إذا كان لاعبوا اتحاد البليدة وأنصار الفريق قد إقتنعوا بالمردود الذي قدمته التشكيلة في المباراة الأخيرة أمام وفاق سطيف حيث أدت إحدى أحسن مبارياتها هذا الموسم، فإن هذا لا يحجب بعض النقائص التي تعاني منها التشكيلة خاصة في الهجوم الذي ظهر بمردود متواضع جدا، رغم التغييرات التي أجراها المدرب عساس في الهجوم من أجل منح فعالية أكثر لهذا الخط، لكنها لم تأت بثمارها بما أن المهاجمين واصلوا صيامهم عن التهديف وحتى خلق الفرص السانحة... بدليل أن المدرب عساس خرج راضيا عن مردود إزيشال وحاج ساعد في هذه المواجهة وأكد أن المشكل الأكبر الذي تعاني منه التشكيلة، يتمثل في عدم فعالية المهاجمين الذين لا يسجلون الأهداف. عساس جرب كل الحلول في الهجوم والنتيجة غائبة بعدما استلم عساس مهامه في العارضة الفنية للفريق خلفا للمدرب مواسة المقال، جرب كل الحلول في الهجوم حتى يتحرر ويسجل الأهداف إلا أن النتيجة بقيت غائبة ولم تتحقق الفعالية مع مرور الجولات، حيث منح عساس الفرصة لجميع المهاجمين ونوع في إقحام ثنائي مغاير في كل مباراة تقريبا حيث أقحم إزيشال وبوتابوت معا وإزيشال رفقة عابد وجمعوني، وفي اللقاء الأخير اعتمد على المهاجم التشادي رفقة حاج ساعد إلا أن مردود الهجوم ظل يراوح مكانه ما أثار العديد من التساؤلات في أوساط الفريق، وحتى الطاقم الفني أكد لمقربيه أنه غير متخوف من الدفاع أو وسط الميدان في المباريات القادمة بقدر ما هو متخوف أن يواصل المهاجمون الصيام عن التهديف. لاعبو الوسط ينوبون عن المهاجمين في كل مرة في ظل تواضع مردود المهاجمين فإن لاعبي الوسط هم الذين ينوبون عنهم في تسجيل الأهداف، خاصة في مرحلة العودة حيث لم يتمكن هذا الخط من تسجيل سوى هدفين عن طريق إزيشال أمام مولودية وهران ومولودية باتنة، في حين أن الهدف الثاني أمام “الحمراوة” كان وراءه وسط الميدان جاهل والأمر نفسه مع الهدف الأول الذي سجله بلوصيف، في حين أن هدف التعادل أمام الوفاق وقعه حريزي الذي يلعب وسط ميدان هجومي، لذلك يرفض المدرب عساس أن يبقى لاعبو الوسط ينوبون في كل مرة عن المهاجمين في تسجيل الأهداف. إزيشال وحاج ساعد لم يقدما الكثير أمام الوفاق كان الطاقم الفني يعلق آمالا كبيرة على التغييرات التي أجراها في الهجوم أمام الوفاق بإقحام إزيشال وحاج ساعد لأول مرة هذا الموسم، لكن من خلال المردود الهجومي الذي قدمته البليدة فإن اللاعبين كانا خارج الإطار ولم يقلقا دفاع الوفاق كثيرا رغم الفرص التي أتيحت لهما، لاسيما إزيشال الذي سقط كلما تصل إليه الكرة ولم يكن في مستوى الآمال المعلقة عليه، في حين يمكن أن نتفهم المردود الذي قدمه حاج ساعد لأنه يعاني من نقص المنافسة، ولم يلعب أساسيا منذ لقاء الوفاق في مرحلة الذهاب. إزيشال يبرر مردوده بالأرضية الزلجة اعترف المهاجم إزيشال في حديثنا معه أن الهجوم لم يقدم مردودا كبيرا وبرر ذلك بالأرضية الزلجة والتي لم تكن صالحة للعب كرة القدم، حيث أوضح أنه في كل مرة يحاول إيقاف الكرة من أجل المراوغة أو التسديد إلا أن الأرضية الزلجة حرمته من ذلك. وأضاف أنه لو كانت الأرضية صالحة أو جرت المباراة لعبت العشب الطبيعي لكان مردودهم أحسن بكثير، أما عن صيام المهاجمين عن تسجيل الأهداف قال محدثنا إن ذلك لن يفقدهم الثقة في أنفسهم والمهم هو تسجيل الأهداف وفوز الفريق بغض النظر عن اللاعب الذي يسجل. وفي الوقت نفسه بدا المدرب عساس متفائلا بقدرة الهجوم على التألق في المباريات القادمة، لأن مردود المهاجمين حسبه في تحسن مستمر من لقاء لآخر. عساس سيجري تغييرات في الهجوم بعد تواضع مردود الهجوم فإن المدرب عساس سيحدث تغييرات في اللقاء المقبل أمام إتحاد العاصمة، لأنه يدرك جيدا أنه لا بديل أمام فريقه سوى تسجيل الأهداف إذا أراد الفوز والحفاظ على كامل حظوظه في التنافس على البقاء، لأن أي هزيمة في لقاء الجمعة المقبل أو تعادل سيجعلان وضعية التشكيلة تتعقد أكثر، وإذا كان إزيشال من بين العناصر التي لا يمكن الإستغناء عنها لكنه مطالب أن يكون أكثر فعالية، فإن حاج ساعد سيعود بنسبة كبيرة إلى مقعد الاحتياط ويخلفه عابد في منصبه. زعيم سيطلب من المهاجمين الإستفاقة من جهته يرى زعيم أن مهاجميه لم يقدموا مردودا مقنعا أمام الوفاق ولو كانوا أكثر ثقة في أنفسهم لسجلوا هدف الفوز، قبل أن يتمكن الوفاق من تسجيل هدفه الثاني في آخر دقيقة من اللقاء، ومن المنتظر أن يطلب الرئيس البليدي من مهاجميه الإستفاقة في المباريات القادمة بداية من لقاء إتحاد العاصمة. وحسب مصدر مقرب من زعيم فإنه أكد أنه لا يريد أن يتكفل لاعبو الوسط أو المدافعون في كل مرة بتسجيل الأهداف، بل سيطلب من مهاجميه القيام بذلك حتى لا يفقدوا الثقة في أنفسهم في حال عجزهم عن التسجيل مع مرور المباريات. اللاعبون مرتاحون من عدم عقوبة غالم كان معظم اللاعبين يعتقدون أن البطاقة الصفراء الثالثة التي تحصل عليها غالم أمام الوفاق كانت الثالثة له في مرحلة العودة، قبل أن يؤكد لهم أنه غير معني بالعقوبة عن لقاء إتحاد العاصمة بما أن البطاقة الصفراء التي تحصل عليها هي الثانية وليست الثالثة، ما جعلهم يعبرون عن ارتياحهم لحضور الحارس بالنظر إلى خبرته في مثل هذه المباريات. كاديم اتصل ببعض اللاعبين ورفع معنوياتهم يبدو أن مدرب الحراس كاديم لم ينس فريقه السابق الذي غادره في منتصف مرحلة الذهاب، بدليل أنه تابع المواجهة الأخيرة أمام الوفاق باهتمام واتصل ببعض اللاعبين لرفع معنوياتهم بعد الهزيمة، كما أثنى على المردود الذي قدموه في هذا اللقاء، يذكر أن كاديم يشرف على تدريب حراس إتحاد سطيف حاليا. الأنصار يطالبون منح أوسعد وجمعوني الفرصة استغرب الأنصار وجود أوسعد وجمعوني خارج خيارات المدرب في الآونة الأخيرة، حيث طالبوا بمنحهما الفرصة في المباريات القادمة خاصة أن اللاعبين يعتبران من بين أحسن عناصر التشكيلة، لأن أوسعد وبشهادة الجميع يلعب بطريقة جيدة وكلما يدخل احتياطيا يمنح الإضافة اللازمة، في حين كان جمعوني هداف التشكيلة في مرحلة الذهاب قبل أن يفقد مكانته الأساسية في مرحلة العودة ويستحق منحه الفرصة من جديد. العودة إلى التدريبات أمسية البارحة عادت التشكيلة البليدية إلى أجواء التدريبات البارحة بعد يوم راحة منحه الطاقم الفني للاعبيه، ويكون المدرب عساس قد اجتمع بهم من أجل الحديث عن الهزيمة الأخيرة ورفع معنوياتهم قبل مواجهة إتحاد العاصمة. -------- عساس: “ضيعنا التعادل واللاعبون كانت تنقصهم الحيلة” تأثر المدرب عساس بالهزيمة التي مني بها فريقه أمام الوفاق حيث يرى في الحديث الذي جمعنا به أن فريقه ضيع نقطة التعادل بطريقة تافهة، حيث أشار إلى أن لاعبيه أدوا ما عليهم ولعبوا بحرارة طيلة التسعين دقيقة لكن كانت تنقصهم الحيلة والخبرة في الدقائق الأخيرة، من أجل الحفاظ على النتيجة ولم يعرفوا كيف يسيرون الوقت بدل الضائع. وأضاف عساس أنه كان على لاعبيه أن يحتفظوا بالكرة أطول وقت ممكن ودفع المنافس لارتكاب الأخطاء، أو لعب الكرة في مساحات واسعة وفتح اللعب من أجل التأثير في معنويات لاعبي الوفاق، لكنهم عادوا إلى الخلف وتركوا المبادرة للمنافس الذي سجل بخبرته الهدف الثاني الذي ضيع عليهم الفرصة للعودة بالتعادل. “الحكم الرابع هو الذي حرمنا من إقحام دفنون” وعن الإنتقادات التي وجهت له من طرف الأنصار الذين تابعوا اللقاء بشأن عدم تدعيم الدفاع قبل نهاية اللقاء بدقائق وترك دفنون على خط التماس عدة دقائق، قال عساس إنه قام بواجبه في هذا الإطار وقرر إقحام دفنون قبل نهاية الوقت الأصلي من أجل ربح الوقت وتعزيز الدفاع أكثر، وطلب من الحكم الرابع أن ينبه الحكم الرئيسي بضرورة إجراء التغيير لكنه تماطل في إشعار الحكم نسيب، ما حرم دفنون من الدخول قبل أن يضاعف المنافس النتيجة. “لعبنا جيدا لكننا ضيعنا الأهم” وفي سؤالنا عن تقييم المردود الذي ظهر به فريقه في هذه المواجهة، قال عساس إن لاعبيه طبقوا النصائح التي منحها لهم قبل اللقاء بعدم الاستسلام في حال تلقي الهدف وهو ما قاموا به لأنهم عادوا في النتيجة بعد ركلة الجزاء التي تحصل عليها الوفاق، وحتى من ناحية الإنسجام كانوا أفضل بكثير من المباريات الفارطة كما كانوا أكثر حضورا في الصراعات الثنائية، لكن ما يعاب عليهم هو نقص الحيلة في اللعب والحفاظ على النتيجة. وأضاف عساس أنه لا توجد فائدة أن يلعب فريقه بطريقة جيدة ويضيع الأهم وهو العودة بنقطة التعادل، التي كانت أقرب إليهم لو ركز اللاعبون في الدقائق الأخيرة. “الهجوم لم يكن في يومه وعلى المهاجمين أن يستفيقوا” وأكد المدرب عساس ما ذكرناه سابقا عن تواضع أداء الهجوم، حيث أشار إلى أنه أجرى تغييرا في الهجوم مقارنة بلقاء مولودية باتنة حتى يكون الهجوم فعالا، غير أن المهاجمين لم يقنعوه في هذا اللقاء لأنهم لم يترجموا الفرص التي أتيحت لهم إلى أهداف، وأضاف محدثنا أن دفاع الوفاق كانت فيه فراغات ولو كان المهاجمون أكثر ثقة في أنفسهم لسجلوا أكثر من هدف، مشيرا إلى أنه سيتحدث معهم ويطلب منهم الإستفاقة في المباريات القادمة بداية من لقاء إتحاد العاصمة، لأن السبيل الوحيد لتحقيق الفوز وجمع النقاط هو التسجيل في شباك المنافسين وليس الإكتفاء بالدفاع. “حظوظنا لازالت قائمة ومتفائل بالمستقبل” في الأخير أشار مدرب البليدة عساس أنه سيركز على الجانب النفسي هذا الأسبوع، من أجل رفع معنويات لاعبيه الذين لم يهضموا الطريقة التي خسروا بها في آخر دقيقة من المباراة، وأضاف أن هذه الهزيمة لن تفقدهم حظوظهم في التنافس على البقاء لأن المشوار لازال طويلا على حد تعبيره، موضحا أنهم لن يستسلموا وسيواصلون الدفاع عن حظوظهم بقوة في الجولات القادمة. وختم عساس كلامه أنه متفائل بالمستقبل لأن مستوى فريقه في منحنى تصاعدي من لقاء لآخر. لهذا السبب لم يغير إزيشال تساءل الأنصار عن السبب الذي جعل المدرب عساس يحتفظ بالمهاجم إزيشال في التشكيلة الأساسية، في وقت أنه لم يقدم أي إضافة وظهر عليه تأثير الأرضية الزلجة كثيرا، حيث يرون أنه لو كان (عساس) أقحم عابد أو جمعوني مثلا لتغيرت معطيات اللقاء وأصبحت التشكيلة أكثر فعالية في الهجوم، لكن عساس يرى أن وجود إزيشال في خط دفاع الوفاق كان ضروريا لأنه حرم بلقايد وديس من الصعود طيلة التسعين دقيقة، خاصة أن ديس يشكل خطورة كبيرة بالرأس في الكرات الثابتة ويمتاز بلقايد بتسديدات قوية، لأن زكري منحهما تعليمات بعدم الصعود وفرض رقابة لصيقة على مهاجم البليدة. -------- حريزي: “الهزيمة أمام سطيف لن تحطمنا ونحن متفائلون” ماذا تقول عن الهزيمة الأخيرة في سطيف؟ أعتقد أن جميع من شاهدوا المباراة سواء في الملعب أو متلفزا تأكدوا أننا لعبنا أحسن مباراة لنا خارج الديار منذ بداية مرحلة الذهاب، ورغم الفارق في التعداد بين الفريقين إلا أننا كنا أحسن من الوفاق في معظم أطوار اللقاء، ولا نستحق الهزيمة وإنما كنا نستحق على الأقل العودة بالتعادل. يبدو أن الهزيمة أثرت في معنوياتكم كثيرا؟ بطبيعة الحال، أنا انهرت تماما بعد الهدف الثاني الذي تلقيناه في آخر دقيقة من الوقت بدل الضائع، ولم نتأثر من الهزيمة في حد ذاتها بقدر ما تأثرنا من الطريقة التي خسرنا بها، لأن الفريق عندما يكون خارج الإطار وينهزم يجب أن نتقبل ذلك، لكن أن نؤدي مباراة كبيرة ونفقد نقطة في آخر دقيقة فذلك ما لم نهضمه إلى حد الآن. ألا ترى أنه كان بمقدوركم تسجيل هدف ثان قبل الهدف الذي سجله الوفاق؟ هذا صحيح أتيحت لنا بعض الفرص لكننا لم نستغلها خاصة في المرحلة الثانية، كما لم يحالفنا الحظ في بعض الكرات، إضافة أن أرضية الميدان التي كانت زلجة وصعبت كثيرا مهمتنا خاصة في الهجوم، وأنا واثق أنه لو كانت الأرضية أحسن لعدنا بنتيجة أحسن، ورغم ذلك أقول إن المهاجمين أدوا ما عليهم رغم أنهم لم يصلوا إلى شباك المنافس، لأنهم أقلقوا الدفاع كثيرا وحرموا مدافعي المنافس من الصعود لمساعدة الهجوم. سجلت هدفا جميلا صفق له الحاضرون كثيرا، ماذا تقول؟ عندما عادت إلي الكرة من أحد لاعبي المنافس راقبتها جيدا وسددت في الزاوية التسعين لمرمى الحارس شاوشي، وقد سبق لي أن سجلت بالطريقة نفسها أمام شباب بلوزداد وفي شباك إتحاد عنابة الموسم الفارط في كأس الجمهورية، وكانت سعادتي بهدفي الأول بألوان البليدة وستكتمل لو نجحنا في الحفاظ على التعادل. هذه الهزيمة أعادتكم مجددا مع الثلاثي المهدد بالسقوط صحيح أن الهزيمة عقدت وضعيتنا مجددا لكنها لن تحطمنا، ونحن متفائلون بتحقيق البقاء بالنظر إلى المردود الذي قدمناه أمام الوفاق، لذلك أقول إننا سنواصل اللعب بالطريقة نفسها أو أحسن في المباريات القادمة ونحصد جميع النقاط على ميداننا، كما أننا قادرون على العودة ببعضها من خارج الديار.
