قرر الرئيس البليدي محمد زعيم، عدم تنحية المدرب عساس من مهامه، عقب الهزيمة المخزية أمام إتحاد العاصمة في الجولة الأخيرة، وجدد فيه الثقة رافعا عنه المسؤولية ومحمّلا إياها للاعبين الذين فشلوا في فرض أنفسهم، ولكن رغم هذا القرار المتخذ من قبل زعيم والذي جاء في ظروف استثنائية، إلا أنّ الإدارة شرعت في رحلة البحث عن القبطان المناسب والمثالي لقيادة سفينة الاتحاد لبر الأمان، فبعد أن أكد المدرب افتسان في عدد أمس اتصالات البليدة، كشفت مصادرنا أيضا أن المدرب التلمساني فؤاد بوعلي يوجد في أحسن رواق للإشراف على العارضة الفنية لفريق مدينة الورود ولخلافة المدرب عساس، باعتبار أنّ مباراة بلوزداد عن الجولة السابعة من البطولة الوطنية ستكون بمثابة مباراة الحظ الأخير للمدرب عساس، فإذا فاز بها فإنه سينجو برأسه ويواصل مهمة قيادة السفينة لموعد لاحق، أمّا في حال إخفاقه فالأكيد أنه سيقال سيما وأن الوقت سيكون كافيا أمام الإدارة لمنح مقاليد العارضة الفنية للمدرب الجديد، باعتبار أنّ البطولة ستتوقف لأسبوعين بسبب مباراة المنتخب الوطني مع منتخب لكسمبورغ يوم 17 نوفمبر الجاري الذي يصادف عيد الأضحى المبارك. زعيم يربح الوقت ويلعب على جبهتين والأكيد أنّ الرئيس البليدي محمد زعيم، يسعى من وراء هذه الخرجة الرامية إلى تجديد الثقة في المدرب عساس إلى ربح الوقت، باعتبار أنه يدرك تمام الإدراك أن التغيير في مثل هذه الظروف لا يجدي نفعا، ومن شأنه أن يزيد الأوضاع تعقيدا قبل أيام قليلة من موعد مباراة هامة وحاسمة أمام بلوزداد، وبالتالي سيكون له الوقت الكافي للتفاوض مع المدرب الجديد حول طريقة العمل، وكذا يمنح عساس فرصة أخرى لتدارك الوضع فإذا نجح سيواصل المشوار والعكس صحيح وبهذه الحالة لن يخسر الفريق أي شيء. بعد مباراة بلوزداد سيكون الوقت كافيا للتغيير ولعل ما يؤكد أنّ بعد مباراة بلوزداد سيكون الوقت مناسبا للتغيير، هو أنّ البطولة ستتوقف لأسبوعين، مما يعني أنه في حال إقالة عساس وجلب مدرب آخر مكانه، سيكون له الوقت الكافي لتدارك الوضع وأخذ فكرة عامة عن التشكيلة واللاعبين ليتسنى له فيما بعد إكمال المنافسة الرسمية في أحسن الظروف والأحوال، سيما وأنّ الخطأ سيكون أكثر من ممنوع لتفادي حدوث أي مفاجأة غير صارة من شأنها أن تؤدي إلى مالا يجمد عقباه، وعموما تبقى الأبواب مفتوحة على كل الاحتمالات في هذه القضية، لأن المعطيات تتغيّر باستمرار ولا تستقر على حال. ضغط الأنصار يزداد والانطلاقة مؤجلة لموعد لاحق وفي ظل المعطيات الحالية، يتزايد ضغط أنصار إتحاد البليدة الذين سئموا من تكرار نفس السيناريوهات في كل موسم، والذين تعبوا من تجرع مرارة الهزائم دون أن يحرك أي أحد من المسؤولين ساكنا، فهم المتضرر الكبير من جراء هذه الوضعية بالمقابل يبقى السلفادور ينتظرون الانطلاقة الحقيقة وتذوق طعم الفوز بعد 6 جولات عجاف جاءت عكس تطلعاتهم تماما، سيما وأنّ الطاقم الفني والإدارة سطرا هدف لعب الأدوار الأولى في البداية. محدودية التشكيلة ظهرت بعد بداية البطولة لم يوفق اللاعبين الجدد الذين استقدمتهم الإدارة في بداية الموسم من منح الدفع الإضافي اللازم للفريق، حيث خيّبوا كل الظنون والآمال التي كانت معلقة عليهم، وأثبتوا أنهم صفقات فاشلة بداية من ڤاواوي، بيطام وبين طيب، سيما وأنهم ضغطوا كثيرا على الإدارة قبل التوقيع لاستقدام مستحقاتهم المالية العالقة كاملة ولكن المقابل غير موجود تماما، فكانت النتيجة أن تكبد الفريق الهزيمة تلوى الأخرى. فضلا عن هذا، من بين أهم العوامل التي جعلت الرئيس زعيم يتردد في إقالة المدرب عساس، هو إدراكه التام أنّ المشكل لا يكمن فيه بتاتا، وإنما يمكن في محدودية التشكيلة التي يعجز لاعبيها عدة حتى على الذود عن أنفسهم.