جون ميشال كافالي يفتح قلبه ل"الشباك": هذا الحوار، يكشف المدرب السابق للمنتخب الجزائري، جون ميشال كفالي، عن العديد من الأمور، ولكنه بالمقابل يرى أن كل النتائج الإيجابية التي حققها "الخضر" والتي سيحققها لاحقا ترجع بالدرجة الأولى إلى العمل الكبير الذي قام به في صفوف التشكيلة الوطنية.. كيف تسري الأمور معك في نادي نيم؟ الأمور تسير على أحسن ما يرام، نحن نحقق النتائج الإيجابية في المدة الأخيرة، ونقترب رويدا من الصعود إلى القسم الأول. زرابي موجود في فريقك، هل يعتمد عليه السيد كفالي؟ بكل تأكيد، هو لاعب موهوب ويمتلك إمكانيات فنية وبدنية كبيرة، لقد جلبناه للفريق لأنه يملك القدرات التي نحن بحاجة إليها في الفريق. سمعنا عن اهتمامك بالحارس ڤاواوي؟ صحيح، كنا جد مهتمين بڤاواوي، هذا الحارس يملك إمكانات كبيرة، وأنا متأكد من نجاحه في فرنسا، لقد سبق وأن دربته في المنتخب الجزائري وأعرف جيدا مؤهلاته. ولماذا لم تجلبه إذا؟ لم أجلبه لأن فريقه أولمبي الشلف هو الذي حال دون ذلك، لقد حاولنا ولكن الأمور لم تسر في طريق جلبه للنادي. وهل ما زلت تسعى لجلبه؟ بكل تأكيد، سنحاول إقناعه باللعب في صفوف نيم بعد المونديال القادم، سنتفاوض معه على أمل أن يكون معنا هنا في نيم. حسب وجهة نظرك، ما هي الأسباب الحقيقية وراء نجاحات المنتخب الوطني؟ تريد الصراحة، هي المبارتين اللتين لعبهما عندما كنت على رأسه أمام البرازيل والأرجنتين، هاتين المبارتين هما من ساهمتا في النتائج التي حققها المنتخب الجزائري فيما بعد. كيف تقول ذلك والكل أجزم على أن هذين اللقاءين هما من كانا وراء إقصاء "الخضر" من التأهل ل"كان" 2008؟ من انتقدوني لا يفقهون شيئا في كرة القدم، لما كنت على رأس "الخضر" كان الكل يسعى لإطاحة بي، كيف يكون هذا اللقاء هو السبب ونحن نلعب مباراة كرة قدم؟!، لقد وقفنا وجها لوجه أمام أكبر فريقين في العالم، ولاعبو المنتخب الوطني أخذوا الثقة في النفس من خلال هذين اللقاءين. يعني أن هاته الانتقادات هي التي دفعت بك خارج المنتخب؟ لقد تحملت الانتقادات ووقفت في وجه الجميع، الكل في الجزائر كان ينتقدني سواء كانت النتائج إيجابية أو العكس، وبالنسبة لي هذه العراقيل هي التي أثرت أكثر من أي شيء آخر. ولكنك غادرت المنتخب. غادرت المنتخب الجزائري ولكنني تركت ورائي منتخبا كبيرا، هذا الفريق الذي يحقق هذه النتائج أنا الذي بنيته، وأنا الذي وضعت حجر أساسه، لذا فكل ما يحقق من نتائج جيدة كان بسبب العمل الكبير الذي قمت به. ولكن الاعتراف يكون بالنتائج سيدي. أنظر جيدا، لما جئت إلى المنتخب الجزائري كانت الأمور سيئة، أتذكر جيدا أن مباريات الجزائر كانت آخر اهتمامات الجزائريين، حتى في الملعب لم يكن يحضر أكثر من 100 مناصر، ولكن عند مجيئي وضعت أسس فريق وطني، وأصبح الكل يتابع مباريات المنتخب، وأضحت المباريات تلعب أمام مدرجات مملوءة. وفي الميدان؟ لقد قمت بتغيير تشكيلة المنتخب الوطني، ودفعت بالعديد من اللاعبين الشبان في المنتخب الجزائري، لو تتذكر ساعتها تلقيت معارضة شديدة من الكل، كانوا يقولون أن كفالي لا يعتمد على اللاعب المحلي، اللاعبون المحليون أفضل من هؤلاء المحترفين، وانظروا اليوم، الكل يتغنى بهؤلاء الشبان. من هم هؤلاء اللاعبين؟ مطمور مثلا، لما جلبته إلى المنتخب الوطني الكل عارضني، وشككوا في إمكانيات هذا اللاعب، وانظروا اليوم، هو يعتبر النجم الأول للمنتخب الجزائري، هل يمكن لأحد القول أن مطمور لاعب غير جيد؟!. ما هي البصمات الأخرى التي وضعتها في التشكيلة؟ بوڤرة أيضا، لما جئت للمنتخب الجزائري أنا الذي حررته، لم يكن يلعب جيدا ولكن مع مرور الوقت أصبح ركيزة أساسية في "الخضر"، صايفي أيضا، فقبل مجيئي كان المنتخب الجزائري محرّما عليه، ولكنني أنا الذي أعدته من جديد، وحتى ڤاواوي كان الكل ينتقده، ولكنني تحديت الجميع ووضعت فيه ثقتي الكاملة، دون أن أنسى أيضا بوعزة، هذا اللاعب الشاب كان نجما في إنجلترا وكان قاب قوسين أو أدنى من اللعب للمنتخب الفرنسي، ولكنني تمكنت من إقناعه وجلبته للجزائر لمّا كان في أوج عطائه. لك الفضل في جلب كل هؤلاء اللاعبين؟ بكل تأكيد، أنا الذي جلبت هؤلاء اللاعبين إلى المنتخب الجزائري، لقد عملت المستحيل لإقناعهم بالمجيء إلى المنتخب الجزائري ومنحتهم الفرصة للبروز، وأظن أن نفس اللاعبين الذين جلبتهم هم من تمكنوا من صناعة أفراح "الخضر" حاليا. ولكن هل كنت تتوقع أن "الخضر" سيتأهلون إلى مونديال جنوب إفريقيا؟ بكل تأكيد، لقد صرحت في سنة 2007 للصحفيين الجزائريين وحتى الأجانب أن هذا المنتخب سيحقق التأهل إلى نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا، وانظر الآن هل أنا محق أم لا؟، ها هم نفس العناصر الذين دفعت بهم في المنتخب الجزائري يحققون التأهل للعرس العالمي، هل أنا محق أم لا فيما قلته؟!. بكل تأكيد أنت محق، ولكنك فشلت أمام غينيا؟ أمام غينيا الحظ هو الذي لم يكن إلى جانبنا، لقد كنا الأفضل على طول التصفيات، ولكن في المباراة الأخيرة ضيّعنا كل شيء. هل تعتقد أن مصير كل فريق في التصفيات مرتبط بالحظ؟ عندما أقول لك الحظ، لأنني لم أتمكن من استعمال أهم نجوم المنتخب الجزائري في هذه المباراة، لقد لعبت بدون أسلحتي أمام غينيا، وضيّعت كل شيء. عدم مشاركة صايفي، وڤاواوي مثلا؟ نعم، فصايفي كان عنصرا مهما في التشكيلة الوطنية، أما غياب ڤاواوي فكان هو المنعرج، لو شارك ڤواوي لما أقصيت الجزائري من التأهل إلى كأس إفريقيا 2008. يعني أن حجاوي هو سبب إقصاء "الخضر"؟ حجاوي تسبب في خسارتنا في تلك المباراة، وأنا متأكد أنه لو لعب ڤاواوي لما خسرنا تلك المباراة، أخطاء بدائية وقع فيها هذا الحارس، وصراحة المنعرج كان في غياب ڤاواوي، لا يمكنك أن تتخيل ندمي على تلك المباراة وعلى غياب لوناس ڤاواوي. لهذا تريد جلبه لفريقك؟ (يضحك) ڤاواوي مثل إبني، هو حارس موهوب وأعتبره الأحسن في الجزائر. تتحدث عن الفريق وكأنك مازلت تدربه! هذا الفريق هو جزء مني وجزء من حياتي، أنا الذي صنعته، وعندما أتحدث عن اللاعبين أقول دائما أبنائي، لأنني أعتبرهم حقا أبنائي، لقد قضيت معهم الحلو والمر. ربما ما زلت تتذكر عندما رفضوا إقالتك من المنتخب؟ أكيد، فذلك الموقف كان تشريفا لي، وكذلك اعترافا منهم على العمل الكبير الذي قمت به في المنتخب الجزائري، لا يمكنني أن أنسى وقفتهم معي. ألا تتحسر عندما ترى أن الفريق الذي بنيته يستفيد الآخرون منه؟ تريد الحقيقة، لي الشرف الكبير عندما أرى المنتخب الجزائري يحقق مثل هذه النتائج الكبيرة، أتشرف لأنني أنا من كنت وراء هذه النتائج التي وصل إليها "الخضر" حاليا، على الأقل عملي لم يذهب أدراج الرياح، وأبنائي كانوا في المستوى المطلوب. وما هو رأيك في الإضافات الجديدة للمنتخب على غرار مغني ويبدة؟ هذا الثنائي يملك إمكانيات كبيرة جدا، مثلهم مثل عبدون، لو تحصلت عليهم لمّا كنت أشرف على المنتخب الجزائري، فأكيد أني كنت سأستفيد منهم كثيرا. البعض يرى أن سعدان لا يصلح لقيادة المنتخب الجزائري، ما رأيك؟ لا يمكنني أن أنتقد سعدان لأنني لا أعرف طريقة عمله. ولكن البعض الآخر يرى أن النتائج التي حققت كانت بفضل سعدان. لا يمكن أن ننكر العمل الذي قام به هذا المدرب في المنتخب الجزائري، أنا أقول أن العمل الكبير الذي قمت مع "الخضر" توبع بشكل جيد من الأشخاص الذين جاءوا بعدي. تقصد أن سعدان قام بعمل جيد؟ في كرة القدم النتائج هي التي تحكم عليك، لذا فلا يمكنني أن أقول أكثر من أن العمل الذي قمت به توبع بشكل جيد من طرف سعدان. البعض يقول أن لاعبي "الخضر" لم يكونوا يحترمونك مثل احترامهم لسعدان، ما تعليقك؟ الذين يقولون هذا هم من كانوا يسعون لتنحيتي من على رأس المنتخب، كل لاعبي المنتخب الوطني كانوا يحترمونني، أحيانا كنت حتى أوبخهم، وهذه هي كرة القدم، لكن كانوا يقدرونني بشكل كبير، والدليل على ذلك أن معظم لاعبي المنتخب الجزائري في اتصالات مستمرة معي. مثل من؟ مؤخرا اتصل بي عنتر يحيى، وقبله أيضا اتصل بي صايفي الذي انظم إلى إيستر، كما أنني في اتصالات دائمة مع منصوري، بوڤرة، بلحاج، ڤاواوي، مطمور وبوعزة، أما الآخرون فيرسلون لي رسائل على هاتفي النقال، وأنا سعيد جدا لأنهم يقدرون العمل الذي قمت به. كيف تابعت الجزائر في تصفيات المونديال، وبالأخص منذ مباراة أمام مصر في البليدة؟ لقد تابعت مباريات المنتخب الجزائري مباراة بمباراة، وكنت متأكدا من تحقيقهم لتلك النتائج الجيدة، الفريق أصبح أكثر خبرة ومرونة مع مرور الوقت. ومقابلة القاهرة؟ لا يمكنني أن أصف لك ما عشته في تلك المباراة، صدقني لقد بكيت لما رأيت اللاعبين الجزائريين بالدماء، أنا أعرف إمكانياتهم وأعرف ما يمكنهم القيام به في الميدان، لذا فهم لا يستحقون تماما ما حصل لهم، كان من الواجب عدم إجراء المباراة، لأن حياة أبنائي اللاعبين كانت في خطر حقيقي. تعتبرهم مثل أبنائك سيدي؟ بكل تأكيد هم أبنائي ولا يستحقون تماما مثل تلك المعاملة السيئة من شعب عربي، ولكن أعجبت بعدها برد فعلهم في مباراة السودان، لقد قاتلوا مثل الرجال، وكانوا عند حسن الظن، تحقيقهم للتأهل بتلك الطريقة جعلني أفتخر أكثر بهذا الجيل من اللاعبين. أنت ترى أن هذا التأهل كان تأهل اللاعبين؟ بكل شفافية، فقبل أن نقول أن هذا التأهل الذي حققه المنتخب الجزائري هو ثمار عمل سعدان أو ثمار عمل كافالي، يجب القول أولا أن هذا العمل هو ثمار عمل اللاعبين لأنهم هم من كانت لهم الجزء الأكبر في الوصول إلى المونديال بالنظر إلى الطريقة التي لعبوا بها، وبعدها يمكن القول أن سعدان وكفالي كانت لهم لمسة في صنع هذا التأهل. وهل ترى أن النتائج التي حققت في "الكان" كانت نتائج إيجابية؟ بكل تأكيد، فالوصول إلى الدور نصف النهائي والفوز أمام فريق كبير كالكوت ديفوار لا يعتبر أمرا سهلا، كما أن الجزائر كان بإمكانها التأهل إلى الدور النهائي لولا الحكم الذي أفسد المباراة منذ بدايتها. المونديال على الأبواب، هل ترى أن "الخضر" بإمكانهم تحقيق التأهل إلى الدور الثاني؟ أنا لا أرى أي سبب في عدم مرور الجزائر إلى الدور الثاني من المونديال، المنتخب الجزائري يملك كل مقومات المنتخب الكبيرة، لمّا لعبنا أمام الأرجنتين الكل رأى كيف تمكنا من الوقوف الند للند أمام هذا المنتخب، وأمام البرازيل أيضا تمكنا من الصمود حتى الدقيقة 70، وكان بإمكاننا فتح باب التسجيل في الشوط الأول، لذا فما السبب الذي يمنعنا من تحقيق التأهل إلى الدور الثاني، في 2007 كان الفريق ما يزال شابا ولعبنا مثل تلك المباراة، وحاليا المنتخب أكثر خبرة وأكثر مرونة وتفاهم، فلماذا لا يحقق إذا التأهل إلى الدور الثاني؟!.