اقتحم في ساعة مبكرة من صباح أمس، عشرات الأفراد من الجالية الفلسطينية مبنى سفارة بلدهم الواقع بشارع فيكتور هيغو بالجزائر العاصمة، واحتلوا مختلف المكاتب والطوابق، محكمين قبضتهم على مقر السفارة الواقع بشارع فيكتور هيغو، كما منعوا السفير وبقية أعضاء السلك الدبلوماسي من الالتحاق بمكاتبهم، حيث صعدوا إلى سطح المبنى ورفعوا شعارات تطالب بالرحيل الفوري للسفير الفلسطيني حسين عبد الخالق والإفراج عن مرتبات الموظفين ومنح الطلبة التي تم تجميدها، وكذا رد الاعتبار للمفكر صالح عوض الذي تم توقيفه عن مهامه بقرار جائر، مرددين هتافات تدعو "للرحيل الفوري للسفير وأزلامه" وحاملين صور الرئيس محمود عباس والفقيد ياسر عرفات وذلك أمام حشد من الفضوليين والمارة، أين شهد المكان تعزيزات أمنية مشددة خوفا من انفلات الوضع. انتفض أمس، عشرات الفلسطينيين المقيمين في الجزائر على وضعيتهم المزرية التي يتخبطون فيها رفقة عائلاتهم جراء توقيف مرتباتهم ومنحهم، بالإضافة إلى سوء المعاملة التي يتعرضون لها من طرف السفير، حيث أكدوا في تصريح ل"الشروق اليومي "انه لا يستقبلهم وقام بطردهم بطريقة مهينة عدة مرات، وقال طالب جامعي فلسطيني ينحدر من مدينة غزة يزاول دراسته بالجزائر أن السفير الفلسطيني طرده من السفارة حينما طلب منه منح الدراسة، مؤكدا انه ابن شهيد ولن يقبل بهذه الإهانة، من جهة أخرى صرح موظف فلسطيني متزوج من جزائرية أن الجالية الفلسطينية المقيمة بالجزائر 95 بالمائة منها من غزة، وهم يرفضون هذا "الظلم والتسلط " الممارس عليهم، مؤكدا أنهم سيواصلون اعتصامهم لأسابيع وأشهر إلى غاية رحيل السفير. وقد ردد أفراد الجالية الفسلطينية المحتجون من فوق مبنى السفارة شعارات تطالب بالرحيل الفوري للسفير الفلسطيني حسين عبد الخالق، الذي منعوه من الالتحاق بمكتبه، أين فضل الجلوس بإحدى المقاهي المحاذية لمقر السفارة، ومن بين ما ردده المحتجون "يا بومازن يا حبيب ريحنا من هذا الذيب"، "غزة تظلم على أرض الجزائر"، الجالية تطالب بتغيير السفير حسين عبد الخالق وأزلامه"، "السفير يطلع برا" وغيرها مؤكدين أنهم مع الشرعية وليسوا ضد الرئيس الفلسطيني أو منظمة التحرير الفلسطينية، وأن "قضيتهم ليست مع الجزائر التي لم تقصر معنا بل مشكلتنا مع السفارة" . من جهته، أكد النقيب المتقاعد حسني أبو النصر وهو ممثل المحتجين في لقاء مع "الشروق اليومي"، بأن الجالية الفلسطينية من أبناء غزة المقيمة في الجزائر نفد صبرها قائلا "أننا نعاني من الظلم والجور سواء من حيث الرواتب والأجور أو منح الطلبة والتي تم تجميدها وأولادنا يطردون من السفارة كالكلاب وهم يعاملوننا كأننا إرهابيون أو عصابة.. "مستطردا بالقول "كان لنا أخ موظف في السفارة (يقصد الكاتب الصحفي الدكتور صالح عوض) يعتبر المتنفس الوحيد لشباب غزة، غير أننا تفاجأنا بقرار فوقي أرعن يقضي بتوقيفه وفصله عن العمل دون أي سبب يذكر.
أعوان الشرطة وأمن السفارة يحتجزون صحفي ومصور "الشروق" والسفير يهدد بمقاضاتهما تعرض الصحفي أحمد عليوة ومصور الشروق بلال زواوي لما يشبه الاستنطاق من طرف أعوان الشرطة الجزائرية وأمن السفارة، كما تم سحب بطاقتهما المهنية، واحتجازهما في فناء السفارة لما يقارب نصف ساعة، بحجة دخول مبنى السفارة دون إذن بعدها تقدم مسؤول امن السفارة وطلب من المصور حذف كل الصور التي التقطها، علما أننا طلبنا الإذن من أحد الموظفين الذي تجاهلنا وتهرب منا ورفض الإدلاء بأي تصريح أو على الأقل تحويلنا إلى القائمين على أعمال السفارة الفلسطينية بالجزائر، وبعدها تردد علينا الموظفون بالسفارة وصبوا علينا جام غضبهم كأننا ارتكبنا جريمة في حقهم، بينما اكتفى سعادة السفير بمشاهدة ما يجري على بعد أمتار منا ويقدم لهم التوجيهات وما يجب عمله معنا، ليتم في الأخير إعادة بطاقاتنا المهنية، حيث توعد السفير على لسان بعض الموظفين بمتابعتنا قضائيا لارتكابنا جرم اقتحام السفارة.