علم أمس، من مصادر رسمية، أن مهمة السفير الأمريكي المتنقل، كلينت ويليامسون، في الجزائر، ليس له علاقة بتداعيات "الأزمة" الحاصلة بين الجزائروواشنطن على خلفية التحذيرات التي أطلقتها السفارة الأمريكية حول إعتداءات إرهابية جديدة لتنظيم "القاعدة" وحسب نفس المصادر، فإن السفير الأمريكي الحالي بالجزائر، روبرت فورد، "يبذل مساعي مع المسؤولين الجزائريين لتطويق الأزمة وشرح الموقف الأمريكي". علما أن فورد إلتقى، أمس، وزير الخارجية الجزائري، محمد بجاوي، وينتظر أن يجري لاحقا سلسلة أخرى من الإتصالات، وقد عاد السفير الأمريكي إلى الجزائر، الخميس المنصرم، بعد غيابه عنها لقرابة الشهر، حيث كان متواجدا منذ 11 مارس الماضي ببغداد، في مهمة كلفته بها الإدارة الأمريكية، بإعتباره خبيرا محنكا في الشأن العراقي، وذلك بغية مساعدة السفير الجديد في العراق، على تهدئة الأوضاع وتحجيم خسائر المواجهة الدامية. وكان وزير الخارجية، محمد بجاوي، إستقبل أول أمس، بالجزائر، السفير الأمريكي المتنقل، كلينت ويليامسون، الذي سلمه رسالة من كاتبة الدولة الأمريكية، كوندوليزا رايس، وقد تطرّق بجاوي خلال اللقاء، إلى مقتضيات المكافحة الدولية للإرهاب، مذكرا ب "التضحيات التي بذلتها الجزائر في مكافحتها الرائدة ضد هذه الآفة" من جهته، وفي نفس اليوم، أكد سفير الجزائر بالولايات المتحدةالأمريكية، أمين خربي، أن "مكافحة الإرهاب ينبغي أن تكون ثمرة جهود تشاور وتنسيق دائمين".، مشيرا خلال تدخل له، أول أمس، بجامعة هارفارد الأمريكية بمساشوستس، إلى التجربة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب، وأبرز أنه "بالعمل الحازم والسهر على إيجاد تعاون مبني على النوايا الحسنة وبعيدا عن الإنحياز، ستكتسب هذه المكافحة المشتركة حركيتها وقاعدة إجماع وطيدة ومستديمة تبقى ضرورية من أجل نجاعتها". السفير الجزائريبواشنطن، أوضح في هذا الإطار، أن مكافحة الإرهاب ينبغي أن تكون "ثمرة جهود تشاور وتنسيق دائمين ينمان عن نظرة سياسة عالمية متقاسمة في إطار الإحترام وحماية حقوق الإنسان ومكافحة الجريمة المنظمة وتهريب الأسلحة وتبييض الأموال وتسوية المشاكل الإقتصادية والإجتماعية التي تشكل بوتقة للإرهاب وأيضا على وجه الخصوص ضرورة ضمان الأمن الجماعي". المستجدات الحاصلة في العلاقات بين الجزائروواشنطن، على خلفية "الأزمة الصامتة"، التي صنعها مؤخرا الملف الأمني في شقه المتعلق بتهديدات وإعتداءات تنظيم "القاعدة"، تأتي بعدما كانت وزارة الخارجية، إستدعت الأحد الماضي، القائم بالأعمال لدى السفارة الأمريكيةبالجزائر، وقدمت له إحتجاجا بخصوص إعلان البعثة الدبلوماسية المذكورة عن إعتداءات وشيكة في العاصمة" ووصفت السلطات الجزائرية تلك التنبيهات، بأنها "من نسج الخيال وغير مقبولة"، وذكّرت الطرف الأمريكي ب "وجوب الإحترام الصارم لسيادة بلد الإعتماد ومبدأ عدم التدخل في شؤونه الداخلية"، كما أكدت أن "مثل هذه المبادرات تعد غير موزونة وفي غير محلها وذات أثر سلبي، وأنها غير مسؤولة، بالنظر إلى مقتضيات التعاون في مكافحة الإرهاب طبقا للقانون الدولي والممارسات الراسخة في مجال التنسيق بين الهيئات المختصة". وشدّدت وزارة الخارجية الجزائرية ردا على "تحذيرات" السفارة الأمريكية لرعاياها المقيمين بالجزائر، أن "الجزائر التي بذلت تضحيات جسام في مقاومة الإرهاب، تنتظر من كل شركائها مبادرات تعود بالفائدة المتبادلة في ظل توازن الحقوق والواجبات". وجاء التحرّك الجزائري، مباشرة عقب إصدار السفارة الأمريكية، لمذكرة وزعتها على رعاياها عبر موقعها في شبكة الأنترنيت، ساعات فقط بعد تفجيرات الأربعاء الأسود، تحذرهم من "معلومات" بحوزتها تشير إلى إستعداد تنظيم "القاعدة" للإعتداء على مبنى التلفزيون والبريد المركزي وسط الجزائر العاصمة، وهو التحذير الثاني من نوعه، بعد ذلك الذي أصدرته في شهر مارس الماضي، بشأن "معلومات" عن تخطيط "القاعدة" لإستهداف طائرة تجارية بالجزائر تنقل عمالا أجانب. ولم تتأخر السفارة الأمريكيةبالجزائر، في مارس الماضي، إلى إصدار "توضيحات" ردا على تساؤلات إعلامية حول تزامن تلك التحذيرات مع إعلان الجزائر عن موقفها المعارض لإقامة قواعد عسكرية بترابها، حيث أكدت السفارة بأن الأمر ليس إقرارا سياسيا، و"إنه من واجبنا الأخلاقي والقانوني إبلاغ الشعب الأمريكي عن أيّ معلومات موثوقة تتلقاها الحكومة الأمريكية عن أيّ خطر بإمكانه تهديد أمن وسلامة المواطنين الأمريكيين"، وهو ما جدّدته السفارة في توضيح آخر بعد إستدعاء القائم بالأعمال الأسبوع المنصرم. كما أكدت واشنطن بعد إصدار سفارتها لتحذير من إعتداء على طائرة تجارية، بأن كانت الجزائر وستبقى "شريكا هاما في محاربة الإرهاب الدولي المتطرف، وهذه الشراكة سوف تبقى قائمة على أساس التعاون المتبادل والإحترام التام للسيادة الجزائرية. جمال لعلامي:[email protected]