عندما يلتقي أرسنال الإنجليزي وموناكو الفرنسي في ذهاب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا ستنهال الذكريات بلا شك على الفرنسي آرسين فينغر المدير الفني لأرسنال حيث يلتقي في هذه المواجهة فريقه السابق. وتمثل المباراة مواجهة من نوع خاص بالنسبة للمدرب الفرنسي الّذي قضى سبع سنوات في قيادة موناكو بين عامي 1987 و1994 قبل انتقاله لتدريب أرسنال. ومن خلال عمله مع موناكو ، أكد فينغر مكانته كمدرب كبير ثم قضى فترة قصيرة في اليابان قبل أن يبدأ مسيرته مع أرسنال في 1996 ليترك بصمة رائعة مع الفريق الإنجليزي ليس فقط في أسلوب اللعب وإنّما أيضًا على مستوى النظام الغذائي والإلتزام والأساليب التدريبية. وخلال عمله سابقًا مع موناكو ، شاهد فينغر فريق أرسنال للمرّة الأولى ولفت انتباه مسؤولي النادي. وصرّح فينغر لمجلة نادي أرسنال هذا الأسبوع: " أتذكر أوّل مرّة زرت فيها ملعب (هايبري) ، وكانت في الثاني جانفي 1989 .. كنت في تركيا قبلها بيومين لأشاهد المنافس التالي لموناكو في كأس أوروبا وكان يجب أن أسافر في أول جانفي". وأضاف: "ولكنني رأيت أنهم في إنجلترا يواصلون لعب كرة القدم في هذا الموعد من العام. ولهذا قررت السفر من أنقره إلى فرنسا عبر لندن لمتابعة مباراة في إنجلترا قبل العودة لفرنسا.. رأيت مباشرة أن كرة القدم في إنجلترا كانت رائعة. كانت الأجواء رائعة في هايبري وتساءلت : هل الأوضاع هكذا في كل مكان ؟ حتى في ذلك الوقت رأيت أنّه من الرائع أن أكون جزءًا من هذه الأجواء". وأوضح: "في ذلك اليوم ، لم يكن بإمكاني أن أتخيل أنّني سأعود إلى إنجلترا كمدير فني. لم يكن هذا في مخيلتي.. كانت مجرد مصادفة لأنّني إلتقيت في ذلك اليوم ديفيد داين نائب رئيس نادي أرسنال سابقًا ونشأت بيننا صداقة منذ ذلك الحين". ويتصدر فينغر قائمة أكثر المدربين استمرارًا في تدريب أرسنال عبر تاريخ النادي حيث يخوض في الموسم الحالي موسمه التاسع عشر مع الفريق. ومنذ توليه المنصب ، لم يفشل فينغر في أيّ موسم في إحتلال أحد المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا وهو إنجاز رائع له مع الفريق في الدوري الإنجليزي. ولكنّه أيضًا لم يحرز لقب دوري الأبطال مع الفريق حتّى الآن وإن اقترب من هذا كثيرًا ببلوغه النهائي في 2006 ولكنه خسر النهائي أمام برشلونة الأسباني. وخرج أرسنال بقيادة فينغر من دور الستة عشر في دوري الأبطال على مدار السنوات الأربع الماضية وكانت أمام برشلونة وميلان الإيطالي وبايرن ميونيخ الألماني (مرتين). ولكن المواجهة مع موناكو قد تمنح أرسنال وفينغر فرصة أفضل لكسر هذا الحظ العاثر والتأهل لدور الثمانية. ويدرك فينغر أنّ التغلب على موناكو لن يكون سهلًا. وقال فينغر على موقع النادي على الإنترنت : "دور الستة عشر في السنوات الأخيرة أصبح في غاية الصعوبة.. إنّها مواجهة متكافئة بنسبة 50 إلى 50 بالمائة. نعلم أنّ موناكو قوي للغاية من الناحية الدفاعية. لم تهتز شباكه أمام فرق قوية في دور المجموعات". وأضاف: "ستكون مواجهة صعبة ولكنها ليست مستحيلة. إنها مواجهة متكافئة بالفعل لأن موناكو في وضع مشابه لنا.. عاد موناكو إلى وضعه الجيد في الدوري الفرنسي ما يجعل معنويات الفريق مرتفعة". ورغم فشل فينغر في مواراة مشاعره أحيانا خلال تواجده بجوار الملعب ، يؤكد المدرب الفرنسي أنّه على تركيز تام بالمهمة الّتي يواجهها. وقال فينغر: "ما كان مهما بالنسبة لي هو الفوز في آخر مباراة خاضها الفريق قبل هذه المباراة وهي مباراة كريستال بالاس لأنّنا كافحنا بقوة لنعود إلى وضعنا القوي في الدوري الإنجليزي. عدم الفوز على كريستال بالاس كان سيصبح أمرًا كارثيًا".