ذكرت يوم أمس مصادر إعلامية مغربية أن أزيد من 1000 مواطن جزائري يوجدون حاليا رهن الحبس بالمؤسسة العقابية لإقليم الناظور، وذلك منذ عدة أشهر، حيث ألقت مصالح الأمن القبض عليهم في فترات متباعدة من العام الماضي وأدخلتهم السجن بتهمة الهجرة السرية بعد ما أوقفتهم وهم يحاولون العبور بحرا نحو إسبانيا. وحسب جريدة "العلم" الصادرة أمس، فإن هؤلاء الحراڤة الجزائريين ليسوا الوحيدين فقط، داخل سجن الناظور، بل هنالك أيضا 2500 شخص من الدول الإفريقية جنوب الصحراء، و 700 آسيوي، و70 شخصا من جنسيات مختلفة، كما أسفرت هذه العمليات عن حجز عدد كبير من وساذل النقل من شتى الأنواع "حوالي 80 سيارة، و120 زورق مطاطي من نوع زودياك"، كانت تستعمل لتهريب المخدرات والهجرة السرية، إضافة إلى أزيد من 4000 سيارة، وحسب الجريدة المذكورة آنفا، فإن توقيف هؤلاء الحراڤة جاء عقب دوريات أمنية مشتركة نظمت على طول السياج الحدودي، الذي يفصل منطقة (فرخانة) عن مدينة مليلية التابعة للسلطة الإسبانية. وتأتي هذه المعلومات لتؤكد شكوك عشرات العائلات بولاية وهران تحديدا، والتي قالت ل "الشروق اليومي" أن "أبناءها ليسوا في إسبانيا ولم يغرقوا في البحر، لكنهم في سجون المملكة المغربية".. والباعث الأساسي لهذه الشكوك هو تلقي بعض العائلات لمكالمات هاتفية من أبنائها تحمل ترقيما دوليا يشير إلى إسبانيا.. وفي هذا الصدد، قال شاب وهراني رفض الكشف عن هويته خوفا على مصير شقيقه الحراڤ، أن هذا الأخير أبحر في أواخر شهر سبتمبر الفارط رفقة عدد كبير من أصدقائه، وقد تصادفت رحلتهم مع شهر رمضان، علما أن الانطلاقة كانت من شاطئ كريشتل.. "ومنذ ذلك اليوم لم يظهر خبر عنه حتي نشرت الشروق اليومي في عددها الصادر بتاريخ 4 نوفمبر الفارط صورة لعدد من الحراقة الموقوفين في إسبانيا، وقد كان جالسا بينهم داخل خيمة..!"، المثير للاستغراب أيضا، هو أن عددا كبيرا من العائلات الوهرانية زارت مكتب الشروق في عاصمة غرب البلاد، لتؤكد أن أبناءها المفقودين كانوا في نفس الصورة، وفي ذات الخيمة، بما يؤكد "أنهم مازالوا أحياء، وأن البحر لم يبتلعهم".. وقد كان القاسم المشترك بينهم جميعا أن كل هؤلاء الحراڤة خرجوا من الساحل الوهراني في ليلة واحدة، هي ليلة 26 إلى 27 سبتمبر الفارط؟! وعليه، تساءلت هذه العائلات إن كانت إسبانيا قد سلمت هؤلاء الجزائريين (ومعظمهم مراهقين وشباب في العقد الثاني من العمر) إلى المغرب، ومن ثم تم نقلهم إلى الناظور عن طريق مليلية.. وهو السيناريو الأقرب للحقيقة في ظل اختلاط هويات الحراڤة وحرصهم على تمزيق جميع الوثائق الدالة على جنسيتهم أو أسمائهم. قادة بن عمار