استنكر محمد القورصو إصرار المرشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية نيكولا ساركوزي على استخدام الجزائر كبطاقة انتخابية، من خلال إثارة دور الحركى في تلك الحقبة، فضلا عن تمسكه بعدم الاعتذار للجزائر على ما ارتكبه الاستعمار، وقال بأن ساركوزي يستخدم هذا الخطاب لاستقطاب الأقدام السوداء والحركى، ولإنقاذ نفسه من الفشل في الرئاسيات المقبلة. وأضاف الرئيس السابق لمنظمة 8 ماي 45 بأنه يحق لساركوزي أن يقول ما يشاء، وبأننا لا يمكن أن نستغرب مواقفه وكذا محتوى خطابه، لأنه في أوج الحملة الانتخابية ويريد استغلال كافة الأوراق التي تبقيه في كرسي الرئاسة، ومن بينها الثورة الجزائرية، علما أن ساركوزي في تصريحات أخيرة عبر عن أسفه للوضعية المزرية التي يعيشها الحركى، وهم فئة الجزائريين الذين خانوا الشعب وحاربوا إلى جانب المستعمر، ووعد بتحسينها، وقال عن هؤلاء بأنهم راحوا ضحية نهاية الاستعمار، ويأتي هذا التصريح بضعة أيام فقط قبل التوقيع على اتفاقيات إيفيان الذي يصادف 19 مارس، أي عيد النصر. وفي تقدير محمد القورصو فإن خطاب ساركوزي ليس جديدا، لأنه سبق وأن قاله في الزيارة الرسمية التي قادته إلى الجزائر منذ بضع سنوات، وقد حرص عقب تلك الزيارة وفور وصوله إلى الإليزي على استقبال ممثلين عن الحركى والأقدام السوداء، وأعاد أمامهم الخطاب ذاته، الذي مكنه من اعتلاء كرسي الرئاسة في الانتخابات السابقة، لكن الجديد هذه المرة وفق تأكيد المصدر ذاته هو الإصرار على استخدام الجزائر كورقة انتخابية، موضحا بأن ساركوزي يمر بفترة عصيبة بسبب المنافسة القوية التي يشكلها فرانسوا هولاند، منافسه الاشتراكي، مما دفع به إلى تبني خطاب متطرف بغرض استقطاب أقصى اليمين. ويرى الرئيس السابق لمنظمة 8 ماي 45 بأن ساركوزي ارتكب أخطاء كبيرة أثناء حكمه، وهو يحاول تداركها عن طريق استقطاب أصوات الحركى والأقدام السوداء الذين يقيمون أساسا في جنوبفرنسا، وهو يعتمد على المقولة "الغاية تبرر الوسيلة" بدليل تهجمه على الدين الإسلامي من خلال اعتراضه على طريقة الذبح، أن الزمن تجاوزها، واستهجن المتحدث صمت الجالية المسلمة المقيمة في فرنسا، وعدم تفاعلها مع هذه التجاوزات في الوقت المناسب. في حين اكتفى المجاهد المعروف ياسف سعدي بالتأكيد على أنه سبق وأن رد على ساركوزي، قائلا: "إن فرسا سبق وأن نعتت المجاهدين بالإرهابيين، وإذا كنا إرهابيين فإننا قمنا بتحرير الوطن: وهم أيضا استخدموا كافة الوسائل لمحاربة الألمان".