حذرَ ممثلو التنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين من التصحر الطبي في المناطق النائية وولايات الجنوب بسبب الصمت المطبق الذي تمارسه وزارتا الصحة والتعليم العالي وعدم محاورة 15 ألف طبيب مقيم مضرب منذ أزيد من 7 أشهر. وأكد ممثلو المقيمين في ندوة صحفية، الأحد، بالعاصمة أنهم لا يطلبون المستحيل، بل يسعون لافتكاك حقوقهم المهضومة، وتساءل المعنيون عن نتائج جلسة العمل التي جرت منذ أسبوع وجمعت الوزير الأول أحمد أويحيى بكل من وزيري التعليم العالي والصحة لتباحث قضية المقيمين بعد مراسلتهم لرئيس الجمهورية بصفته القاضي الأول، خاصة أن الوضع في المستشفيات الجامعية أصبح حرجا. وفي السياق، قالت الدكتور عفيري "لا نفهم سبب تجميد الحوار رغم استعدادنا لوضع حد للإضراب مقابل فتح حوار بناء من قبل الوصاية"، وأضافت "أرسلنا طلبات متعددة لعقد جلسة عمل عبر الإيميل وعبر الفاكس وحتى بالتنقل للوزارة شخصيا، لكن دون رد"، والأغرب من ذلك –تقول الدكتورة- أن وزارة التعليم العالي لم تبرمج أي جلسة حوار منذ بداية الإضراب، لكنها تقوم ببرمجة امتحانات نهاية التخصص والتهديد بسنة بيضاء. من جهته، الدكتور طايلب محمد، قال أن المقيمين مستعدون لإيجاد حلول ترضي جميع الأطراف وتضع حدا للإضراب الذي ستكون عواقبه وخيمة على المقيمين وعلى قطاع الصحة والمواطنين على حد سواء، وأضاف "لن نقبل التفاوض المشروط أو أي عقوبة ضد المقيمين". أما بخصوص تصريحات وزير الصحة التي اتهم فيها المقيمين بالتشبث بإلغاء الخدمة المدنية، فأكد طايلب أنهم تفاوضوا على عدة حقوق ومطالب ويرفضون الإشاعات المغرضة التي تريد تفرقتهم وتضليل الرأي العام حول مطالبهم الحقيقية التي يريدون منها حلولا على المدى المتوسط والبعيد لا مجرد "بريكولاج"، واستغرب المتحدث طريقة تعامل بعض المديرين مع المقيمين وتهديدهم بالإقصاء، مثلما عليه الوضع بالنسبة لطلبة السنة الأولى. واعتبرت ممثلة التنسيقية حجاب مريم أن برمجة امتحانات نهاية التخصص في دورة استدراكية في الوقت الذي لم تجد قضية المقيمين أي حلول، هي استفزاز للأطباء ومحاولة من وزارة التعليم العالي لتقسيم صفوفهم، لتقول "كيف للوزارة التي كانت غائبة عن الحوار وراسلناها مرارا لعقد جلسة أن تقوم بوضع جدول جديد للامتحانات"، وأضافت حجاب أن الوزارة لم تحترم المدة القانونية للإعلان عن الامتحان، كما ألزمت المعنيين الإمضاء على تعهد بشكل غير قانوني حتى لا يقدم الطبيب على الإضراب من جديد. وأكد الدكتور خضراوي أن المقيمين ليسوا ضد العمل في الجنوب مثلما يروج له، مشيرا إلى أن الحالة في الجنوب الآن كارثية وحتى في بعض المدن الداخلية، حيث لا يوجد أطباء مختصون لتلبية حاجيات المريض، وفي حال استمرار مقاطعة الامتحانات والإضراب فلن يكون هناك دفعة أطباء لإرسالهم للخدمة المدنية.