استقبل أمس السبت، بالجزائر، وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية، محمد بجاوي، السفير الأمريكي المتنقل، كلينت ويليامسون، الذي سلمه رسالة من كاتبة الدولة الأمريكية، كوندوليزا رايس. وحسب مصدر من وزارة الشؤون الخارجية، تطرّق محمد بجاوي خلال اللقاء، إلى مقتضيات المكافحة الدولية للإرهاب، مذكرا ب"التضحيات التي بذلتها الجزائر في مكافحتها الرائدة ضد هذه الآفة". كما أبلغ محمد بجاوي كلينت ويليامسون، رسالة شفوية حول قضية الصحراء الغربية، موجهة إلى كوندوليزا رايس. وجاء لقاء أمس، بين وزير الخارجية والسفير الأمريكي المتنقل، في ظل "البرودة والتوتر" التي أصابت مؤخرا العلاقات الجزائريةالأمريكية، على خلفية "التحذيرات" التي أطلقتها سفارة الولاياتالمتحدةبالجزائر، للمرة الثانية، آخرها تعلقت بتحذير رعاياها من اعتداءات ستستهدف مقر التلفزيون والبريد المركزي من تنفيذ تنظيم "القاعدة"، وهي التنبيهات التحويلية والمروعة والبلاغات التي ثبت بأنها كاذبة، التي دفعت السلطات الجزائرية إلى استدعاء القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية لطلب توضيحات وإبلاغه عن رفض الجزائر التدخل في شؤونها الداخلية وتمسكها بضرورة الالتزام بسيادتها الوطنية. وبالعودة إلى ما أعلن عن مضمون ما دار بين بجاوي وويليامسون، يتبين بأن أهم الملفات المفتوحة، كانت مرتبطة بمحاربة الإرهاب والدور الذي لعبته الجزائر في ذلك ولوحدها لمدة 15 سنة كاملة، ولا تستبعد أوساط مراقبة أن يكون الطرفان قد تطرقا إلى "الأزمة" الحاصلة بين البلدين مؤخرا بسبب "المعلومات" التي حذرت واشنطن رعاياها منها، دون أن تقوم بإخطار مصالح الأمن الجزائرية في إطار ما تقتضيه الأعراف الديبلوماسية وكذا الاتفاقيات المتعلقة بالتعاون في المجال الأمني والعسكري. ولم يوضح الخبر الذي أعلنته وزارة الخارجية، إن كان السفير الأمريكي المتنقل، قد أبلغ محمد بجاوي، "اعتذارات" واشنطن أم لا، ردا على استدعاء القائم بالأعمال، وإن كانت رسالة كوندوليزا رايس قد تضمنت "توضيحات" بشأن تحذيرات السفارة الأمريكيةبالجزائر، وحول ما إذا كانت رسالة رايس لبجاوي تندرج في إطار رأب الصدع بين الجزائروالولاياتالمتحدة؟. وزير الخارجية الجزائري، قال مؤخرا، إنه من المتوقع أن يقوم وفد جزائري بزيارة إلى واشنطن، في شهر ماي الداخل، لإنهاء المحادثات بين الولاياتالمتحدةوالجزائر، حول انضمام هذه الأخيرة لمنظمة التجارة العالمية، وكان بجاوي قد أجرى لدى زيارته إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، يومي 19 و 20 مارس الماضي، محادثات مع كاتبة الدولة الأمريكية كوندوليزا رايس، ووصف المحادثات "بالمهمة جدا و المثمرة"، قائلا "تميز هذا اللقاء بمودة خاصة وسمح بإجراء محادثات جد صريحة حول مختلف المسائل ذات الإهتمام المشترك". رسالة رايس إلى بجاوي، جاءت بعدما كان هذا الأخير، أعلن من الولاياتالمتحدة، أنه قام بإسم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بدعوة كاتبة الدولة الأمريكية، إلى إجراء زيارة للجزائر "بغية مواصلة التبادل المثمر بين البلدين"، مضيفا "لقد تم قبول الدعوة"، معربا عن أمله في أن "تساهم هذه الزيارة في تعزيز العلاقات الثنائية التي تربط بلدينا وفتح المجال لتبادل الزيارات الرسمية بين الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وجورج بوش". وإعتبر في حينها، رئيس الدبلوماسية الجزائرية، الذي سبق وأن التقى في أفريل 2006 بواشنطن، كوندوليزا رايس، أن الإتصالات الدورية بين المسؤولين الجزائريين السامين تمكن من تقييم الجهود المبذولة من قبل البلدين، لتعميق الحوار السياسي وتوسيع التشاور وفتح آفاق إستراتيجية جديدة للتعاون والشراكة. وحول ملف الصحراء الغربية، التي بعث أمس محمد بجاوي برسالة شفوية إلى رايس بشأنها، كانت هذه الأخيرة "أبدت نوعا من التقبل للشروحات المتعلقة بخصوص المساندة الجزائرية للقضية الصحرواية مما يبعث على التفاؤل"، وأكد بجاوي أن الجزائروواشنطن تتناقش حول كل المشاكل والقضايا ذات الاهتمام المشترك، "لأن حكومتي البلدين مقتنعتين بأن الصراحة تعطي نتيجة". جمال لعلامي