يتحدث اللاعب الدولي السابق عن الهزيمة الأخيرة للخضر أمام إيرلندا، ويفتح النار على خيارات الناخب الوطني رابح سعدان، كما تحدث عن نتائج المنتخب في الأشهر الأخيرة وتراجع مستواه بشكل رهيب، مؤكدا أن سلاح الجزائر الوحيد في المونديال هو القلب وروح الوطنية. ما تعليقك على الهزيمة العريضة التي منيت بها التشكيلة الوطنية أمام إيرلندا؟ أظن أن كل الشعب الجزائري شاهد المقابلة ووقف بنفسه على مردود الخضر، والنتيجة النهائية تعبر عن نفسها ولا تحتاج إلى تعليق مني على وجه الخصوص، خاصة وأن كل الجزائريين يعرفون أبجديات كرة القدم جيدا. لكن هذه الهزيمة أكدت أن أمور الخضر لا تبعث على الإرتياح قبل أسبوعين عن المونديال؟ لقد كنت دائما أقول أن المنتخب الوطني يملك مستوى محدود حتى عندما كنا نسجل الإنتصارات وحققنا التأهل إلى كأس العالم على حساب المنتخب المصري القوي، لكن كلامي لم يعجب الكثيرين آنذاك واتهموني بعديم الوطنية وأني لا أحب الجزائر، لكن الأرقام والإحصائيات الخاصة بالمنتخب الوطني في الأشهر الأخيرة تؤكد أننا نسير في طريق مجهول. كيف ذلك؟ بكل صراحة، المشوار الذي قطعه المنتخب الوطني في نهائيات كأس الأمم الإفريقية الأخيرة بأنغولا كان كارثيا إلى أبعد الحدود، لأننا بدأنا هذه البطولة بهزيمة تاريخية ومخزية أمام المنتخب المالاوي المغمور، واختتمناها بهزيمة عريضة ومهينة أمام مصر برباعية كاملة دون رد، وحتى نكون موضوعيين ونبتعد عن العواطف في تحليلنا، فإن الخضر تأهلوا إلى الدور ربع النهائي في تلك الدورة عن طريق الحظ فقط، لأننا سجلنا فوزا واحدا وسجلنا هدفا وحيدا أيضا بكرة ثابتة، وأضيف شيئا آخرا مهما. بالطبع تفضل؟ بعد كأس إفريقيا الأخيرة لم تكن هناك تحليلات منطقية وموضوعية لمشاركة المنتخب الوطني فيها، بل الأكثر من ذلك أن بعض الأطراف أثنت على الخضر وهنأتهم بوصولهم إلى المربع الذهبي واحتلالهم الصف الرابع بعدما غابوا عن هذه المنافسة في الدورتين الأخيرتين، وهذا هو الخطأ الكبير لأننا مدحنا هذا المنتخب أكثر من اللازم وتناسينا أخطائه والإخفاقات التي سجلها في الأشهر الأخيرة. وحسب رأيك ما الذي ساهم في الهزيمة العريضة أمام إيرلندا؟ كل شيء مرتبط بالأهداف التي سطرها المدرب الوطني رابح سعدان من هذه المواجهة الودية، وحتى الهزيمة بمثل هذه النتيجة لا تهم أيضا إذا كان سعدان قد وصل إلى مبتغاه وحقق الهدف الذي سطره، لكن حسب رأيي مثل هذه المواعيد الهدف منها خلق الإنسجام بين اللاعبين خاصة وأن التشكيلة الوطنية لم تلعب كثيرا في الأشهر الأخيرة، وعرفت تغييرا نوعيا من حيث التركيبة البشرية باستقدام ما لا يقل عن سبعة لاعبيه جدد. ألا تظن أن سعدان حاول في هذه المواجهة معرفة مستوى اللاعبين الجدد؟ يا أخي يجب أن نفكر بالمنطق وبعيدا عن العواطف، فمعظم لاعبي التشكيلة الوطنية يعانون من نقص المنافسة باعتبار أنهم لم يعلبوا كثيرا منذ مواجهة صربيا الودية بداية شهر مارس الفارط، وكان من المنطقي أن يقوم الناخب الوطني رابح سعدان بإشراك التشكيلة الأساسية التي ستواجه سلوفينا في هذا الإختبار الودي من أجل التعرف على مستواهم الحقيقي ومنحهم فرصة استرجاع إمكاناتهم وكسب معالمهم فوق الميدان مقارنة بالعناصر الجديدة، خاصة وأننا واجهنا منتخب إيرلنديا قويا ويشبه إلى حد بعيد المنتخب الإنجليزي في طريقة لعبه. معناه أن سعدان أخطأ في التشكيلة التي اعتمد عليها هذه المرة؟ هذا رأيي لأن العد التنازلي للمونديال قد بدا ولم تعد فصلنا عنه سوى أيام قليلة فقط، كما أن الانتظار إلى غاية المواجهة الودية الأخيرة أمام الإمارات من أجل إشراك العناصر الأساسية يعتبر خطأ كبيرا، لأن الوقت لن يكون في صالحنا حينها من أجل تصحيح الأخطاء والتدارك، كما أن المنتخب الإماراتي لا يعتبر مقياسا حقيقيا للوقوف على جاهزية التشكيلة الوطنية عكس المنتخب الايرلندي القوي، وبالعودة قليلا إلى الوراء فقد كان سعدان يشتكي من عدم قدرته على برمجة مباريات ودية كثيرة قبل المونديال، ويشتكي من نقص المنافسة التي يعاني منها أشباله، لذا كان عليه عدم تفويت الفرصة وتجريب الأساسيين في هذه المواجهة. وما تعليقك على قراره الأخير بإبعاد منصوري وجبور؟ يا أخي سعدان هو المسؤول الأول عن العارضة الفنية للمنتخب الوطني ويتحمل عواقب قراراته، كما أن المدرب يجب أن تكون لديه شخصية قوية جدا حتى يتمكن من فرض منطقه وخياراته على الجميع، وأيضا الصمود أمام الضغط الشديد المفروض عليه في حال النتائج السلبية، وهو الأمر الذي ينبغي على سعدان إدراكه، لأن قرار إبعاد منصوري وجبور يجب أن يكون مدروسا ومبنيا على أسس رياضية وفنية منطقية، وليس هروبا من ضغط الجماهير والأخصائيين بعد الهزيمة العريضة أمام إيرلندا. إذن أنت تظن بأن إبعاد الثنائي كان هروبا من الضغط؟ الجميع في الجزائر يقول بأن منصوري لا مكان له في التشكيلة الوطنية، وأن مستواه تراجع بشكل رهيب في المدة الأخيرة، لكن سعدان مطالب بالتحلي بالشجاعة وأن تكون لديه شخصية قوية لفرض منطقه على الجميع، إذا قرر إبعاد هذا الثنائي يجب أن يكون قراره موضوعيا ومقنعا. وحسب رأيك ما الذي يجب القيام به من أجل الفوز على سلوفينيا؟ سلوفينيا منتخب قوي جدا ومكون من عدة فرديات لامعة، وفي الحقيقة هو عبارة عن المنتخب اليوغوسلافي القوي سابقا قبل أن ينقسم إلى ثلاث بلدان، وهي صربيا وكرواتيا، كما أنه قام بتحضير جيد للعرس الكروي العالمي، لذا يجب على الخضر أخذ احتياطاتهم منه، وشخصيا أعتقد أن الحل الوحيد للوقوف في وجهه هو اللعب بكل حرارة وأن يتسلح اللاعبون بروح الوطنية ويقاتلوا فوق الميدان بكل قوة من أجل تشريف الجزائر. إذن أنت ترى أن القلب هو السلاح الوحيد للخضر في المونديال؟ بطبيعة الحال، فما الذي يملكه المنتخب الوطني باستثناء القلب وروح الوطنية، هل نملك لاعبين من أعلى مستوى أو بطولة وطنية مرموقة، فحتى أفضل لاعبي التشكيلة لا ينشطون في أندية أوربية قوية، على غرار بوڤرة الذي يعلب في اسكتلندا، عنتر يحيى في بوخوم، وبلحاج يلعب في بورستموث الذي يعد من أضعف الأندية الإنجليزية وسقط إلى القسم الأدنى، وهذا دليل بأن مستوى لاعبينا محدود، وبأن المنتخب الوطني أنه لا يمكنه الوقوف بجانب أقوى البلدان كإنجلترا من الناحية البدنية والفنية والتكتيكية، وسلاحنا الوحيد في المونديال هو أن يلعب اللاعبون بالقلب ويسترجعوا روح الوطنية التي كانت تشكل نقطة قوتهم. كلمة أخيرة؟ أقول أنه لم يعد لدينا وقت لانتقاد المنتخب الوطني والمدرب سعدان، لذا على جميع الجزائريين سواء الجمهور أو الأخصائيين أن يقفوا خلف منتخبهم من أجل دعمه على تحقيق مشاركة مشرفة في المونديال.