صنع مرور الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي بمقر جريدة الشروق اليومي الحدث خاصة على مستوى المغرب العربي، حيث خصت وسائل الإعلام التونسية المقروءة والمسموعة والمرئية تكريمه بكثير من التغطية والتعليق، معتبرة تواصل الرئيس التونسي مع الجزائريين إعلاميا وعبر أكبر الصحف الجزائرية والمغاربية أسلوب سياسي جديد تمنت أن يسري في دواليب العمل السياسي المغاربي والعربي على العموم. لكن أهم ما لفت مختلف المواقع العربية والعالمية هو دموع الرئيس التونسي، خاصة أن البكاء صار عملة نادرة بالنسبة للرؤساء لأن معظمهم ديكتاتوريون هم من يصنعوا الدموع لشعوبهم، كما هو حاصل في الكثير من البلدان العربية في الوقت الحالي، وثمّن الكثيرون دموع الدكتور منصف المرزوقي التي زادته رجولة لأن العظماء هم من يحسّوا بالأفراد الأيتام والفقراء فيذرفون الدموع كما فعل المرزوقي وهو يتفرج على شريط فيديو في مقر الشروق اليومي لوالدة البوعزيزي. رؤساء الولاياتالمتحدةالأمريكية ورغم أنهم أكثر زعماء العالم تسببا في المآسي يوجد عدد كبير منهم ذرف الدموع ومنهم الرئيس جورج بوش الابن الذي بكى عقب أحداث الحادي عشرة من سبتمبر، وهو البكاء الذي حوّله إلى دموع في الجهة الأخرى في العراق وفي أفغانستان، حيث بكى الملايين ومازالوا يبكون كما بكى آية الله الخميني في فيفري 1979 وهو يعود إلى طهران في سن الثمانين بعد سنوات من المنفى، وبكى حسن نصرالله عندما علم بمقتل ابنه من طرف الصهاينة في الحرب الأولى بين حزب الله وإسرائيل من أجل تحرير جنوب لبنان، أما من الرؤساء الجزائريين فإن دموع الرئيس بوتفليقة وهو يقرأ التأبينية الشهيرة على روح الرئيس الراحل هواري بومدين ويقول "إنا على عهدك سائرون مازالت في الأذهان" كما أن عشاق اليوتوب ينقلون فيديو للرئيس الراحل هواري بومدين في خطاب يعود إلى عام 1971 عندما تحدث عن الشهداء وأجهش بالبكاء، وحتى الذين لم يكونوا يعرفون الرئيس الشاذلي بن جديد تعرفوا عليه في يوم وفاة هواري بومدين، حيث ظهر رجلا بشعر أبيض يبكي الراحل هواري بومدين. وفي البلدان العربية بكى الرئيس جمال عبد الناصر أمام الملأ بعد الخسارة المذلة في حرب النكسة عام 1967 كما بكى حسني مبارك وأبكى الكثير من المصريين بعد وفاة حفيده من ابنه علاء مبارك، وهذا منذ ثلاث سنوات، وللأسف فإن غالبية الزعماء العرب هم من ملأوا الحياة العامة بالدموع من قهر واغتصاب للحريات، ناهيك عن التهميش والفقر وذل العباد وحتى الرئيس الراحل معمر القذافي كان رفقة الراحل ياسر عرفات ضمن الباكين في جنازة هواري بومدين ونقلت شاشة التلفزيون دموعهما.