اصطدمت مبادرة جمع كافة الأحزاب الإسلامية التي تنشط في الساحة السياسية بإصرار أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم بالحفاظ على الوزارية لحمس ضمن الطاقم الحكومي، وهو القرار الذي رفضه زعيم جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله. وتسبب تمسك سلطاني بالبقاء في الحكومة بعد انسحابه من التحالف الرئاسي رغم تعدد الوساطات لإنجاح تحالف الأحزاب الإسلامية، بدل اقتصاره على ثلاث تشكيلات بغرض دخول الانتخاب التشريعية كقوة واحدة، في إفشال كافة المساعي التي كانت ترمي لاستحداث تكتل إسلامي، وفق تأكيد قائد مبادرة جمع الشمل العضو القيادي السابق في الجبهة الإسلامية المحلة الشيخ سحنوني، الذي أعلن بأن هذه المبادرة انضم إليها ما لا يقل عن عشرة أعضاء مؤسسين للفيس المحل، مؤكدا بأن الكشف عن أسمائهم لن يتم إلا بعد أن تتضح الأمور . وقال سحنوني في تصريح للشروق بأنه رغم تصلب مواقف زعماء بعض الأحزاب الإسلامية دون أن يذكرهم بالاسم، إلا أن جهود لم الشمل ستبقى قائمة ومستمرة إلى غاية يوم الانتخاب، موضحا بأن هناك شبه اتفاق على أرضية مشتركة ما بين جاب الله ومناصرة للتنسيق أثناء يوم الاقتراع، خصوصا ما تعلق بمراقبة مراكز الانتخابات. وأكد المتحدث بأنه التقى أول أمس برئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله بمقر الحزب، بغرض التباحث بشأن التحالف الإسلامي دون إحداث تقدم بخصوص مبادرة لم الشمل، وقال بأن استمرار تشتت صفوف الإسلاميين من شأنه أن يصعب على قيادة الجبهة الإسلامية المحلة الإفراج عن بيان المساندة الذي تريده أن يكون في صالح كافة الأحزاب الإسلامية دون تمييز فيما بينها، بغرض توحيد صفوفهم، علما أن قيادة الفيس المحل تحضر لبيان مساندة، ستعلن فيه عن منح أصوات ما تبقى من قاعدة الحزب المحظور لتشكيلة معينة، رفض الكشف عنها المتحدث، بحجة أن القرار النهائي ستتخذه قيادة الحزب المحل عقب نقاش، وسيكون ذلك قبل تاريخ 10 ماي القادم موعد تنظيم الانتخابات التشريعية. وكان عبد المجيد مناصرة رئيس جبهة التغيير قد ربط انضمامه لتحالف الإسلاميين بانسحاب حركة مجتمع السلم من الحكومة، وهو الشرط الذي يصر أبو جرة سلطاني على رفضه جملة وتفصيلا، وهو ما أكده العضو القيادي في الحركة عبد الرحمان سعيدي في رده على كل من جاب الله ومناصرة قائلا:"من لديه إرادة صادقة للم شمل التيار الإسلامي، لا ينبغي أن يشترط فيه ما يعرقل إنجازه"، مضيفا بأن التحالفات تبنى على رؤى سياسية وبرامج وليس على شروط مسبقة.