نقدر سيد كفالي، تعاطفك مع منتخب الجزائر الذي دربته يوما ما، ونشكر بعمق إحساسك الذي تقاطع مع ما عاشه الجزائريون على بعد 4 آلاف كيلومتر وهم يرون صور لاعبيهم يومان قبل موقعة القاهرة وكأنهم عائدون لتوهم من غزوة حربية، نقدرك كإنسان وناخب وطني سابق، عمل واجتهد فأخطأ ليظفر بأجر الإجتهاد، لكن أن تنسب مكاسب منتخبنا الوطني الذي صار نجمة مضيئة في قلب كل جزائري إليك وأنت الذي غادرته بعد الإقصاء من التأهل إلى كأس إفريقيا أمام منتخب غينيا في 5 جويلية، غادرت بعد أن تركت أطلالا لا ينفع معها حتى البكاء، فهذا ما يدفعنا لأن نطلب منك التمهل ونقول لك بلغة إشارات المرور: "قف وانتبه".. لأنك لست من بنيت هذا المنتخب، ولست من جلب اللاعبين، صحيح أن مطمور جاء في وقتك لكنك لست أنت من أفهمته أنه جزائري لأنه ابن جزائري من عائلة مجاهدة، يعرف جيدا قيمة هذه البلاد، وليس في حاجة إلى أن تأتي إليه أنت أو غيرك حتى يقبل الدعوة، وعندما تقول أنك بنيت هذا المنتخب، فإننا نسألك لماذا لم نتأهل معك إلى كأس إفريقيا مرتين متتاليتين، وعندما تقول أنك تكهنت بالتأهل إلى كأس العالم وصرحت بذلك، فلماذا لم ترفع عارضة التفاؤل عندما كنت مدربا إلى هذا الحد، حيث وصل بنا الأمر إلى الحد الذي صرنا فيه نرى "الكان" حلما بعيد المنال، سيدي كفالي لا ندافع عن سعدان لأنه جزائري ولكن عمله يتكلم عنه ونتائجه ترد من تلقاء نفسها، فالرجل أخرج الكرة الجزائرية برمتها من وادٍ سحيق، وصعد ب"الخضر" إلى المونديال بعد 24 سنة من الغياب، والإنجاز كتب باسمه ولم يكتب باسم من "بنى الفريق"، و"ساهم في النتائج"، و"جلب اللاعبين" وغيرها من العبارات التي من المفترض أن تردفها بعبارة "أعوذ بالله من كلمة أنا". .. سيدي كفالي لم تكن موجودا في بداية التصفيات التمهيدية، ولو حضرت مباراة واحدة فحسب فكان يمكن أن نعتبرك من المساهمين في التأهل للمونديال، وعندما تفتخر بمبارتي البرازيل والأرجنتين كان عليك أن تسكت حتى لا نتذكر أنهما المبارتين اللتين أدتا بنا إلى الإقصاء أمام غينيا، وأنت تعرف ذلك، وعندما تتهم حجاوي بأنه كان وراء هذا الإقصاء، فإننا ندعوك في كل الحالات لأن تقول خيرا أو تصمت، تقول أن الجزائر عادت بقوة في غيابك، وأنك تمنيت أن تكون مكان سعدان لتحصل على كل هذه المحبة، والشهرة والاحترام لكن.. "مكتوب حد ما يديه حد" واسال المغاربة الذين تعرفهم ويعرفونك فهم الذين سيشرحون لك معنى هذا المثل.