عجزت مختلف الوسائل والإمكانات التي تدعي مختلف الإدارات المحلية تسخيرها لخدمة المواطنين، المنكوبين في القرى والمناطق المعزولة بفعل الثلوج في تيزي وزو، إلى الأهداف المسطرة لها ولم تتعد حدود المناطق الحضرية ومختلف مدن بلديات ودوائر الولاية. وبقي سكان القرى والمداشر النائية على مدار أسبوعين كاملين، يصارعون البرد والبقاء في عزلة تامة، طرق مقطوعة، ندرة في قارورات غاز البوتان، تيار كهربائي متقطع على مدار أيام، محلات تجارية فارغة وغيرها من مظاهر المعاناة. الشهادات التي تحصلت عليها الشروق اليومي من سكان أعالي ولاية تيزي وزو على غرار كل من (عين الحمام، إيفرحونن، إيليلتن، واضية، واسيف، بني يني، إيبودرارن، بوزقان، بني زيكي، إيعكوران وغيرها)، تؤكد أنه لم يصلهم لحد ساعة كتابتنا هذه الأسطر، أي شيء من الوسائل والإمكانات، التي زعم المسؤولون المعنيون على أمواج الإذاعة المحلية بأنهم وفروها لهم. وفي مناطق أخرى على غرار (ماكودة، واقنون، ميزرانة، تالة عثمان، بوجيمة وغيرها)، لم يجد المواطنون من سبيل أمام الكارثة التي حلت بهم، سوى استلاف الغاز والحطب والمؤونة الغذائية من بعض ميسوري الحال الذين تمكنوا في الأيام الأولى من العاصفة الثلجية من اقتناء كميات معتبرة من الضروريات. في حين اضطر أول أمس الأول، سكان ذراع بن خدة وحي "تيزي بوشن" بعزازقة، إلى قطع الطريق من أجل مطالبة تدخل مصالح سونلغاز لإعادة تزويدهم بالتيار الكهربائي. كما كان حال سكان قرية "آيت إيخلف" ببوزقان، والذين قاموا بغلق مقر البلدية من أجل طلب تسخير الوسائل اللازمة لفك العزلة عنهم. حتى مصالح الجيش الوطني الشعبي التي تدخلت بعد قرابة عشرة أيام من العاصفة، لم تتمكن بعتادها من فك العزلة إلا على بعض المناطق في الولاية، في حين ما تزال العديد من القرى والمداشر إلى غاية اليوم تنتظر الخلاص من رب السموات، الذي يقدر بقدرته على فك الغبن عن جميع المخلوقات.