سنة أخرى تمر على الثقافة في الجزائر و في جعبتها الكثير من الوعود المؤجلة و المشاريع التي لم تتحقق للقطاع، السنة التي شهدت الكثير من الأحداث و الفضائح أيضا استطاعت خلالها الثقافة أن تخرج إلى واجهات الصحف و تصنع الحدث في بلد كثيرا ما طغت فيه السياسة على كل شيء . السنة بدأت بصفعة الوزيرة لمدير التعمير بقسنطينة بعد خلاف حول ترميم قبر ماسينيسا بالخروب و انتهت بعودة اتحاد الكتاب إلى أروقة المحاكم و ما بينهما كان وعودا بمشاريع قوانين للسينما و الكتاب لم يتحقق منها شيئ حتى الآن في انتظار الحدث الكبير عاصمة الثقافة العربية . من ستار أكاديمي إلى عاصمة الثقافة العربية تميز هذا العام من الناحية الثقافية بالحرب التي أعلنتها الصحف و الإسلاميين في الجزائر على برنامج ستار أكاديمي و الذي اعتبر برنامجا منافيا لتقاليد الأسرة الجزائرية فضلا عن كون لأهداف التجارية هي التي كانت خلفه وتوقف البرنامج في نهاية المطاف تحت ضغط الشارع الإعلامي و السياسي إلى درجة وصول الأمر إلى قبة البرلمان . السنة لم تمر أيضا دون عودة الخلاف بين الإخوة الأعداء في اتحاد الكتاب الذي تسربت إليه رائحة الخلافات السياسية و عودة القرار إلى أبناء جبهة التحرير بعد إزاحة التجمع الديمقراطي من الواجهة السياسية ، فقررت جماعة الزبيري المحسوبة على الجبهة سياسيا تدبير انقلاب في قسنطينة على عز الدين ميهوبي شهرين فقط قبل انعقاد المؤتمر التاسع العادي لاتحاد فانعقد مؤتمر استثنائي بسكيكدة غير أن الجماعة الأخرى قررت إدخال القضية إلى أروقة المحاكم و تشميع الاتحاد الذي مازال إلى حد الساعة رهن التجاذبات القضائية بين الجماعتين حتى بعد أن قضت محكمة سيدي محمد لصالح جماعة سكيكدة. السنة أيضا لم تمر دون أن تقود الوزيرة حملة إعلامية واسعة للترويج لمشاريع قطاعها الذي عرفت ميزانيته هذا العام بعضا من الانتعاش فنزلت لأربع مرات متتالية ضيفة على فوروم التلفزيون و الإذاعة الوطنية و كانت أيضا نجمة الأحداث بعد قرارها بإقالة بشيشي من لجنة التحضير لعاصمة الثقافة العربية و تعويضه بكمال بوشامة الذي عاد إلى واجهة الأحداث و هذا بعد أن رفض وزير الإعلام الاسبق أن يبقى دون صلاحيات الصرف و التصرف في المال و رأى انه من حقه أن يعين بمرسوم رئاسي كما حسمت أيضا الوزيرة في قرار ترجمة كتب مليكة مقدم و ياسمينة خضرة في إطار التظاهرة ذاتها بحجة عدم تماشيها مع قناعات الشعب الجزائري . الحدث الثقافي الأهم في تاريخ الجزائر " عاصمة الثقافة " و الذي أسال الكثير من الحبر و أثار الكثير من النقاش لم يسلم أيضا من الصراعات و الاتهامات المتبادلة بين المعربين و المفر نسين . هذا الصراع الذي امتد إلى العديد من اللجان و المؤسسات الثقافية التي عرفت احتجاجات و رفع عرائض و المطالبة بلجان تحقيق مثل ما حدث في اللجنة السينمائية لعاصمة الثقافة العربية حيث أقدمت مجموعة من المخرجين و الفنانين على رفع عريضة إلى رئيس الجمهورية مطالبين بإعادة النظر في تسيير اللجنة و أمورها المالية نفس الاحتجاج عرفه المسرح الوطني و المعهد الوطني للموسيقي و المعهد الوطني للفنون الدرامية أدت في بعض الأحيان هذه الاحتجاجات إلى تدخل الشرطة غير أنها فشلت في النهاية في إقالة المسئولين أو إحداث التغيير . على مستوى آخر كانت سنة 2006 سنة الوعود المؤجلة و المشاريع الكبرى حيث سبق لوزيرة القطاع أن أعلنت عن مشاريع قوانين قالت أنها ستخرج للعلن قبل نهاية 2006 منها قانون الكتاب ،قانون السينما ،و القانون العضوي للفنان . غير انه لا شيء من ذلك تحقق كما كانت السنة أيضا سنة إطلاق المشاريع الثقافية حيث ستحتضن الجزائر المركز العربي للآثار ، و المكتبة العربية الجنوب أمريكية و متحف الفن المعاصر ، المركز الوطني لترميم الممتلكات الثقافية ، المركز الوطني للبحث في علم الآثار و متحف المنمنمات . من جهة أخرى عرفت الساحة الثقافية هذا العام عودة و ترسيم 29 مهرجانا وطنيا و دوليا منها " مهرجان الفن العيساوي ، الفن الأندلسي ، الأغنية الحضرية، الشعر النسوي، الراي ، السينما الامازيغية ، مهرجان المسرح المحترف، و مهرجان جميلة الذي صنع الحدث هذا العام بتضامنه مع لبنان في حربها الأخيرة و استضافته لمهرجان بعلبك .. كما تم أيضا استحداث عدة جوائز أدبية في الجزائر منها جائزة علي معاشي لأدب الشباب و جوائز رئيس الجمهورية المختلفة و التي ينتظر تسليمها في 2007 .إضافة لجائزة الهاشمي سعيداني للرواية التي أعلن عنها الروائي الطاهر وطار رئيس جمعية الجاحظية لتضاف بذلك لجائزة مالك حداد التي تنظمها الاختلاف و جائزة أبو ليوس للمكتبة الوطنية لتنظم بعد ذلك نقابة الناشرين إلى سباق الجوائز بإعلانها لأول مرة عن جائزة أحسن ناشر و جائزة أحسن مقال صحفي حول الكتاب و هذا في الوقت الذي عادت فيه جائزة المكتبيين هذا العام لأول مرة لكتاب بالعربية للروائي واسيني لعرج عن "كتاب الأمير ".في شأن الكتاب كان المعرض الدولي للكتاب هذا العام باهتا بعد أن قاطعته أهم الدول العربية، نفس الشيء عرفته الطبعة السادسة للمعرض الوطني الذي عرف هو أيضا مقاطعة واسعة . قومون .. غافراز.. وعودة السينما الكولونيالية . فيما ارتفع عدد دور النشر هذه السنة بدخول العديد من الناشرين الجدد إلى واجهة الأحداث مثل " منشورات ابيك " و " منشورات ألفا " كانت رابطة كتاب الاختلاف أول ناشر جزائري استطاع أن يدخل الكتاب الجزائري إلى لبنان و يدخل الكتاب المشرقي إلى الجزائر في إطار مشاريع النشر المشترك مع اللبنانيين و قريبا مع الايطاليين . الكتاب الجزائريون في الخارج كان لهم هذا العام نصيبهم من الظهور حيث افتك عمارة لخوص أفضل جائزة في ايطاليا و أحدثت تصريحات ياسمينة خضرة في معرض الكتاب الأخير عاصفة من الانتقادات بسبب روايته " الاعتداء " و قد سار أنور بن مالك في نفس الاتجاه بروايته " آه ماريا ". في مجال السينما كانت الجزائر مسرحا لعودة السينما الكولونيالية لكن بأسماء جزائرية هذه المرة حيث احدث فيلم بركات لجميلة صحراوي ضجة إعلامية بسبب تهجمه على الثورة و رموزها في نفس الاتجاه سار رابح زعميش بفيلمه " بلاد نامبر وان " و قد عرضت هذه الأفلام بالموازاة مع عودة الاهتمام الفرنسي بالسينما في الجزائر حيث عاد غوسطا غافراز من بعيد ومعه أحلام " السيد قومون بالاستثمار في الجزائر . سنة 2006 رحلت و في جعبتها الكثير من الوعود التي قد تعود حتما لواجهة الحدث الثقافي خلال 2007 الذي تستقبله الجزائر الثقافية، بكونها عاصمة للثقافة العربية و ما أدراك ما الثقافة العربية . صنعوا الحدث الثقافي في 2006 - وزيرة الثقافة بإقدامها على توجيه صفعة لمدير التعمير بقسنطينة بعد خلاف حول مشروع ترميم قبر ماسينيسا بالخروب . - واسيني لعرج أول كاتب معرب يحصل على جائزة المكتبيين عن روايته " كتاب الأمير ومسالك أبواب الحديد ". - لمين بشيشي رفض أن يساير وزيرة الثقافة في طريقة تسيير عاصمة الثقافة العربية و أصر على تعيينه بمرسوم رئاسي . - أنور بن مالك اصدر رواية " آه ماريا " التي وصفت بعض مقاطعها بالمعادية للدين الإسلامي . - ياسمينة خضرة أثارت تصريحاته و هجومه على الصحافة خلال معرض الكتاب الأخير جملة من الانتقادات و هو الذي خرج خالي الوفاض من سباق الجوائز الأدبية في فرنسا رغم أن روايته " الاعتداء " لم تمر دون أن تثير الكثير من الجدل . - الزهوانية عادت للغناء بنفس الهيئة و الأسلوب بعد الحج و كان ظهورها في مهرجان جميلة صدمة لدى الكثير من المتتبعين. زهيه منصر : zahiamancer@ech-chorouk.com