كانت الساعات الأخيرة، بالنسبة لزملاء زياني، قبل مواجهة المنتخب السلوفيني، مختلفة تماما، لم يسبق وأن عاشوا مثلها من قبل، رغم المنافسات السابقة التي شاركوا فيها، خاصة وأنها عودة للكرة الجزائرية نحو العرس الكروي العالمي في جنوب إفريقيا بعد غياب دام 24 سنة، حيث وإن كان اللاعبون في كل مرة، يعلنون جاهزيتهم وامستعدادهم للمونديال، ولأول مواجهة أمام سلوفينيا والأكثر من ذلك، كانوا يؤكدون أنه غير متخوفين على الإطلاق، إلا أن الخضر عاشوا الأمسية التي سبقت المباراة تحت وطأة ضغط شديد، حيث التحق اللاعبون مباشرة بغرفهم بعد تناولهم وجبة العشاء، لكن ما يثير الانتباه أن تركيزهم صبيحة المباراة كان في القمة، إلى درجة أن علامة التخوف كانت بادية على ملامحهم، حيث لم يتحدثوا كثيرا وبقت أنظارهم مشدودة، وكل واحد منهم مهتم بأموره مع قلة الكلام فيما بينهم، إذ أنه تفاؤل ذلك لكن ليس بإرادتهم، وإنما من شدة الضغط والمسؤولية التي كانت عليهم واختلفت بذلك ملامح من لاعب إلى آخر. النوم بصعوبة خفف عليهم لكن عودة الأعصاب بعد الاستيقاظ من دون شك، إن لاعبي الخضر قد وجدوا صعوبات في الاستسلام للنوم، وأخذ قسط من الراحة، تحضيرا للمباراة الأولى لكن كذلك الوقت الذي خلدوا فيه للنوم أراحهم قليلا، قبل أن تعود الأمور إلى نصابها، وتعود الأعصاب والتوتر والقلق إلى نفوسهم، وبدوا مشدودي الأعصاب عندما أخذوا فطور الصباح، لكنهم لم يبقوا في البهو والتحقوا مرة أخرى مباشرة في غرفهم التي لم يبرحوها إلى غاية مناداتهم من قبل أحد المسؤولين، وهو التوقيت الذي أربكهم كثيرا طالما أن الخضر كانوا متخوفين كثيرا. الدعاء والصلوات قبل مغادرة الغرف تأخر لاعبو الخضر في النزول من غرفهم، من أجل الاجتماع والتحضير للتنقل إلى الملعب، وكانت موعد الالتقاء في بهو الفندق قبل ساعتين ونصف قبل اللقاء، والانطلاق بعد ساعتين نحو مسرح المباراة، لكن الخضر تأخروا بعض الشيء طالما أن بعض اللاعبين لم يبرحوا غرفهم وكانوا في قمة التركيز، لإدراكهم التام أن لا عذر لهم وأنهم مطالبون ببذل قصارى جهودهم والبروز في كأس العالم، وفيما كان ينتظر الجميع نزولهم من الغرف، كان زملاء عنتر يحيى يلقون آخر دعواتهم ويقيمون صلواتهم الأخيرة، لأن شدة الضغط لا يمكن التغلب عليها إلا بالتسبيح. اجتماع سعدان بهم يعيد الابتسامة إلى الوجوه عقد الناخب الوطني رابح سعدان، اجتماع على الساعة 11.30 مع لاعبيه، وكان ذلك في إحدى القاعات، وهو الاجتماع المهم للغاية على اعتبار أن سعدان كان يحدثهم بنبر صوت متأثرة للغاية، لكنه عرف كيف يبعد عنهم الضغط من خلال الخطاب الذي ألقاه عليهم، والذي جعل حدة الضغط تخف مقارنة بما كانت عليها في الصبيحة، وهو ما جعلهم يلتحقون فيما بعد ببهو الفندق والابستامة بادية هذه المرة على وجوههم، هذا واستنجد سعدان بجلسة لشرب الشاي والمشروبات بعد نهاية الاجتماع، وهو ما جعل اللاعبون يمازحون بعضهم البعض، لكن وإن عمدوا على ذلك، إلا أن التخوف بقى ظاهرا على ملامحهم إلى غاية ركوبهم الحافلة. الخضر بالكوستيمات والانطلاق إلى الملعب في حدود الساعة 11.45 ظهر زملاء بوڤرة في أناقة كبيرة بعد إرتدائهم البذلة الرسمية "الكوستيمات"، وركبوا في الحافلة في حدود الساعة 11:45، لينطلقوا بعدها نحو ملعب بيتر موكوبا، تحث تعزيزات أمنية كبيرة مع فتح الطرق أمام الحافلة، خاصة وأن كل الطرقات القريبة من الملعب كانت مغلقة، حتى يتم السماح لهم بدخول الخضر بسهولة كبيرة.