فرانسوا هولاند مرشح اليسار في الانتخابات الرئاسية الفرنسية الدبلوماسي عبد العزيز رحابي ل"الشروق" ساركوزي رهينة بيد الأقدام السوداء أعلن فرانسوا هولاند، مرشح اليسار في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة، "تضامنه" مع ذوي ضحايا مظاهرات 17 أكتوبر 1961، الذين رمت بهم الشرطة الباريسية في نهر السين، في محاولة منه لاستقطاب وعاء الجالية الجزائرية في انتخابات ماي 2012 . * مرشح الحزب الاشتراكي، وبمناسبة الذكرى الخمسين للمظاهرات التي قادها المهاجرون الجزائريون في فرنسا للمطالبة برفع حظر التجول عنهم في باريس، وإنهاء الاحتلال الفرنسي للجزائر، زار أمس الجسر الذي رمت منه الشرطة، بأوامر من قائدها موريس بابون، المئات من الجزائريين في النهر الباريسي، حيث قضوا غرقا. * وقال هولاند: "أردت أن أكون هنا وفاء لوعد بلدي. جئت لأعرب عن تضامني مع أبناء وأحفاد الأسر التي فقدت ذويها في هذه المأساة"، في تصريح أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، قبل أن يلقي بورود على نهر السين، تخليدا لذكرى الضحايا. * هولاند الذي كان رفقة مستشاره الجزائري الأصل فوزي لمداوي القيادي في الحزب الاشتراكي، والمؤرخ المختص في قضايا الثورة، بنيامين ستورا، انتقد محاولات التغطية على الجريمة التي تعرض لها المهاجرون الجزائريون، بسبب "حسابات تاريخية"، وقال: "من المهم أن نتذكر هذه الحقائق". * وجاء إعلان فرانسوا هولاند عن تضامنه مع ذوي ضحايا موريس بابون، غداة فوزه في الدور الثاني على غريمته، مارتين أوبري، في انتخابات تمثيل الحزب الاشتراكي في الرئاسيات الفرنسية، وهو ما اعتبر مغازلة واضحة للجزائريين، من أجل كسب أصواتهم في الاستحقاق المقبل. * وكان مرشح الحزب الاشتراكي قد زار الجزائر ما بين السابع والعاشر ديسمبر 2010، وتباحث مع عدد من المسؤولين الجزائريين، بينهم الرجل الثاني في الدولة، عبد القادر بن صالح، ورئيس المجلس الشعبي الوطني، عبد العزيز زياري، والمثل الشخصي لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بلخادم، وصرح يومها بأن "العلاقات الجزائرية الفرنسية، بحاجة لانطلاقة جديدة، لانتشالها من الأزمة التي تعانيها بسبب السياسة المنتهجة من طرف نيكولا ساركوزي". * ويرى وزير الاتصال الأسبق، عبد العزيز رحابي، أن سياسة الحزب الاشتراكي ومواقف فرانسوا هولاند المتفتّحة، خاصة ما تعلق منها بالماضي الاستعماري، تجعل منه الأنسب لمصالح الجزائر، التي تحصي أزيد من خمسة ملايين نسمة في فرنسا، وهو وعاء من شأنه أن يقلب الموازين في أي استحقاق في حال تصرفوا ككتلة واحدة. * وحسب مصادر "الشروق"، فإن مرشح اليسار الفرنسي لما زار الجزائر العام المنصرم، التقى لأزيد من ساعة بالرئيس الأسبق أحمد بن بلة، دون أن يصرح بذلك للصحافة، وأعطى إشارات إيجابية في التعاطي مع "الجرائم الاستعمارية"، التي رفض ساكوزي، الاعتراف بها بحجة أن "الأبناء لا يعتذروا عما ارتكبه الآباء". * وما يدعم هذا الاعتقاد حسب سفير الجزائر السابق بإسبانيا، هو أن الكثير من شخصيات الحزب الاشتراكي التي تقف خلف هولاند، تتفهم بعض مطالب الجزائريين، على غرار ليونيل جوسبان، وميشال روكار، اللذين رافعا من أجل حق الجزائريين في الاستقلال إبان الثورة التحريرية، كما أن أرنو مونتبورغ، أحد أبرز المساندين لهولاند في الدور الثاني ضد مارتين أوبري، يكن احتراما كبيرا للجزائر وقد تجلى ذلك من خلال بعض مواقفه. * ويقول رحابي، إن والدة أرنو مونتبورغ، جزائرية من وهران، وجده من أمه كان من رجالات جبهة التحرير الوطني في فرنسا، وهو يرفض أن ينسب إلى الأقدام السوداء، اعتقادا منه بأن دم الجزائريين يسري في عروقه. * أما ساركوزي فيعتقد المتحدث أنه "وقع رهينة بين أيدي سكان الجنوب الفرنسي، وهم الأقدام السوداء والحركى، الذين يملكون نفوذا كبيرا على اليمين الحاكم، بفضل اللوبيات القوية التي يتحكمون في خيوطها، يحركهم حنين العودة إلى الجنة الضائعة، بالرغم من مرور خمسين سنة على الاستقلال". * غير أنه وبالمقابل، أنحى رحابي باللائمة على دور "الدبلوماسية الجزائرية، التي فشلت برأيه، في تشكيل لوبيات قوية قادرة على الدفاع عن المصالح الجزائرية في فرنسا، حتى لا نسقط في فخ المفاضلة بين هذا المرشح أو ذاك، وذلك بالرغم من الأوراق الكثيرة التي تملكها الجزائر، سيما في مجال العلاقات الاقتصادية والتجارية، التي فاقت قيمتها الخمسة ملايير دولار"، كما انتقد المتحدث توظيف بعض رجالات الجزائر نفوذهم لصالحهم الشخصي على حساب مصالح بلادهم.