بانتهاء التربص التحضيري الأول، وحتى وإن كان الناخب الوطني لم يستدع سوى 25 لاعبا ثم قرر إبعاد مغني بداعي عدم تعافيه من الإصابة، يتضح أن حدة الضغط لم تعد شديدة على سعدان الذي يبقى له فقط إبعاد حارس والتركيز على الجانب التكتيكي في المرحلة الثانية من التربص الذي ستجري فعالياته في نيورمبرغ بألمانيا. فبغض النظر عن اللاعبين المصابين الذين لم يتسن لهم المشاركة في عدد كبير من الحصص التدريبية، اتضحت معالم التشكيلة الأساسية التي سيخوض بها الناخب الوطني المنافسة الرسمية من المونديال، وحسب آخر المستجدات، فإن التشكيلة الأساسية لن تعرف تغييرات كثيرة باعتبار أن المسؤول الأول على العارضة الفنية للمنتخب الوطني يحبذ العمل بمبدأ الإستقرار إدراكا منه أن التغيير لن يصب في قالب منتخبه قبل أيام قليلة من بداية المنافسة الرسمية، بالرغم من استدعائه لسبع لاعبين جدد. سعدان أخذ فكرة جيدة عن الجدد في المباريات التطبيقية سعدان الذي عمد على إجراء عدة لقاءات تطبيقية في كرانس مونتانا يكون اقتنع العمل بمبدأ الإستقرار، وهو المبدأ الذي اتضحت بمقتضاه معالم التشكيلة الأساسية التي سيلعب بها المونديال بنسبة كبيرة، وسمحت المواجهات التطبيقية التي أجراها سعدان بين لاعبيه في الحصص التدريبية بمعسكر كرانس مونتانا بالوقوف على إمكانيات اللاعبين الجدد، وأخذ فكرة أكبر عن مؤهلاتهم بالرغم من أنه عاينهم جيدا قبل أن يوجه لهم الدعوة لحضور هذا المعسكر التحضيري، الذي تمكنوا من خلاله من إثبات جدارتهم في حمل الألوان الوطنية. مباراة إيرلندا لكل المنتخب وليس للجدد فقط ويخطئ من يظن أن مباراة إيرلندا غدا بالعاصمة دوبلن ستكون لتجريب اللاعبين الجدد، لأن الأمور حسمت وسعدان حدد قائمة ال23 لاعبا الذين سيخوض بهم المونديال، حتى أن التشكيلة الأساسية يضعها في رأسه بغض النظر عن مباراة الغد أمام المنتخب الإيرلندي التي لن تكون لتجريب الجدد بل للوقوف على استعدادات المنتخب بأكمله ومدى جاهزيته لخوض غمار المونديال، باعتبار أن سعدان يريد 23 لاعبا يمكنه الإعتماد عليهم بما في ذلك البدلاء. مطمور وبلحاج في الأروقة بوڤرة، حليش وعنتر في المحور وبلعيد ومجاني بديلان وبالحديث عن خط الدفاع، فيتضح جليا أن سعدان سيعود لا محالة لخطة 3/5/2، التي كان اعتمد عليها كثيرا في التصفيات التأهيلية للمونديال، ومن المرتقب أن لا يغير في النهج التكتيكي، حيث لازال يعتمد على مطمور في الرواق الأيمن، ويؤكد عليه ضرورة التوغل كلما سنحت له الفرصة، وهو ليس بالأمر الصعب عليه، طالما يتمتع بإمكانيات كبيرة تسمح له باختراق أي دفاع والتركيز على التصويب من بعيد، وهو ما يعني في هذه الحالة أن العيفاوي وحتى وإن اكتسب خبرة في كأس أمم إفريقيا الأخيرة، إلا أنه سيكون بديلا. بلعيد وكارل مجاني يدعمان محور الدفاع محور الدفاع بدوره لن يعرف تغييرات كثيرة، حيث شدد سعدان على معرفته الجيدة للاعبين من طراز بوڤرة، عنتر وحليش ولا داعي حتى لتجريبهم باعتبارهم قيم ثابتة في التشكيلة الوطنية. وكان سعدان وبحكم إصابة بوڤرة اعتمد على حليش وعنتر في محور الدفاع في التشكيلة الأساسية التي خاضت اللقاءات التطبيقية، إلا أنه سرعان ما تعرض عنتر لإصابة جعلته يفكر الإعتماد على بلعيد في المحور أمام إيرلندا غدا، ويبقى الرواق الأيسر ملكية خاصة لنذير بلحاج الذي يصول ويجول كيف ما يشاء فيه، ويثبت دوما أنه في أحسن أحواله على أن يكون بديله هو جمال مصباح، الأمر الذي كان صرح به سعدان وبدون أي حرج. زماموش اجتهد ولم يوفق.. شاوشي الحارس الأول، ڤاواوي متأثر ومبولحي يكسب ثقة سعدان وكان سعدان خلال كل اللقاءات التطبيقية التي أجراها الخضر قد عمد على إقحام الحارسين شاوشي وڤاواوي في المرحلة الأولى من أي مباراة، على أن يعتمد على مبولحي وزماموش في المرحلة الثانية، لكن وبالنظر إلى المردود الفردي كان شاوشي الأحسن على الإطلاق وأظهر مرونة وقوة في التصدي لكل المحاولات، ما يرشحه لأن يكون الحارس الأول دون أي نقاش، في حين أن ڤاواوي وبالرغم من أنه يحظى بثقة المدرب إلا أنه لم يكن ذلك السد المنيع وبدا عليه التأثر معنويا لفقدانه مكانة أساسية، عكس مبولحي غير المبالي إطلاقا بعامل المنافسة ويلعب براحة تامة أهلته لاكتساب نقاط عديدة ترشحه حتى للمنافسة على منصب البديل لشاوشي، إذا سلمنا بما قاله سعدان خلال كل مداخلته على أنه لن يعتمد "السوسيال"، وهو أمر محبذ للغاية في منافسة من حجم المونديال. شكرا زيماموش نحتاجك في المستقبل وبين هذا وذاك، فإن زماموش وحتى وإن حاول جاهدا الصمود، إلا أن مصيره اتضح أنه لن يلعب المونديال. لكن يبقى الحارس البارز الشاب الذي ينتظره مستقبل زاهر، سيما وأنه احتك بعناصر المنتخب الوطني وأبان عن إمكانيات معتبرة، إلا أن الثلاثي مبولحي، ڤاواوي وشاوشي كسبوا نقاطا أحسن منه رشحتهم لكسب ثقة سعدان ليكونوا في المونديال، ويبقى سعي زيماموش مشكور سيما وأنه لم يقصر وساهم بإمكانياته الكبيرة في إثراء المنافسة.