قال الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش "لا خوف على الجزائر ولا على مستقبلها مهما اشتدت التحديات ومهما عظمت الرهانات، فالجزائر أعظم من أي تحد وأكبر من أي رهان"، مؤكدا حرصه على "أن يظل هذا الوطن أمانة بين أيدي من يقدر هذا المكسب الغالي والثمين". قايد صالح وخلال زيارته، السبت، إلى الأكاديمية العسكرية لشرشال، عشية حفل التخرج السنوي للدفعات بهذه القلعة التكوينية العريقة، والذي ستحتضنه الأكاديمية اليوم، ترأس لقاء توجيهيا مع إطارات وأساتذة وطلبة الأكاديمية، ذكر في بدايتها بنجاعة التعليم والتكوين الرفيع المستوى الذي تمنحه الأكاديمية لمتربصيها وطلبتها، وبالجهود الحثيثة المبذولة الرامية إلى الاستثمار المربح في منظومة التعليم والتكوين للجيش الوطني الشعبي. وقال الفريق: "لقد حرصنا على أن تكون الأكاديمية العسكرية لشرشال تحديدا، والمنظومة التكوينية للجيش على وجه العموم، أداة ناجعة لتفعيل هذه القوة الذاتية لدى الأفراد العسكريين، طلبة ومتربصين، وجعلهم بمثابة التربة الخصبة التي تزرع فيها كل هذه المعارف، وتثمر وتينع ليصبح من خلالها الطالب، مستجيبا لتقبل المعارف الممنوحة والعلوم الملقنة، ومستعدا ذهنيا وعقليا ونفسيا، وبكافة حواسه، لاستقبال واستيعاب بصفة آلية وطبيعية كل هذا الكم النوعي من المعارف". وذكّر قايد صالح بالمكاسب الكبرى التي حققتها المنظومة التكوينية للجيش الوطني الشعبي، مشيدا بالنتائج التي يواصل أشبال الأمة تحقيقها سواء خلال مسارهم الدراسي أو من خلال النتائج المحققة سنويا في مختلف الامتحانات النهائية: "ومن المكاسب التي حازت على كافة متطلبات النجاح، فإنه حقيق بي بهذه المناسبة التنويه بالنجاح الباهر الذي حققته مدارس أشبال الأمة سواء من حيث الإقبال المنقطع النظير الذي يبديه المواطنون كل سنة من أجل السعي إلى منح فلذات أكبادهم شرف الانتساب إلى الجيش، هؤلاء الأشبال والشبلات الذين أصبحوا اليوم يغطون كافة المستويات التعليمية، وأصبحوا يحققون نتائج استثنائية سواء أثناء امتحانات شهادة التعليم المتوسط، أو شهادة البكالوريا أو حتى على مستوى الأكاديمية العسكرية لشرشال وكافة المدارس العليا الأخرى". وأضاف نائب وزير الدفاع: "نتائج تثبت حسن انتهاج هذا المسعى الدراسي وحسن الإلمام بكافة موجبات نجاحه وحسن توفير الظروف، كافة الظروف، المعيشية والتربوية وكافة مقاييس الرعاية اللائقة بأبنائنا الأشبال إناثا وذكورا، هذه الرعاية التي أنتجت، نتائج هي في غاية التميز، بل في غاية الإبهار، لاسيما بخصوص مستويات المتخرجين من مختلف الدفعات وقوة اندماجهم السلس والمرن والإيجابي في معترك الحياة المهنية العسكرية ومحكها العملي، مثبتين لمن يريد الإثبات، أن خيارهم لهذا المسار الدراسي والمهني المستقبلي، هو خيار نابع من خصوصيات مجتمعنا ومن حنايا مرجعيتنا التاريخية". وفي كلمة وجهها لجميع قوات الجيش بمناسبة الاحتفال بالذكرى السادسة والخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية، ذكر الفريق بجسامة التضحيات التي قدمها الشعب الجزائري في سبيل استرجاع سيادته وكرامته، حاثا الشباب، جيل الاستقلال، الاقتداء بهذه التضحيات، والحفاظ على أمانة الشهداء الأبرار: "إن ما عجز الاستعمار عن تحقيقه على أرض الجزائر، لم ولن يصل إليه غيره، وهذا عهد وقسم غليظ سيتوارثه أبناء الجزائر".