اتهمت المملكة المغربية، في مذكرة وجهتها إلى هيئة الأممالمتحدة، الأسبوع الجاري، الجزائر "بمسؤوليتها وتورطها في اندلاع واستمرار النزاع حول قضية الصحراء الغربية، على المستويات الديبلوماسية والعسكرية والإنسانية، وذلك عبر تحركاتها الميدانية ومواقفها في المنتديات الدولية"، وبالمقابل، دعت الرباطالجزائر إلى الدخول معها في مفاوضات لتسوية قضية الصحراء الغربية!. جمال لعلامي وفي سياق تطاولها وتحاملها الاستفزازي، قالت وكالة الأنباء المغربية بأن الجزائر "أقدمت مؤخرا على نشر مذكرة تكرر من خلالها ادعاءاتها التقليدية ومعارضتها لكل حل سياسي توافقي لهذا النزاع الإقليمي"، وذكر تقرير الأقلام الملكية المأجورة بأن الجزائر "ترفض الاستجابة لدعوة المبعوث الشخصي للأمين العام، بتير فان فالسوم، للانخراط في مفاوضات، وأن الجزائر تدعي لنفسها حق فرض أن يكون الموضوع الوحيد للمفاوضات التي يتملص منها هو تطبيق مخطط بيكر الثاني". المذكرة المغربية، إنطلاقا من ما أسمته "المأزق الحالي وجمود وتصلب الموقف الجزائري"، تتوهم بأن المملكة المغربية "إتخذت، إستجابة لدعوة مجلس الأمن، العديد من المبادرات، منها اقتراح حكم ذاتي قابل للاستمرار وذي مصداقية ونهائي، لفائدة كل سكان المنطقة، يمكنهم من تدبير شؤونهم في إطار سيادة المملكة المغربية ووحدتها الوطنية ووحدتها الترابية"(..)! . وجددت المذكرة الاستفزازية الجديدة التأكيد على "استعداد المغرب للتعاون مع الأطراف الأخرى (..) وكذا مع الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي من أجل إيجاد حل سياسي يقبله الجميع"، ولم تسمي المذكرة المقصود بعبارة: "الأطراف الأخرى"؟، ولهذه الغاية، أكد المغرب أنه "مستعد للانخراط بنية صادقة وعزم أكيد في مفاوضات معمقة بناءة بهدف المساهمة الفعلية في النهوض بهذا الحل وإنجاحه"!، وقالت المذكرة إن الرباط "عازمة على العمل لإيجاد تسوية عاجلة ونهائية لقضية الصحراء، وذلك بهدف إحياء دينامية الإندماج الإقليمي لما فيه صالح دول المنطقة"!. هذا، وفي الوقت الذي يتصاعد فيه تواطؤ بعض الدول، منها الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا، دعا المغرب في مذكرته، عشية انعقاد قمتها ال 61، الجمعية العامة لهيئة الأممالمتحدة، إلى "تحيين قرارها حول قضية الصحراء الغربية أخذا بعين الاعتبار التطورات الأخيرة التي عرفتها هذه القضية، مع ضرورة تجاوز المبادرات السابقة التي أضحت صعوبة تطبيقها وطابعها المتقادم، أمرا واضحا!. من جهة أخرى، قال سفير المغرب في القاهرة، محمد فرج الدكالي، إن "قطار اتحاد المغرب العربي متوقف الآن بسبب قضية الصحراء" (..)!، مشيرا في حوار أجرته معه صحيفة "الأهرام" المصرية، أن تسوية هذه القضية، من خلال "تطبيق مشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب، ستسهم بدون شكّ في تجاوز الجمود الذي يعرفه المغرب العربي"!، وقال "سفير صاحب الجلالة"، إن "ما نأمله هو أن يجلس معنا إخوتنا، جزائريين كانوا أو صحراويين، على مائدة واحدة لتسوية هذه المشكلة على أساس التصالح والتوافق والتعاون"، وأشار الديبلوماسي المغربي إلى أن العديد من الدول، من بينها إسبانيا وفرنسا "ترى أن تسوية قضية الصحراء لن تتم إلا من خلال مفاوضات ثنائية بين المغرب والجزائر"، متهما الجزائر "برفض ذلك بحجة أنها ليست طرفا في القضية"!. يُذكر أن جبهة البوليزاريو، أعلنت أول أمس أنها "لن تقبل مفاوضات مباشرة جديدة مع المغرب إلا إذا خصصت لإجراءات تطبيق استفتاء تقرير المصير طبقا للاتفاقيات المبرمة سابقا بين الطرفين سيما مخطط التسوية للأمم المتحدة لعام 1991 واتفاقيات هوستون"، وقال محمد سيداتي، وزير مستشار لدى الرئيس الصحراوي، في ندوة صحفية، إن البوليزاريو "لن تكون طرفا في أية مفاوضات ترمي إلى تكريس الأمر الواقع الاستعماري".