كيف تفسر الخسارة المذلة للمنتخب الوطني؟ لم نشاهد فريقا في هذه المباراة، خاصة في الشوط الأول .. لم تكن هناك أي رغبة في اللعب، حذرين للغاية، وينتظرون ما سيقوم به المنتخب المالاوي، وكأن الأمر يتعلق بالمنتخب البرازيلي .. رغم تلقينا الهدف الأول والثاني، لم أر أي رغبة في العودة في النتيجة من طرف اللاعبين، لم تكن أي إرادة في النهوض بكل بساطة. الكل يتكلم على الحارس شاوشي، هل تعتقد أنه سبب هذه الهزيمة؟ أبدا، فهذا اللقاء يعتبر ثاني مواجهة دولية بالنسبة لشاوشي، والأمر هنا يتعلق بكل الفريق .. أحسست بعدم وجود الرغبة في اللعب .. لم يكن هناك أي رغبة في الضغط على حامل الكرة، حتى طريقة لعبنا الخاصة المبنية على التمريرات القصيرة لم نشاهدها .. لم نشاهد أي شيء من هذا. إلى أي مدى تكون المشاكل التي تحدث عنها أحد لاعبي المنتخب قد أثرت في التشكيلة؟ لا أعير أهمية كبيرة لهذا .. هناك العديد من الأشخاص هكذا وفي كل الفرق .. هذا اللاعب الذي تكلم عن هذه المشاكل يبقى مدفوعا بمصالحه الشخصية مع الصحفيين، وهم في الغالب لاعبون غير أساسيين في الفريق، لكن لا أشك أن يكون الأمر متعلقا بهذه القضية، لأن البحث عن المشاكل الصغيرة لن يفيد في شيء. إذن، أين يكمن المشكل؟ تريد الحقيقة .. أنا غير مقتنع تماما بطريقة لعب المنتخب الجزائري، فاللعب بثلاثة مدافعين في وسط الدفاع لا نجده في أي مكان في العالم .. سأتحدى أيا كان إن وجد لي ثلاثة فرق على الأقل في العالم تلعب بثلاثة مدافعين في وسط الدفاع .. هذه الخطة غير موجودة تماما، بالإضافة إلى أنها تؤثر على كل اللاعبين، فمعظم لاعبي المنتخب الوطني يلعبون في فرقهم بأوروبا بطريقة جد بسيطة، وبأربعة مدافعين في الدفاع، سواء ب4/4/2 أو 4/3/3 .. لذا، كان من الواجب اللعب بطريقة تتلاءم مع ما تعود عليه اللاعبون، خاصة وأن الأمر يتعلق بفريق وطني، وأننا نملك فرصة مشاهدتهم مرة واحدة في الشهرين، لذا فلا وقت يوجد للقيام بمثل هذه الجزئيات، فعندما تلعب بثلاثة مدافعين فإنك تخلط الأمور على لاعبيك .. أنا لم أرتح تماما لطريقة اللعب هذه، فحتى إن كانت هناك حرارة أثناء لعب المباراة، لا يمكن القول مثلا إن "الحرارة أثرت علينا"، و"الرطوبة كانت عالية". هل غياب لاعب مثل عنتر يحيى كان مؤثرا في التشكيلة؟ عنتر يحيى يعتبر لاعبا مهما في التشكيلة الوطنية، لكن حتى أثناء وجود عنتر في التشكيلة الوطنية لم يكن الفريق الوطني يقدم وجها جيدا، فعندما نقول لا يوجد هناك العمق في طريقة لعب المنتخب، نقول ذلك بالنظر لطريقة لعبه، التي لا تساعدنا تماما على تطبيق طريقة اللعب الجزائرية، فهذه الطريقة تضع اللاعبين في موقع لا يساعدهم تماما في تطوير لعبهم، لذا فطريقة اللعب هذه تبقى السبب وراء ما تعرض له الفريق الوطني. في نظرك، أين يكمن السبب وراء قرار سعدان تطبيق خطة 3/5/2؟ عندي فكرة صغيرة .. ربما عند قيامه بإشراك كل من بوڤرة، حليش وزاوي في الدفاع أمام مالاوي، كان يعني تعويض عنتر يحيى بزاوي، لذا قلت سعدان يبقى خائفا من القيام باختيار عنصرين من بين هذه العناصر الثلاثة، ووضع الآخر في الاحتياط، فلقد تحدثت مع العديد من الأشخاص، الذين شاطروني نفس الرأي. يجب القيام بتختيار محدد .. أنا لا أحب انتقاد المدرب الوطني، لكن في المرحلة الحالية يبقى الأمر محتما، لو رأينا أن هذه الطريقة جيدة في عالم كرة القدم، لن نكون الوحيدين في العالم من يقوم بتطبيقها، لذا فسعدان ليس بكابيلو. نحن لا نطالب بالخلطة السحرية، ولكن لا يجب أن نتفلسف، ويجب الذهاب بمبدإ سهل، وهو اللعب بالتعداد الذي نملكه، فكل المدربين يؤكدون في تصريحاتهم لعبهم وفق التعداد الذي يملكونه، فمؤخرا مدرب بوردو، لوران بلان، أكد أنه لا يلعب وفق الخطة التي توجد في رأسه، ولكن وفق التعداد الذي يملكه، لذا يجب التفكير بهذه الطريقة، باعتبار أن معظم لاعبينا ينشطون في نفس مناخ كرة القدم بفرنسا، وغيرها من البلدان الأخرى .. أنا أتساءل كيف أنه لا يملك الوقت الكافي لإعداد التشكيلة، ويلجأ لنفس طريقة اللعب هذه، ضف إلى ذلك أن كأس افريقيا وبكل الصعوبات التي تعترض التشكيلة، تأتي الخطة التكتيكية لتفسد كل شيء. كيف ترى بقية أطوار المنافسة؟ صعبة جدا .. لقد قلت إنه من الواجب أن يفوز المنتخب على مالاوي .. نحن من خمسة لاعبين تأهلوا إلى نهائيات كأس العالم، فنحن لم نلعب أمام كوت ديفوار، بل لعبنا أمام مالاوي .. بعد هذه المواجهة، تنتظرنا مواجهة المنتخب المالي، مع كل النجوم الذين تمتلكهم، ومواجهة أنغولا البلد المنظم .. إن لم تحقق النقاط أمام مالاوي، فإنك ستقاتل من أجل تحقيقها في المباريات القادمة، لذا فالمرور إلى الدور الثاني سيكون أمرا صعبا للغاية. وبالنسبة لكأس العالم؟ إن فشلت في تعدي الدور الأول من كأس أمم افريقيا، فإنك ستجد صعوبة كبيرة في التحضير لنهائيات كأس العالم.