هناك طرفان فقط في الكرة القدم، يستطيعان لمس الكرة باليد في وقتنا الحالي، الحارس واللاعب الذي ينفذ رمية التماس، ومن الواضح أن السماح للحارس بلمس الكرة باليد جاء ليقلل من عدد الأهداف المسجلة. في كرة اليد وكرة السلة يتم إعادة الكرة باليد تماماً كما تتم كل اللعبة باليد، لكن كرة القدم مختلفة، حيث أن وجود رمية تماس باليد هو أمر ملفت، كما أن لعب الركلة الركنية بالقدم بدلاً من اليد على طريقة التماس أمر أخر يحتاج تفسيرا. قصة قوانين شيفيلد، قوانين شيفيلد هي القوانين الأساسية لكرة القدم، حيث كانت اللعبة تمارس في مدينتهم فقط حسب قواعد ثابتة ما بين 1857 إلى 1877، وهي أول مجموعة قوانين ثابتة منظمة للعبة كرة القدم، إعترف الإتحاد الإنجليزي لكرة القدم بهذه القواعد عام 1877، وثم إعتمدها في كافة أرجاء البلاد، وهي القواعد التي يجب العودة إليها لفهم أي شيء من أساسيات كرة القدم مثل رمية التماس والركلة الركنية، وهي القواعد التي جعلت الإنجليز يفتخرون بكونهم مخترعو كرة القدم بشكلها الحديث. رمية التماس باليد، في القرن التاسع عشر، إختلف الناس حول إعادة الكرة إلى الملعب عندما تجتاز حدوده على الجوانب منهم من أتاح إعادتها بأي طريقة، ومنهم من ألزم إعادتها بالقدم، ومنهم من رأى أن اليد هي الحل الوحيد، إنتصرت في النهاية فكرة إعادة الكرة باليد، ليس لأسباب كروية، بل لأن لعبة الرغبي كانت طاغية بشعبيتها خلال القرن التاسع عشر، وبالتالي كانت الإستعانة بطريقتهم في إعادة الكرة للملعب ومن وحي لعبة الرغبي، كانت فكرة تنفيذ الكرة باليد بشكل معين وزاوية معينة، لكن شيفيلد كانوا أول من إقترحوا أن يتم نقل الكرة لتكون بحوزة الفريق الأخر غير الذي أخرج الكرة، على العكس من الفكر السائد آنذاك بأن من يصل أولاً للكرة يقوم بتنفيذها على شكل رمية تماس. الركلة الركنية رحمة، ما قبل الركلة الركنية، لم يكن هناك مرمى، بل كان هناك علمان بينهما مسافة، والمطلوب كان إدخال الكرة بين هذين العلمين بغض النظر عن الإرتفاع في عام 1868، نصت قواعد شيفيلد على إلغاء فكرة العلمين التي جعلت اللعبة تشبه الرغبي كثيراً، وتم إدخال مفهوم المرمى بقوائم، ووضع حارس مرمى مسموح له التحرك ولمس الكرة بيده بمساحة ضيقة، إستمرت فكرة أن الفريق الذي يقطع مسافة الملعب كاملاً، ولا يستطيع تسجيل الهدف سيكون قد ضاع كل جهده بلا مقابل، وهي قناعة من رياضة الرغبي أيضاً، كما أن لجوء البعض إلى إخراج الكرة بشكل سلبي قد يفسد اللعبة فكانت فكرة الركلة الركنية، وسمح بتنفيذها بالقدم لتكون مكافأة بنسبة أعلى من الخطورة للفريق المهاجم الذي قطع مسافة الملعب، وكي يتجنب الخصم إخراج الكرة بأي شكل كان، تنفيذ الركلة الركنية بالقدم هو أيضاً مستوحى من فكرة التسديدات البعيدة بالرغبي، ولكن بشكل مختلف، وقواعد مختلفة تماماً.