اتصلت الشروق، الأربعاء، بعدد من "الحراڤة" الجزائريين المحتجزين ببوخراست العاصمة الرومانية في معتقل أوتو بيني الذي يوجد به أكثر من 130 "حراڤ" جزائري يتواجدون في حالة صحية سيئة في بلد معروف بفقره المدقع، إضافة إلى محتشد آخر يتواجد على الحدود المجرية الرومانية ويسمى محتجز آراب نسبة للأصول المحتجزين به من العالم العربي والثاني وُضع فيه الحراڤة الجزائريين المرحلين من مختلف الدول الأوربية خاصة من فرنسا وسويسرا وألمانيا وهولندا. وقال المحجوزون وغالبيتهم مضربين عن الطعام وهم من مختلف مناطق الوطن أن حجزهم جاوز الآن الشهرين دون أن يتم ترحيلهم إلى الجزائر عبر مطار اسطنبول، وبدأ تخوف المحتجزين الجزائريين منذ عيد المسيح عندما اكتشفوا أنهم شبه معزولين عن العالم الخارجي، حيث قام حراڤ عاصمي يدعى بلال بمحاولة انتحار بتمزيق شرايين يده اليسرى وتكفل به زملاؤه في غياب أدنى تغطية صحية، أما عن الوجبات المقدمة لهم فقد وصفوها بالغير صالحة للاستهلاك الحيواني. وقالوا إن الكثير منها هي فضلات تقدّم لهم من مزابل بوخارست المدينة التي يعيش سكانها فقرا كبيرا وشبه مجاعة فما بالك المحتجزين من الحراڤة القادمين من عدة دول عربية وإفريقية، ناهيك عن البرد القارص في محتشدات من دون تدفئة وكل عنبر فيها يجمع قرابة العشرة أشخاص، أما عن القنصلية الجزائرية في بوخارست فقد اكتفت بتقديم وعود وتحميل أيضا المحتجزين وِزر الوضع الذي بلغوه، في انتظار مساعدات الجمعيات الخيرية الأوروبية، لأن ما تقدمه تلك الجمعيات هو الكفيل بترحيل مالا يقل عن مئتي حراق جزائري موجودين في محتجزين برومانيا، وهذا عكس "حراڤة" تونس والمغرب الذين يتم ترحيلهم من دون أي مشكلة وتسهر عليهم سفارتا بلديهما، يذكر أن غالبية "الحراڤة" المتواجدين في رومانيا من الذين هاجروا بطرق غير شرعية عبر محور اسطنبول ودخلوا اليونان بحرا بطريقة غير شرعية وتفرقوا في العديد من دول العالم ومنهم من مكث ثلاث سنوات في أوربا قبل أن يتم توقيفه وتحويله إلى محتجز بوخارست..كل الذين تحدثت معهم "الشروق" من الجزائريين قالوا أنهم في انتظار الطائرة التي تعود بهم إلى الجزائر بعد أن عانوا لسنوات في غربة سرقت أعمارهم وصحتهم.