كذبت جبهة البوليزاريو تصريحات وزير العدل المغربي، محمد بوزوبع، الذي اتهمها بأنها "تنسق نشاطاتها مع تنظيم القاعدة لزعزعة منطقة الساحل. وأكدت جبهة البوليزاريو، في بيان لها، نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، مساء أول أمس، أنها "تنفي نفيا قاطعا إدعاءات وزير العدل المغربي، وتعتبرها بأنها كذبة مثيرة للسخرية ورياء فاضح". ودعا البيان "النظام المغربي إلى وضع حد لمغامرته الاستعمارية في الصحراء الغربية، إنطلاقا من الشرعية الدولية، بدلا من استمراره في الهروب إلى الأمام ومحاولة تمويه فشله وارتباكه بالأكاذيب والمناورات الوهمية". وكان وزير العدل المغربي، محمد بوزوبع، صرح السبت المنصرم أن "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" (الجماعة السلفية للدعوة والقتال) وجبهة البوليزاريو، التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية وتكافح من أجل ذلك، "ينسقان نشاطهما بهدف زعزعة استقرار منطقة الساحل". وقال بوزوبع، في حوار إعلامي نشرته أسبوعية "الأيام"، بأن "هناك الآن تنسيق وتعاون بين القاعدة لا سيما الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية والسلفية الجهادية المغربية مع جبهة البوليزارو"(..)، وذكر بوزوبع أن التنسيق بين تنظيم "القاعدة" وجبهة البوليزاريو "تثبته تقارير من أجهزة الاستخبارت الدولية، لا سيّما الأمريكية". وجاء التكذيب الصحراوي لاتهامات وزير العدل المغربي في وقت أعلن فيه مستشار الملك المغربي عن استعداد المغرب لإعلان محتوى مشروع الحكم الذاتي بالصحراء الغربية أمام الأممالمتحدة، نهاية مارس الجاري أو بداية أفريل المقبل، وتعمل حاليا الرباط -حسب مراقبين- على تلطيخ جبهة البوليزاريو كحركة تحررية معترف بها، وذلك بتلوينها بألوان التنظيمات الإرهابية !. ويقوم رئيس جبهة البوليزاريو، محمد عبد العزيز، منذ الأربعاء الماضي، بزيارة لنيويورك، حيث أجرى يوم الخميس المنصرم محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ورئيس مجلس الأمن، سفير جنوب إفريقيا، دوميساني كومالي، وقد أوضح لهما بأن جبهة البوليزاريو "تعارض كليا" المشروع المغربي للحكم الذاتي في الصحراء الغربية، كما أجرى عبد العزيز محادثات مع ممثلي دول عدم الانحياز في مجلس الأمن. وتربط المملكة المغربية مشروع الحكم الذاتي وتجاوز مطلب الاستفتاء الخاص بتقرير المصير ب "تجنيب منطقة المغرب العربي ودول الساحل السقوط في مستنقع الإرهاب والجريمة المنظمة"(..)، وترى أوساط مراقبة بأن اختيار الحكومة المغربية هذا الوقت بالذات لاتهام البوليزايو ب "التنسيق" مع تنظيم "القاعدة"، ليس بريئا، وإنما يندرج في سياق محاولة الضغط على المجتمع الدولي و"تخويفه" بالتعامل أو مواصلة الاعتراف بالدولة الصحراوية التي تتبنى الكفاح المسلح والمقاومة لتحقيق استقلالها الشامل. ج. لعلامي:[email protected]