أعلنت شركة الطيران الجوي المدني بريتيش ايرويز البريطانية توقيف رحلاتها الى حاسي مسعود في الصحراء الجزائرية ابتداء من الاثنين المقبل عامين بعد افتتاح هذا الخط نحو حقول النفط و الغاز. و جاء هذا الانسحاب في مذكرة وجهتها أمس ادارة الشركة الى الزبائن و المساهمين كما تناقلتها الاوساط المالية في بورصتي لندن و نيويورك. و لم تقدم الشركة أي سبب لتخليها عن رحلاتها الى "عاصمة" البترول للجنوب الجزائري حيث اكتفت بارسال المدكرة الى جميع و كالائها. و أشارت المذكرة أنه تقرر توقيف الرحلات المبرمجة ابتداء من 25 مارس و طلبت الشركة من جميع الزبائن الذين قاموا بشراء التذاكر قبل 31 جانفي 2007 أو حجزها بعد هذا التاريخ المبرمج لاخر رحلة من مطار غاتويك الى حاسي مسعود الاتصال بالمصالح التجارية للشركة. و عليه اقترحت الشركة كما أضافت المذكرة على الزبائن الذين بحوزتهم تذاكر الرحلة أو دفعوا ثمنها عبر شبكة الانترنت أو حجزو للسفر الى حاسي مسعود القيام بحجز جديد نحو اتجاه أخر سواء نحو مطار الجزائر العاصمة أو أي مطار أخر من العالم ، كما اقترحت عليهم اعادة ثمن التذكرة لمن اشتارها قبل تاريخ 31 جانفي . و قد شقت بريتيش ايرويز طريقها الجوية الى الجنوب الجزائري مع تدفق الاستثمارات و تزايد الشركات الدولية العاملة في حقول النفط و الغاز و بالتالي كثرة العمالة الاجنبية لا سيما الاوروبية و الامريكية. و كانت بريتيش ايرويزتقل على وجه الخصوص عمال بريطانيين و أميركيين و كنديين لا سيما من بريتيش بتروليوم و هليبورتون و أنداركو و فيرست غالغاري بتروليوم . و تعد بريتيش ايرويز ثالث أهم شركة طيران في أوروبا بعد شركة اير فرانس الفرنسية و لوفتهانزا الالمانية . و كان المدير التجاري للشركة روبرت دويل قد أكد في تصريح سابق أن "حاسي مسعود تعد مركزا مهم لانتاج النفط و الغاز و قد بينت دراسات السوق للشركة بان ثمة طلب تجاري متزايد للسفر الى هذه المدينة للصحراء الجزائرية " . و قد شرعت بريتيش ايرويز في الرحلات الى حاسي مسعود انطلاقا من مطار غاتويك يوم 7 جوان 2005 مبرمجة رحلتين في الاسبوع يومي الثلاثاء والخميس على متن طائرة من نوع بوينغ 737 . و قد قررت الشركة البريطانية سحب رحلاتها من حاسي مسعود في الوقت الذي تناقلت فية أنباء عن احتمال تعرض طائرة تجارية تقل عمال أجانب لهجوم ارهابي . و كانت السفارة الامريكيةبالجزائر قد أصدرت يوم 12 مارس الجاري مدكرة تزعم فيها بان بحوزتها معلومات مؤكدة تشير إلى عزم مسلحين متطرفين يعتقد أنهم من تنظيم "قاعدة بلاد المغرب الإسلامي"، القيام بعملية إرهابية ستستهدف إحدى الرحلات التجارية التي تربط الجزائر بإحدى العواصم الأوربية ويكون على متنها رعايا وعمال من دول غربية. لكن مصادر في بورصة لندن و نيويورك أكدت أن سحب رحلة حاسي مسعود من رزنامة رحلات بريتيش ايرويز يخضع لمنطق تجاري محظ حيث إنه فضلا عن هذا الاتجاه فقد قامت في نفس الوقت المديرية التجارية لبريتيش ايرويز بالغاء الرحلات من غاتويك نحو ريغا عاصمة ليتوانيا و كذا الرحلات الداخلية انطلاقا من غاتويك نحو نيوكاستل في شمال انجلترا. و أعلنت الشركة حسب نفس المصادر أنها افتتحت بدلها أربعة خطوط جديدة للرحلات انطلاقا من مطار غاتويك باتجاه بورت اوف سباين عاصمة ترينيداد و توباغو و مدينة دريزدن الالمانية و سراييفو البوسنية و مدينة نيوكواي البريطانية . و ستشرع الشركة في ضمان هذه الرحلات ابتداء من نهاية شهر مارس. و كانت بريتيش ايرويز قد دشنت رحلاتها الى مطار هواري بومدين الدولي الجزائر يوم 5 جانفي 2004 برحلة كان على متنها 25 مسافرا قبل أن تبرمج خمس رحلات في الاسبوع و تنافس بالتالي الخطوط الجوية الجزائرية في نقل ما لا يقل عن 200 الف مسافر سنويا نحو لندن و الجزائر. و تزامن اقتحام بريتيش ايرويز السوق الجزائرية مع عودة شركات الطيران الاوروبية الى المطارات الجزائرية، بعد غياب دام عدة سنوات بسبب تدهور الاوضاع الامنية ،من بينها الخطوط الجوية الفرنسية و أليتاليا و ايبيريا و لوفتهانزا. كمال منصاري