ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    بوريل: مذكرات الجنائية الدولية ملزمة ويجب أن تحترم    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    انطلاق الدورة ال38 للجنة نقاط الاتصال للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء بالجزائر    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    السيد ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بلكحلة راسل هيشور بشأن العقوبات التي تعرض لها دون أن يتدخل
نشر في الشروق اليومي يوم 13 - 03 - 2007

عكس ما كان مقررا، لم تستأنف الجلسة المقررة لمواصلة النظر في قضية تبديد أموال عمومية بمؤسسة اتصالات الجزائر، إلا في حدود الساعة العاشرة والنصف، ودخل القاضي، رئيس الجلسة، القاعة مبتسما، لتنطلق كاتبة الضبط في استدعاء المتهمين الموقوفين، وتم استئناف الجلسة باستجواب‮ المتهم‮ (‬ع‮. فاروق‮)‬،‮ قابض‮ بريد‮ بوكالة‮ بريد‮ بن‮ عكنون‮ متابع‮ بجنحة‮ استغلال‮ منصبه‮ والاستفادة‮ من‮ امتيازات.
-‬‮ كيف‮ تم‮ صرف‮ شيك‮ بأكثر‮ من‮ 5‮ آلاف‮ دج؟
‮- - كانت‮ باعتماد‮ نظام‮ الصرف‮ من‮ حساب‮ جاري‮ إلى حساب‮ آخر؟
‮- ألا‮ تعتقد‮ أن‮ القانون‮ يمنع‮ ذلك،‮ أنا‮ شخصيا‮ أتلقى معارضة‮ عند‮ محاولتي‮ صرف‮ شيك‮ بأكثر‮ من‮ 20 ألف‮ دج،‮ ويتم‮ توجيهي‮ إلى‮ الوكالة‮ الرئيسية،‮ كيف‮ تفسر‮ خروج‮ صكوك‮ بأسماء‮ وسحبها‮ أشخاص‮ آخرون؟
‮- -...‬
‮- أكون‮ دقيقا،‮ كيف‮ يأتيك‮ "‬ف‮" لسحب‮ شيك‮ باسم‮ شخص‮ آخر‮ ب‮ 7‮ مليون‮ دج؟
‮- -.. كان‮ هو‮ حامل‮ الصك‮ البريدي،‮ ربما‮ صاحبه‮ يكون‮ مشغولا‮.‬
‮- القانون‮ قانون‮.. والله‮ العظيم،‮ لم‮ يتم‮ صرف‮ لي‮ شيك‮ أبدا‮ بمبلغ‮ يفوق‮ 20 ألف‮ دج‮.‬
‮-- قمت‮ بذلك‮ بحسن‮ نية‮..‬
‮- أنا‮ أحدثك‮ عن‮ الجرائم‮ المادية‮.. في‮ القانون‮ لا‮ توجد‮ حسن‮ نوايا‮.. أنت‮ تعرف‮ "‬ف‮" يصول‮ ويجول‮ من‮ الشراقة‮ إلى‮ بن‮ عكنون‮.. كيف‮ تفسر‮ تردد‮ المقاولين‮ "‬ف‮"‬،‮ "‬ب‮"‬،‮ "‬ل‮" على وكالتك‮ دائما؟
‮-- لأني‮ أقوم‮ بخدمات‮ جيدة‮.‬
‮- إجابة‮ ذكية‮! (‬يعلق‮ رئيس‮ الجلسة‮)‬،‮ ماذا‮ عن‮ علاقتك‮ ب‮ "‬ف‮" المقاول‮ المدلل؟
‮-- أعرفه‮ كمقاول‮.. وزبون‮.‬
‮- والمقاول‮ "‬ك‮"‬،‮ تعرفه‮ معرفة‮ شخصية‮ أم‮ هو‮ مقاول‮ مدلل‮ تقدم‮ له‮ تسهيلات‮.‬
‮-- كان‮ مقاولا،‮ يقول‮ لي‮ صباح‮ الخير‮.‬
يعلق‮ القاضي‮ مجددا‮:
- حتى أنا قلت لكم صباح الخير، وينادي على المقاول "ف" بشأن مكالمة هاتفية "لتوصية" القابض البريدي بتسهيل الأمور لصالحه، لكنه ينكر ذلك ويلاحظ القاضي أن ذلك يناقض تصريحاته في محضر الضبطة القضائية، ويعود إلى قابض البريد:
‮- القانون‮ قانون،‮ أنت‮ لا‮ تعيش‮ في‮ عالم‮ وحدك،‮ السؤال‮ الذي‮ يحيرني،‮ كيف‮ تشرفك‮ الدولة‮ بمنصب‮ وأنت‮ لا‮ تؤدي‮ مهامك،‮ كيف‮ تفسر‮ صرف‮ شيك‮ "‬ك‮" عدة‮ مرات؟
‮-- لا‮ علم‮ لي‮ بذلك‮...‬
‮- لكن‮ لدي محضر‮ الضبطية،‮ تم‮ اطلاعك‮ على شيك‮ (‬CCP‮) تم‮ صرفه‮ عدة‮ مرات؟
‮--.. هناك‮ شيك‮ واحد،‮ عليه‮ إمضاء‮ واحد‮..‬
‮- كيف‮ تفسر‮ تعامل‮ "‬ك‮" معك‮ بعد‮ تحويلك‮ من‮ الشراڤة‮ إلى‮ بن‮ عكنون؟
‮-- هو‮ زبون‮..‬
‮- أنا‮ أفهم‮ هنا‮ أنك‮ تعمل‮ "‬كيما‮ تحب‮"‬،‮ لست‮ مقيدا‮ بالقوانين‮ والتنظيمات‮!‬
يتدخل‮ ممثل‮ النيابة‮ العامة‮:‬‮- أنت‮ تناقض‮ تصريحاتك‮ لدى الضبطية‮ وقاضي‮ التحقيق؟
‮-- لقد‮ تعرضت‮ لضغوطات‮..‬
‮- هل‮ تعرضت‮ للضرب؟‮.. للتهديد؟
‮-- لا‮.. لا‮..‬
‮- كيف‮ تفسر‮ صرف‮ شيك‮ للمدعو‮ بوعكازة؟
‮-- لا‮ أعرفه‮..‬
‮- كيف‮ إذن‮ تمنح‮ المال‮ ل‮ "‬ب‮"‬؟
‮-- هو‮ حامل‮ الشيك
‮- وصرف‮ شيك‮ ب‮ 677‮ مليون‮ للمدعو‮ سنوسي‮ العربي،‮ وتصرح‮ أنك‮ لا‮ تعرفه؟
‮-- صرفت‮ لحامل‮ الشيك‮ "‬ف‮".
‮- بدون‮ وكالة‮.. هذا‮ غير‮ ممكن،‮ يجب‮ أن‮ يكون‮ مرفوقا‮ بضمانات،‮ هذا‮ "‬ماشي‮ نورمال‮"..‬
وحاول دفاع المتهم، خلال استجواب موكله، التركيز على غياب أي تقرير يشير إلى تجاوزات تكون قد وجهت له من طرف لجان التفتيش الموفدة إلى وكالة البريد التي كان يعمل بها. ويتدخل ممثل النيابة مجددا لرفع تناقض تصريحه مع ما ورد في محضر قاضي التحقيق ليجيب المتهم: قاضي التحقيق‮ هو‮ "‬اللي‮ حصلني‮"..‬
ينادي‮ القاضي‮ على‮ المتهم‮ (‬ف‮.‬ محمد‮) مقاول،‮ دخل‮ عالم‮ المقاولات،‮ وعمره‮ لا‮ يتجاوز‮ 20‮ عاما،‮ "‬أنت‮ ولدت‮ وملعقة‮ ذهبية‮ في‮ فمك‮".‬
(يدخل في هذه الأثناء، الأستاذ ميلود براهيمي، وهو يضع على رأسه قبعة رياضية، يوجه له القاضي ملاحظة: "يا أستاذ براهيمي، أين هي الشمس، اليوم ممطر"، يتدارك الأستاذ ويقدم اعتذاره لهيئة المحكمة بأدب).
‮- هناك‮ تضارب‮ وفارق‮ كبير‮ بين‮ الفواتير‮ وتقرير‮ الخبرة،‮ خاصة‮ فيما‮ يتعلق‮ بشراء‮ المكيفات‮ الهوائية،‮ كيف‮ تفسر‮ ذلك؟
‮-- الأسعار‮ تخضع‮ للنوعية‮..‬
‮- لا‮ أجد‮ لديك‮ أي‮ مؤهل‮ يدرجك‮ ضمن‮ أهل‮ الاختصاص،‮ أنت‮ لست‮ مهندس‮ بناء،‮ أو‮ مختصا‮ في‮ التبريد،‮ في‮ الوقت‮ الذي‮ يوجد‮ العديد‮ من‮ المقاولين‮ من أهل‮ الاختصاص‮ "‬مڤاريين‮".
‮-- أنا‮ لا‮ أرفض‮ أي‮ عمل‮ وفي‮ أية‮ جهة‮.. أتنقل‮ إلى أي‮ مكان‮.‬
‮- أنت‮ تعمل‮ ب‮ "‬البورتابل‮"‬،‮ أمير‮ في‮ مملكة‮ تجهل‮ ما‮ يجري‮ فيها‮.. الله‮ أنعمك‮ بنعم‮ المشاريع‮ في‮ "‬اتصالات‮ الجزائر‮"‬،‮ كنت‮ تستعمل‮ سجلا‮ تجاريا‮ باسم‮ أفراد‮ عائلتك؟
‮-- كانوا‮ على علم‮ بذلك‮..‬
‮- وكنت‮ تسحب‮ أيضا‮ الأموال‮ بأسمائهم؟
‮-- (‬ف‮. عبد‮ الوهاب‮) قابض‮ البريد،‮ كان‮ يشاهدهم‮ معي،‮ ولذلك‮ كان‮ يصرف‮ الشيكات‮.‬
‮- كم‮ مشروع‮ أشرفت‮ على إنجازه‮ لصالح‮ "‬آلجيري‮ تيليكوم‮"‬؟
‮-- عدة‮ مشاريع‮.. لا‮ أذكر
‮- أنت‮ كنت‮ المقاول‮ المدلل،‮ تمنح‮ لك‮ "‬المشاريع‮ الڤادرة‮"‬،‮ كيف‮ كنت‮ تحدد‮ الأسعار؟
‮-- كنت‮ أعرض‮ أسعارا‮ معقولة‮ وسرعة‮ الإنجاز‮.‬
‮- كيف‮ تفسر‮ ضخامة‮ المشاريع،‮ وقبض‮ الثمن‮ دون‮ إنجاز؟
‮-- هذا‮ لم‮ يحدث‮.‬
‮- هذا‮ تراجع‮ عن‮ أقوالك‮ أمام‮ قاضي‮ التحقيق؟
‮-- لقد‮ مارس‮ علينا‮ ضغطا‮ نفسيا‮..‬
‮- كيف‮ تفسر‮ وجود‮ 3‮ ملفات‮ لمشروع‮ واحد،‮ مؤرخة‮ ومتوفرة‮ لدينا؟
‮-- ...‬
‮- ألا‮ تعتبر‮ وجود‮ 3‮ سجلات‮ تجارية‮ لشخص‮ واحد،‮ تحايلا‮ على القانون؟
‮-- كان‮ بقصد‮ المساعدة‮.‬
ويتدخل‮ ممثل‮ النيابة‮ العامة‮ مجددا‮:‬
‮- كم‮ بلغت‮ قيمة‮ مستحقاتك‮ عن‮ المشاريع‮ التي‮ أنجزتها‮ لصالح‮ "‬آلجيري‮ تيليكوم‮"‬؟
‮-- لا‮ أذكر‮.‬
‮- حوالي‮ 12‮ مليار‮ سنتيم؟
‮-- "‬هكذاك‮".‬
‮- أنت‮ كنت‮ تعاين‮ مشاريعك‮ يوميا،‮ كم‮ عدد‮ المشاريع‮ في‮ اليوم‮ الواحد‮ التابعة‮ لك؟
‮-- حوالي‮ 3‮ مشاريع‮ يوميا‮.‬
‮- كم‮ عامل‮ كان‮ لديك،‮ وكم‮ كانت‮ مدة‮ إنجاز‮ مشروع‮ ما؟
‮-- حوالي‮ 100‮ عامل،‮ والمدة‮ عامين‮.‬
‮- أتجد‮ طبيعيا‮ ومنطقيا،‮ أن‮ يكون‮ لديك‮ 100‮ عامل‮ لإنجاز‮ مشاريع‮ وتتقاضى‮ 12‮ مليارا‮ خلال‮ عامين‮.. هل‮ أنجزت‮ كل‮ المشاريع؟
‮-- طبعا‮.‬
‮- هل‮ تؤكد‮ تصريحك‮ لدى‮ الضبطية‮ بخصوص‮ وجود‮ توقيع‮ مزور‮ لك‮ على‮ محاضر‮ استلام؟
‮-- أجل‮.‬
ويطلع‮ ممثل‮ النيابة‮ العامة‮ المتهم‮ ودفاعه‮ على وثائق،‮ تكشف‮ العلاقة‮ بين‮ المقاول‮ ومتهمين‮ آخرين‮ منهم‮ (‬يوسف‮. ل‮)‬،‮ (‬ل‮. م‮. كريم‮)‬،‮ إضافة‮ إلى‮ وجود‮ توقيعين‮ على وثيقة‮ واحدة‮.
ويتدخل‮ الأستاذ‮ ميلود‮ براهيمي،‮ ثائرا‮ للاحتجاج‮ على استجواب‮ المتهم،‮ مؤكدا‮ أنه‮ من‮ حق‮ المتهم‮ الإجابة‮ أو‮ الرفض،‮ لكن‮ رئيس‮ المحكمة،‮ يتمسك‮ بسير‮ الأمور‮ بصفة‮ عادية،‮ وأنه‮ لم‮ يتم‮ خرق‮ القانون‮.‬
‮- أنا‮ القاضي،‮ أسير‮ الجلسة‮ وأراقب‮ سير‮ الأمور،‮ كما‮ أن‮ المتهم‮ ليس‮ موكلك‮ يا‮ أستاذ،‮ أنت‮ تضيّع‮ وقت‮ الزملاء،‮ أنا‮ السيد‮ في‮ الجلسة،‮ ووكيل‮ الجمهورية‮ احترم‮ القانون‮.‬
يتمسك‮ الأستاذ‮ براهيمي‮ بموقفه‮: وكيل‮ الجمهورية‮ خرق‮ القانون،‮ وأنا‮ أرافع‮ لصالح‮ العدالة‮.
بعد تلاسن دام ربع ساعة، يستأنف ممثل النيابة العامة استجوابه للمتهم (ح. ا) مدير المديرية الفرعية للخزينة، الذي شرح سير عملية توقيع الصكوك، وأخلى مسؤوليته من تسليم الصكوك، وأنكر المتهم (ل. م. كريم) مدير المباني، أن يكون قد وقّع على بعض الفاتورات التي تحمل إمضاءه‮ المزوّر‮.‬
وفي حدود الساعة منتصف النهار ونصف، يتم استجواب المتهم (ك. عبد الكمال) مقاول متابع بجنحة، الذي كان يشتغل بسجل تجاري باسم ابنه، حيث كان يتقاضى مستحقاته قبل إنجاز المشاريع مقابل محاضر استلام مشاريع، حيث تسلم مبلغ 7.6 مليون دج، عن إنجاز مشروع "سيكلي" الخاص بتهيئة مركب عيسات إيدير بالعاصمة، دون أن ينجز هذا المشروع أصلا، وبرّر ذلك بأنه كان قد أوقف الأشغال، لكن القاضي أشار إليه أنها ليست إجابة مقنعة، وهو ما أكده المتهم (م. خليل) خلال مواجهته، حيث أكد أن "هذا المشروع لا وجود له"، وهو ما أشار إليه تقرير الخبرة، كما استلم‮ 7.‬5‮ مليون‮ دج‮ و7.‬4‮ مليون‮ دج‮ مقابل‮ إنجاز‮ مشاريع‮ "‬في‮ طور‮ الإنجاز‮" أو‮ "‬لم‮ تنجز‮ أبدا‮"‬،‮ و2‮ مليون‮ دج‮ لوضع‮ واصل‮ من‮ الألمنيوم‮.‬
وكان في تلك الأثناء، يختلس وارث ابراهيم، الرئيس المدير العام لمؤسسة "اتصالات الجزائر" باتجاه أفراد عائلته الحاضرين في القاعة، زوجته وابنته، يبتسم لهم، وقد غزا الشيب شعره وفقد كثيرا من وزنه، واختار في اليوم الثاني من الجلسة أن يرتدي معطفا زبدي اللون بدل البدلة‮ الرمادية‮ التي‮ كان‮ يلبسها‮ في‮ أول‮ جلسة‮.‬
وأشار رئيس الجلسة، على صعيد آخر، إلى أن أعضاء هيئة الدفاع بإمكانهم الاطلاع على الملف الكامل للقضية بطلب منهم، بعد أن سجل هؤلاء عدم توفرهم على وثائق تستند إليها النيابة، خاصة تقرير الخبرة، قبل أن يستدعي آخر متهم، لغلق باب الاستجوابات، وهو المدعو (ب. احسن) مقاول، استغل المقاول السابق (ك. عبد الكمال) سجله التجاري لإنجاز مشاريع، أنكر اطلاعه عليها واستلام مستحقاتها، لكنه انتهى بالاعتراف باستلامه 7.5 مليون و7.3 مليون دج على مرتين من خلال شيكين منفصلين، ليتم غلق ملف استجواب المتهمين في حدود الساعة الثانية، إلا ربع،‮ بعد‮ منتصف‮ النهار،‮ في‮ انتظار‮ السماع‮ إلى‮ 39‮ شاهدا‮ في‮ الجلسة‮ المسائية‮.‬
إطارات‮ في‮ "‬آلجيري‮ تليكوم‮" يعترفون‮:‬
‮- الموافقة‮ على ملفات‮ تحمل‮ توقيع‮ وارث‮ في‮ غياب‮ تأشيرة‮ الصفقات
‮- الخلل‮ في‮ عيسات‮ إيدير‮ كان‮ على مستوى‮ المديرية‮ العامة
أشار المتهم الموقوف (ح.إ) المدير الفرعي للخزينة بمؤسسة اتصالات الجزائر، أن تأشيرة الرئيس المدير العام للمؤسسة، كانت لها نفس صلاحية تأشيرة الصفقات، وقال خلال استجوابه مساء أول أمس، بعد استئناف الجلسة في حدود الساعة السابعة والربع مساء، بعد فترة راحة لمدة 45 دقيقة، بقرار من هيئة المحكمة، أنه كان يقوم بالتخليص على الملفات التي تحمل تأشيرة الصفقات، وفي غيابها، "تكون حتما هناك تأشيرة السيد وارث الرئيس المدير العام"، وجاء ذلك في سياق رده على أسئلة القاضي، الذي طلب منه توضيحات وتفسيرات بشأن تمرير 17 ملفا خاصا بنفس‮ المقاول‮ "‬ف‮" للتخليص،‮ حيث‮ سأله‮ القاضي‮:
‮- أنت‮ كنت‮ تطلع‮ على جميع‮ الملفات،‮ ألم‮ تلاحظ‮ تردد‮ إسم‮ نفس‮ المقاول‮ بإفراط‮ كل‮ مرة‮ لتسديد‮ مستحقات‮ المشاريع؟
‮-- الملفات‮ الواردة‮ للتخليص،‮ كانت‮ عليها‮ توقيعات‮ تأشيرة‮ الصفقات،‮ أو‮ إمضاء‮ المدير‮ العام،‮ مستحيل‮ أن‮ نقوم‮ بالتخليص‮ في‮ غياب‮ التأشيرتين‮.‬
يتوجه‮ ممثل‮ النيابة‮ العامة‮ للمتهم‮ وارث‮ إبراهيم،‮ الرئيس‮ المدير‮ العام‮ بالسؤال‮:‬
‮- إذن،‮ أنت‮ من‮ وقعت‮ على 17‮ ملفا‮ خاصا‮ بالمقاول‮ "‬ف‮"‬؟
‮-- أبدا‮.. أنا‮ لم‮ أوقع‮ على أي‮ ملف‮ (‬وكان‮ مدير‮ المالية‮ (‬س‮.‬س‮) قد‮ تحدث‮ عن‮ وجود‮ خانة‮ خاصة‮ بوارث‮ وسبق‮ أن‮ أن‮ أشر‮ بالموافقة‮ على‮ ملفات‮ مرفوضة‮ سابقا‮).‬
ويعود‮ ممثل‮ النيابة‮ للمدير‮ الفرعي‮ ويواجهه‮ بإجابة‮ هذا‮ الأخير،‮ لكنه‮ يتمسك‮ بموقفه‮:‬
‮-- لا‮ يمكن أبدا‮ تمرير‮ ملف‮ دون‮ إمضاء‮ الرئيس‮ المدير‮ العام‮ في‮ غياب‮ تأشيرة‮ الصفقات‮.‬
‮- لكن‮ حدث‮ أن‮ اتصل‮ به‮ سكرتير‮ الرئيس‮ المدير‮ العام‮ بشأن‮ تعليمات‮ لتمرير‮ ملفات؟
‮-- ليس‮ هكذا،‮ بل‮ للاستفسار‮ عن‮ ملفات‮ تكون‮ عالقة‮ على مستوى‮ المديرية‮ الفرعية‮ لمدة‮ 6 أشهر،‮ فعلا‮ أقوم‮ بالبحث‮ عنها‮ لكني‮ لا‮ أجدها‮ على‮ مستواي‮.‬
مدير‮ المباني‮: كنا‮ نتابع‮ المشاريع‮ من‮ "‬برّا‮" ولا‮ نعرف‮ ما‮ بالداخل
ويطرح‮ عليه‮ مجددا‮ بشأن‮ علاقته‮ بالمقاولين‮ المستفيدين‮ من‮ امتيازات
‮-- لا،‮ سيدي،‮ أنا‮ لا‮ أعرفهم،‮ ولا‮ يمكن‮ أن‮ أربط‮ علاقة‮ معهم‮ بحكم‮ مهامي‮...‬
‮- أنت‮ تعرف‮ توقيع‮ (‬س‮.‬س‮) مدير‮ المالية،‮ كيف‮ تفسر‮ وجود‮ توقيع‮ "‬ب‮" المزور‮ على بعض‮ الملفات‮ التي‮ قمت‮ بتخليصها؟
‮-- أنا‮ أمرر‮ الملف،‮ عندما‮ ألاحظ‮ أن‮ المعلومات‮ متوفرة‮ والرصيد‮ إيجابي،‮ حينها‮ أقوم‮ بالتوقيع‮..‬
‮- لكن‮ من‮ حقك‮ وواجبك‮ الرفض‮ والمعارضة،‮ لا؟
‮-- أجل،‮ قمت‮ بذلك‮ عندما‮ وردت‮ إلينا‮ فاتورة‮ شواء اللحم،‮ كانت‮ مضخمة،‮ وخيالية،‮ أحلتها‮ على مسؤولي‮ المباشر‮ مدير‮ المالية،‮ وتم‮ رفضها‮..‬
لكن‮ القاضي،‮ رئيس‮ الجلسة‮ يعلق‮ بالقول‮:
‮- أنتم‮ لم‮ تقوموا‮ بمهامكم‮ الإدارية،‮ المهم‮ لديكم‮ لم‮ يكن‮ المراقبة‮ والمتابعة،‮ بل‮ إخراج‮ المال‮ ودفع‮ مستحقات‮ المقاولين؟‮!‬
قبل أن ينادي على المتهم السابع من مجموع 11 متهما موقوفا، وهو المدعو (ب. جلول) مدير جهوي بمؤسسة "آلجيري تليكوم"، الذي شدد طيلة استجوابه، على أنه كان يراقب ويتابع المشاريع المبرمجة، وعندما طرح عليه القاضي نفس السؤال:
‮- من‮ الصدفة‮ أنكم‮ تركزون‮ جميعا‮ على نفس‮ المقاول؟
‮-- ليس‮ من‮ صلاحياتنا‮ اختيار‮ المقاول،‮ لكن‮ (‬ك‮. عبد‮ الكمال‮) قام‮ بإنجاز‮ مشاريع‮ بطريقة‮ جيدة‮ جدا،‮ القانون‮ لا‮ يخول‮ لي‮ التعامل‮ المباشر‮ مع‮ المقاول‮.‬

- أنت‮ طلبت‮ مراقبة‮ أشغال‮ ترميم‮ مركب‮ عيسات‮ إيدير،‮ شخصيا؟
‮-- أجل،‮ وكنت‮ أتابع‮ الأشغال‮...‬
‮- كيف‮ تفسر‮ وجود‮ مشاريع‮ وهمية؟
-- سيدي القاضي، من الخارج كانت تظهر ورشة أشغال انجاز المشروع، ظاهريا، لكن لا أعرف ماذا يحدث بالداخل، وأنا لا أملك الحق في الاطلاع على ذلك، ما أؤكده أن المشاريع التي كانت تحت مسؤوليتي أنجزت وتحققت، لكن الخلل يكمن على مستوى المديرية العامة وليس لي الحق في التدخل‮.‬
وتم رفع الجلسة في حدود الساعة الثامنة مساء، باتفاق بين أعضاء هيئة الدفاع وهيئة المحكمة بإرجاء المرافعات والتماسات النيابة والسماع للشهود إلى يوم أمس، الذي خصص فقط للنظر في هذه القضية، وقد برزت خلال استجواب المتهمين التصريحات المتناقضة بعد أن نفى مدير المالية (س.س) وجود خلافات مع م. بلكحلة، مدير لجنة الصفقات، الذي راسل الرئيس المدير العام كتابيا بهذا الشأن، وهو ما أكده إبراهيم وارث خلال بداية استجوابه قبل أن يستدرك بالقول "كنت أطلب منه تقديم رفض قانوني، ومؤسس، وأعلمته أنه إن لم يقدم أسبابا مقنعة، لن ترفض المناقصة‮" في‮ محاولة‮ لتبرير‮ عدم‮ الأخذ‮ بملاحظاته‮.‬
محكمة‮ الحراش‮: نائلة‮. ب:[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.