تسعى الأقدام السوداء أو ما يعرف ب “فرنسي الجزائر”، لاستفزاز الجزائر وحملها على الاعتراف بحقوقها وحقوق الحركى الجزائريين، وهذا من خلال احتفالهم بالذكرى ال 50 لخروجهم من الجزائر، حيث خصصت هذه المرة لتكريم البشاغا بوعلام زعيم الحركى، وهي ورقة جديدة من ساركوزي للضغط على بوتفليقة لحمله على تقديم تنازلات لصالح هؤلاء، في وقت كان ينبغي اعتراف فرنسا بجرائمها. يبدو أن فرنسا الرسمية بزعامة نيكولا ساركوزي تصر على سياستها الاستفزازية اتجاه الجزائر، ويظهر هذا من خلال تمجيدها لماضيها الاستعماري في الجزائر، وجاءت هذه المرة بخرجة جديدة لمنظمة الأقدام السوداء الذين عثوا في الجزائر فسادا قبل مغادرتها مجبرين عام 1962، حيث شرع هؤلاء تحت تنظيمهم المسمى “التجمع الوطني لفرنسي الجزائر” برعاية ساركوزي، في الاحتفال بالذكرى ال 50 لمغادرة الأقدام السوداء والحركى الجزائريين بقيادة البشاغا بوعلام، وقد انطلقت التظاهرة أمس بجنوب فرنسا تحت شعار “ 50 سنة من بعد... فرنسي الجزائر من 1962 إلى 2012”، وعرف مشاركة جمعيات تضم في صفوفها المعمرين الفرنسيين وأعضاء منظمة “ لواس” أو المنظمة المسلحة الخاصة، كما شارك في فعاليات اليوم الأول من التظاهرة، جمعيات الحركى الجزائريين، والمتعاطفين معهم، كما تمت دعوة ممثلين عن مدن وقرى ببلدان شمال إفريقيا، وجاء بيان التظاهرة الإعلامي واصفا الحدث بأنه “عهد وطني لفرنسي الجزائر” وذاكرة، وتاريخ وثقافة”، مما يوحي بتمجيد ماضي هؤلاء بالجزائر، وندم وحسرة على ترك ما يعتبرونها ممتلكاتهم بالجزائر، وحقوق مهضومة من طرف السلطات الجزائرية في حق الحركى الجزائريين. التظاهرة نظمت أمس بمدينة انتيب بجنوب فرنسا، وستدوم ثلاثة أيام، سيتم خلالها تكريم خاص لزعيم الحركى الجزائريين المعروف باسم البشاغا بوعلام، حيث سيكرم في اليوم الثالث للتظاهرة، ويعتبر هذا التكريم استفزاز واضح للجزائر، ويهدف التجمع الوطني لفرنسي الجزائر بهذا التكريم للضغط على ساركوزي كي يواصل سياسته الرامية إلى حمل الجزائر على تقديم تنازلات لصالح الحركى والأقدام السوداء، خاصة مطالبهم الرامية لاسترجاع ما يقولون أنها حقوقهم المسلوبة منهم، وحق زيارة عائلات الحركى للجزائر على اعتبار أنها بلدهم أيضا. هذا الحدث الذي يقف من ورائه دعاة تمجيد الاستعمار، يريد ساركوزي من خلاله افهام السلطات في الجزائر أن دعاوى المجاهدين الجزائريين ومن معهم لمطالبة فرنسا بالاعتذار عن جرائمها مطلب يظل مرفوضا من قبل فرنسا الرسمية. من هو البشاغا بوعلام؟ يرتبط اسم بشاغا بوعلام، بأكبر حركي وقف ضد الثورة الجزائرية، ويذكر التاريخ أنه كان يقود مجموعة من الحركى في الشلف مكونة من 2000 إلى 3000 حركي، وقد غادر الجزائر يوم أن أجبرت فرنسا على مغادرة الجزائر سنة 1962، انضم إلى حزب جون ماري لوبان العنصري للدفاع عن حقوق الحركى، وقد ساهم هذ الخائن في قتل العديد من الجزائريين، أثناء الثورة، وينصب نفسه حاليا كمدافع عن حقوق زملائه من الحركى الذين خانوا العهد ووقفوا مع الاستعمار ضد الشعب الجزائري.