تعرض خلال السنة الفارطة العديد من الأطباء والممرضين وحتى أعوان الأمن، الذين يشتغلون بمستشفى "مغنم لوناس" بدائرة عزازڤة بولاية تيزي وزو، إلى اعتداءات مختلفة من طرف مرافقي المرضى وحتى المرضى أنفسهم، باستعمال العنف والقوة ولأتفه الأسباب، وقد تم إيداع 25 شكوى ضد المعتدين، فصلت فيها محكمة عزازڤة، دون احتساب المئات من الحالات التي تمت تسويتها وديا، دون اللجوء إلى القضاء لاعتبارات كثيرة. وقد تم مؤخرا تسجيل اعتداء على ممرض من طرف مريض طلب منه أن يغير له الجبس، ولما نصحه بضرورة استشارة الطبيب، اعتدى عليه بشراسة إلى حد كسر نظاراته وتخريب قاعة العلاج، وقد وقف المعتدي بحكم خطورة ما قام به، أمام قاضي محكمة عزازڤة حيث تم تسليط عليه عقوبة قاسية. ورغم الإجراءات الردعية للمعتدين على الأطباء والممرضين، إلا أن الاعتداءات تزداد من يوم لآخر، خصوصا من طرف مرافقي المرضى، وحسب مصادرنا فإن مواطنا قدم الأسبوع الفارط إلى المستشفى في ساعة متأخرة من الليل، لجلب مادة "الخل" لزوجته التي جاءها المخاض، وأمام رفض أعوان الأمن إدخاله إلى المصلحة، واكتفائهم بتحويل "الخل" فقط، قام بتحطيم زجاج الباب الرئيسي للمصلحة، وأطلق العنان للسانه وتلفظ بعبارات غير لائقة استنكرها الجميع، ورغم كل ما يحدث، لم يقلل ذلك من عزيمة الأطباء والممرضين وجميع القائمين على المستشفى، لأداء مهامهم بطريقة جيدة، جعلت المستشفى يمتاز بسمعة طيبة بولاية تيزي وزو، وحتى بالولايات المجاورة، والدليل على ذلك أنه يستقبل يوميا العديد من مرضى بلديات بجاية خاصة مرضى أدكار، أسيف الحمام وغيرها، والذين يفضلون التنقل إلى مستشفى عزازڤة، عوضا من مستشفى بجاية لاعتبارات كثيرة. ويعتبر مستشفى "مغنم لوناس" ثاني أكبر مرفق صحي على مستوى الولاية بعد المستشفى الجامعي، ويضمن التغطية الصحية لأكثر من 16 بلدية تابعة لدوائر (بوزقان، عزازڤة، مقلع، أزفون، إيفرحونن وغيرها)، وحتى مرضى أغريب وتيڤزيرت، وتستقبل مصالحه الاستعجالية يوميا ما يزيد عن 200 حالة. ويشتغل بالمستشفى 44 طبيبا مختصا في كل الاختصاصات الطبية، و22 جراحا في كل الاختصاصات المتوفرة في مصلحة الجراحة الطبية، كما يتوفر على مخبر للتحاليل الطبية، تمكن طاقمه خلال العام الفارط من إجراء 2650 تحليل مخبري، بفضل الوسائل المعتبرة التي وفرتها مديرية الصحة، ومن جهة أخرى بلغ عدد فحوص الأشعة التي تم إجراؤها خلال العام الفارط 26860 عملية، كما تم خلال نفس السنة إجراء 3891 عملية جراحية. وخلال جولة تفقدية قادتنا إلى المستشفى للتحقق عن مدى صحة إشاعة نقص النظافة، اكتشفنا العكس تماما، ووقفنا على العديد من الحقائق المشجعة، التي تقوم بها الإدارة والأطباء والممرضون، لاستقبال المرضى وخدمتهم، كما وقفنا أيضا بمصلحة تصفية الدم، التي وفرت لمرضى المنطقة عناء التنقل، إلى تيزي وزو ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع، وتعمل المصلحة بأجهزة من آخر طراز، وقد استحسن المترددون عليها خدماتها المتميزة، والتكفل التام بهم أثناء فترات العلاج، ويعرف القسم ضغطا كبيرا خلال فترة الصيف، بقدوم المغتربين الذين يعانون من القصور الكلوي، ويبقى الإشكال الوحيد المطروح حاليا، هو نقص الأطباء المختصين في أمراض النساء والتوليد، ولهذا يتم تحويل بعض حالات الولادة العسيرة نحو عيادة "صبيحي" بمدينة تيزي وزو.