دعت منظمات الأسرة الثورية وشخصيات محلية بأدرار الرئيس بوتفليقة إلى فتح تحقيق عاجل وشامل حول كل الإصدارات التي تمس بالوحدة الترابية ورموز المقاومة الشعبية وثورة نوفمبر، في إشارة واضحة لكتاب صدر مؤخرا عن الوكالة الوطنية للنشر والإشهار تحت عنوان »لفتة الأنظار إلى ما وقع من النهب والتخريب والدمار بولاية أدرار إبان الاحتلال« لصاحبه عضو المجلس الإسلامي الأعلى وأحد أبرز شيوخ الزوايا بالولاية، وكذا كتاب »منطقة توات في مشروع التوسع الفرنسي بالمغرب« لصاحبه أحمد لعماري الفاسي، وقد تم الترويج للكتابين وتوزيعهما على نطاق واسع. واعتبرت المنظمات الموقعة على البيان ما جاء في الكتابين مؤامرة ضد الوحدة الترابية للجزائر وانسجاما مع مضامين الأهداف التوسعية المعتمدة لدى حزب الاستقلال المغربي الذي أسسه علال الفاسي ولا يعترف بجزائرية أقاليم توات والساورة وتندوف وتيدكلت بل ويذهب إلى أبعد من ذلك حيث يعتبر الصحراء المغاربية أرضا مغربية. وتساءلت المنظمات ذاتها عن المغزى الحقيقي لنشر مثل هذه النظريات التي تعكس تنامي نزعة مغربية المنطقة لدى البعض والجهل بالحقائق التاريخية لدى البعض الآخر، وحذرت من انتشار وتنامي ما وصفته بالأفكار والنظريات من خلال دراسات ومؤلفات مسمومة تروج لمغربية توات والمقتبسة من مصادر تمس بالسيادة والوحدة الترابية. وطالبت، على ضوء ما تشكله الأخيرة من خطر، بسحب كل المطبوعات والمؤلفات التي تمس بالثوابت والوحدة الوطنية ورموز المقاومة والثورة. وناشدت الرئيس وضع نص قانوني يجرم كل إساءة لوحدة البلاد وتاريخها الثوري. واختارت المنظمات الثورية والشخصيات الموقعة على البيان الرد في ذكرى يوم الشهيد لإعطاء القضية بعدا خاصا، علما أن الكتاب الذي أثار سخطها، وزع في احتفالات الذكرى ال52 لاندلاع ثورة نوفمبر. ومما جاء في كتاب »لفت الأنظار إلى ما وقع من النهب والتخريب والدمار بولاية أدرار إبان احتلال الاستعمار« لصاحبه الشيخ مولاي التهامي غيتاوي عضو المجلس الإسلامي الأعلى وشيخ زاوية بأدرار، أنه في العام 1845 حاول الفرنسيون احتلال فكيك لأن فكيك كانت تعتبر الباب الرئيسي للدخول إلى توات، غير أنهم تراجعوا عن احتلالها نظرا لموقف بريطانيا أمام الأطماع الفرنسية في توات. وقد عبّر الحاكم الفرنسي العام في الجزائر عن حسرته تجاه الموقف البريطاني المضاد لفرنسا حول فكيك (فڤيڤ) وتوات قائلا: أي، لو كان المغاربة وحدهم أمامنا يا ليت لو لم يكن المارد البحري الجبار يقف أمام طموحنا تجاه قلعة فكيك (فڤيڤ) التي تطل على توات (ص69). كما يتطرق الكاتب الى استغلال النزاع المسلح مع أولاد سيدي الشيخ واستخدام بعض زعمائهم للتدخل الفرنسي في توات، عقد اتفاقيات السلم والحماية الفرنسية مع القبائل الصحراوية بتوات (ص72). أرسل الضابط (Gonlonieu) إلى قبائل الصحراء رسائل باسم ممثل السلطان المغربي بهدف إغرائهم، غير أنهم أجابوه بعبارة ساخرة. حاول أهالي توات حماية أنفسهم باللجوء إلى الدول الاسلامية المجاورة وبالخصوص السلطان المغربي، إلا أن هذه الطريقة لم تنجح كذلك وباءت بالفشل (ص95). في حين راسل معظم سكان عين صالح سلطان المغرب الأقصى مولى عبد الرحمان يطلبون منه التدخل لحمايتهم من التهديد الفرنسي. (ص73) هذا وبخلاف ما جاء في الكتاب، فإن أبناء توات انتفضوا ضد الوجود الفرنسي ولم يوقعوا اتفاقيات الحماية وما معارك العرق الغربي الكبير واينغر وايقسطن ود خير دليل على ذلك. ب. العربي