 بهيوستن عام 2013 وشعارها والظرف الذي تجري فيه، وعرض في دقائق معدودة شريط وثائقي حول هيوستن عاصمة الغاز عاصمة التكساس وما تتميز به من نهضة عمرانية، وأدخل الشريط الذي وظفت فيه كل مغريات السمعي البصري، الزائر من بوابة هيوستن إلى التحول الأمريكي السريع وكيفية بلوغه مستوى من التطور مضرب المثل على الإطلاق. الملاحظ في تظاهرتي وهران الغازية أنها حملت مضامين ليست فقط اقتصادية، بل سياحية واستجمامية. اطلعت الوفود من خلال زيارات ميدانية إلى معمل الغاز بأرزيو أحد مفخرة الجزائر، واكتشفت عبر زيارات لقلب الباهية معالم تاريخية وأثرية التي تروي حكاياتها وإسرارها سانتا كروز، ومتحف زبانة، وغرفة الصناعة التقليدية التي عرضت للوفود بالمناسبة كنوز الجزائر وثقافتها وحضارتها وشخصيتها التي لا تحول ولا تزول إلى يوم الدين.